رئيس التحرير
عصام كامل

عملية زكريا.. تنسيق بين روسيا وإسرائيل في سوريا على حساب الجميع

الجندي الإسرائيلي
الجندي الإسرائيلي زكريا باومل

تنديد في العلن وصفقات وتعاون على أكمل وجه في الخفاء، هكذا حال العلاقات الروسية الإسرائيلية، فرغم إظهار الخلافات وإصدار بيانات التنديد إلا أن التنسيق بين موسكو وتل أبيب على أشده حتى في استعادة رفات الجنود الإسرائيليين.


عملية زكريا
رغم العداء الإسرائيلي لسوريا والدعم الروسي لها إلا أن موسكو تفصل بين هذا وذاك وتربطها علاقات جيدة مع تل أبيب، ظهرت بوضوح في الموقف الأخير بشأن عملية استعادة رفات الجندي الإسرائيلي زكريا باومل، الذي قُتل في معركة السلطان يعقوب بعد أسبوع من بدء الاجتياح الإسرائيلي للبنان، يونيو 1982.

كما أن موسكو رغم الجريمة التي ارتكبها الطيران الإسرائيلي بحق جنود روس مؤخرًا حينما اختفت 4 مقاتلات تابعة للاحتلال وراء طائرة روسية أثناء تحليقها فوق الأراضي السورية ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 15 من الجنود الروس إلا أن موسكو بذلت قصارى جهدها لاستعادة الجندي الإسرائيلي وتعد باستعادة آخرين، ما يشي بمكانة إسرائيل لدى موسكو والتنسيق الدائم بينهما على حساب الجميع بما في ذلك حلفاء موسكو سوريا وإيران وحزب الله، على عكس الادعاء الدائم بحالة التوتر بينهما.

إرضاء إسرائيل
وفي إطار مساعي روسيا لإرضاء إسرائيل، فقد أعادت لها إحدى الدبابتين اللتين شاركتا في معركة السلطان يعقوب، في جنوب لبنان، بعد أن أصدر بوتين أمرًا رئاسيا بهذا الشأن، وكانت هذه الدبابة معروضة في متحف المدرعات في موسكو، فيما بحث الجنود الروس بأنفسهم عن جثث الجنود الإسرائيليين الثلاثة المفقودين في منطقة كانت تقع تحت سيطرة تنظيم داعش، وتطرق المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية عن هذا الموضوع أثناء استعراضه التحقيق حول إسقاط طائرة التجسس الروسية في الأجواء السورية، في سبتمبر الماضي، وحمل إسرائيل مسئولية إسقاط الطائرة ومقتل ركابها الـ15.

فضلًا عن استقبال موسكو لـ رئيس الحكومة الإسرائيلية بحفاوة، ورغم كما ذكرنا حادثة الطائرة الروسية إلا أن بوتين استقبل نتياهو مرتين في غضون ستة أسابيع، حيث عقد الاجتماع السابق بينهما في نهاية فبراير الماضي والثاني عقد اليوم، وعرض الموضوع الأبرز المطروح للنقاش خلال لقاء نتنياهو مع بوتين وهو حقيقة أن الإيرانيين يواصلون جهودهم لإقامة بنية عسكرية تتيح لهم فتح جبهة شمالية شرقية أخرى ضد إسرائيل.

ورغم أن إيران حليفة لموسكو إلا أنه ووفقًا للتقارير فإن سعت لإبعاد قائد فيلق القدس في حرس الثورة، قاسم سليماني، من الجولان وهو الذي استجاب للضغوطات الروسية، ونقل نشاطه إلى المناطق البعيدة عن الحدود مع إسرائيل.

كما أنه من المقرر أن يقنع نتنياهو موسكو بأهمية القوات الأمريكية في قاعدة التنف، حيث إن خلافا لرغبة روسيا وإيران والنظام السوري، سيحاول نتنياهو إقناع بوتين بضرورة إبقاء هذه القوات الأمريكية.

إيل كوهين
وهذه ليست المرة الأولى التي تبذل روسيا جهودًا لاستعادة رفات جنود إسرائيليين، فسبق أن طلب رئيس دولة الاحتلال رؤوفين ريفلين من الرئيس الروسي بوتين المساعدة بإعادة رفاة الجاسوس الإسرائيلي الذي عمل بسوريا، إيلي كوهين.

وقالت مصادر إعلام عبرية إن ريفيين تلقى إرشادًا تفصيليا من جهاز الأمن الإسرائيلي، استلم خلاله طلبًا من أرملة الجاسوس كوهين، ناديا، بطرح الموضوع على الرئيس الروسي، ويعتبر إيلي كوهين، وفقًا للرواية الإسرائيلية أكبر وأهم جواسيس إسرائيل، والذي عمل في الستينات من القرن الماضي في سوريا، وهو المولود في مدينة الإسكندرية، ونشط كوهين بعمله في الحركات الصهيونية في مصر، منذ نشأته، وهاجر إلى إسرائيل عام 1957، وعمل كوهين جاسوسًا في سوريا لصالح إسرائيل، لمدة 4 سنوات، حتى اكتشافه وإعدامه عام 1965، ولكن ما زالت المحاولات جارية من أجل استعادته.
الجريدة الرسمية