الروتين يعوق خطة التنمية عام 1959
في مجلة "روز اليوسف" عام 1959 كتب الصحفى ممدوح رضا تقريرا عن اجتماع تم بين الرئيس الراحل جمال عبد الناصر واربعة من الوزراء لبحث مشكلات وزاراتهم، وهم كمال رفعت وزير الدولة وعزيز صدقي وزير الصناعة وتوفيق عبد الفتاح وزير الشئون الاجتماعية وحسن عباس زكى وزير الاقتصاد.
كما ناقش الاجتماع كل ما تم تنفيذه من خطة التنمية للسنوات الخمس الأولى.
قال الوزير كمال رفعت: "إن أهم عقبات الخطة الخمسية في نظرى هم المشرفون على تنفيذها وأنا هنا لا أعني الوزراء ولكن أعني الموظفين، لأن خطة التنمية خطة اشتراكية ذات هدف واضح فمن الضروري أن يفهم المشرفون على تنفيذ الخطة الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها لكن ما يحدث أنهم لا يفهمون ذلك".
وأضاف: "من المؤسف أن بعضهم ينفذ المشروعات الاشتراكية بفكر رأسمالي والبعض الآخر ينفذها دون أن يعي الهدف البعيد منها".
وقال عزيز صدقى: إن هناك مشكلتين رئيسيتين صادفته في تنفيذ الخطة الأولى هي نقص عدد الفنيين اللازمين لتنفيذ المشروعات وللتغلب على هذه المشكلة بدأت الوزارة في إنشاء معاهد لتدريب الفنيين في فروع العمل المختلفة، كما أوفدت بعثات إلى الخارج للتدريب الفنى.
والمشكلة الثانية هي النقد، أي العملات الصعبة التي تحتاجها تنفيذ المشروعات فهى لا تكفى مما دعا الوزارة اللجوء إلى القروض والتسهيلات الائتمانية.
وقال حسن عباس زكى وزير الاقتصاد: "كانت أهم مشكلات وزارته تداخل وزارات في قطاع واحد فمثلا قطاع المواصلات تتداخل فيه ثلاث وزارات هي المواصلات والحربية والشئون البلدية والقروية، وعندما حدد المبلغ اللازم للمواصلات لم يحدد نصيب كل وزارة وستبدأ الوزارة الفصل في الميزانية الجديدة ".
وأضاف أن المشكلة الثانية أن كل وزارة تسارع بطلب نصيبها من العملة الصعبة وحلت المشكلة بتبديل الأولوية للنقد المحلى أولا، وثالث المشكلات تأخر وصول القروض من الخارج.
واتفق وزير الشئون الاجتماعية مع كمال رفعت على أن المعوقات هي الموظفين أنفسهم وسيطرة الروتين على عقولهم في تنفيذ الخطة وأن الوزارة بدأت عمل دراسات خاصة ومتنوعة يشترك فيها كل الموظفين كل وفق هويته في العمل وعدم تعيين أي موظف إلا بعد اجتياز اختبار وصولا إلى الموظف المتخصص.