مواهب مصر!
عندما تستمع إلى صوتها الشجى الملهم لأول مرة سيتملكك شعور فورى بأن هذا الصوت الملائكى المتفرد الذي يجمع بين رقة العذوبة وشدة القوة في آن واحد، هو صوت جاء من أعالى السماء ليكافئ به الله جل وعلا أهل الأرض الذين يذوبون فيه حبًا وعشقًا.
وعلى الرغم من تقديمها للعديد من روائع عمالقة الطرب المصرى والعربى من خلال مشاركاتها في حفلات دار الأوبرا المصرية العريقة على مدى عدة سنوات، والتي أثبتت من خلالها ودون أدنى قدر من المجاملة أنها أفضل وأجمل صوت في الوطن العربى كله بلا منازع بشهادة جميع من أسعدهم الحظ بالاستماع إلى صوتها المبدع، كما أنها تعتبر الفنانة الوحيدة التي تتفوق على رائعة النبرات "أصالة نصرى" في الوقت الحالى، إلا أنها كمعظم موهوبينا مع الأسف لم تنل ما تستحقه من رعاية واهتمام ومكانة حتى الآن.
لذلك تستحق ابنة دار الأوبرا ساحرة الأداء الصوتى "مى فاروق" سليلة عمالقة الطرب أن ترعاها جهات الاختصاص في الدولة بكل ما أوتيت من قوة، لأنها ثروة وطنية لم نستفد منها بعد على النحو المرجو والمأمول..
ولأن الشىء بالشىء يذكر، وبما أننا في مرحلة إعادة اكتشاف وبناء الإنسان المصرى (طبقًا لما أعلنته الدولة مؤخرًا في تصريحاتها الرسمية في العديد من المناسبات)، فإننى أرجو من وزارة الثقافة أن تهتم اهتمامًا بالغًا بمشروع "مواهب مصر" الذي أطلقته في منتصف شهر يناير الماضى..
والذي يهدف إلى اكتشاف وتنمية قدرات الواعدين من أبناء الوطن في كل المجالات الفنية والأدبية، وتدريبهم بشكل احترافى على أيدى نخبة من المتخصصين، وتقديمهم للجمهور من خلال الأنشطة والفعاليات المتنوعة والمكثفة التي تنظمها قطاعات الوزارة، لأنه لو تم إدارة هذا المشروع شديد الأهمية بضمير ومهنية، وبمعايير سليمة وعادلة سنكتشف العجب العجاب..
وسنقدم للوطن مواهب حقيقية قادرة على استعادة أمجاد جيل العمالقة الذين حملوا راية تنوير قوتنا الناعمة على مدى عدة عقود في جميع مسارات الفن والأدب، وعلى رأسهم بالطبع كوكب الشرق "أم كلثوم"، وموسيقار الأجيال "محمد عبد الوهاب"، وسيدة الشاشة العربية "فاتن حمامة"، وأمير الشعراء "أحمد شوقى"، وغيرهم من الكثيرين الذين لا يتسع المجال لذكرهم.