ياسمين الخيام: والدي رفض تسجيل القرآن بصوتي.. وهذا سر ظهوري الدائم بـ"ملابس بيضاء"
- "الحصري" أول من قرأ القران الكريم داخل الكونجرس.. وتعلمت منه حب الخير وإجادة العمل
- الشيخ هو القارئ الوحيد الذي سجل المصحف دون مطالب مادية.. ووالده وهبه لخدمة علوم القرآن لهذا السبب
- اكتشف تحريف الصهاينة للمصحف الشريف.. وتدخل لتصحيح صورة الأزهري في أحد المسلسلات
- العمل الخيري متعة ومن ذاق عرف
أجرى الحوار: محمد صلاح فودة
عدسة: هدير صالح
تعلمت الإتقان والإخلاص في أعمالها من والدها الشيخ محمود خليل الحصري، الذي وهب كل حياته لكتاب الله فحفظ القرآن وأتم تجويده وهو في الثامنة من عمره، ليطوف بعد ذلك قارات العالم، حاملا القرآن في صدره، يعلم الناس القراءات الصحيحة.
مسيرة طويلة بدأتها الحاجة ياسمين الخيام الابنة الثانية في ترتيب الأبناء السبع للشيخ «الحصري» بحفظ القرآن الكريم على يد والدها الذي كان يعطيها قرشا على كل سطر من كتاب الله، و5 جنيهات على كل جزء حتى أتمت حفظ القرآن.. وتفوقت الخيام في جميع المراحل التعليمية الأولى، وانتقلت سريعا إلى عش الزوجية بعدما أصرت على الالتحاق بالتعليم الجامعي، وبدأ نجمها الغنائي يظهر شيئا فشيئا، وساعدتها في ذلك السيدة جيهان السيدات إلا أن قرار توجهها للغناء أثار حفيظة والدها أكبر شيوخ التلاوة والتجويد.
وفي عام 1990 قررت "الخيام" اعتزال الغناء، وبدأت العمل الخيري في «جمعية الحصري» بعد أن وصى والدها قبل وفاته بثلث تركته للإنفاق على مشروعات البر والخير، "فيتو" التقت الحاجة ياسمين وفتحت معها دولاب ذكريات العائلة ومسيرتها الشخصية.. وإلى نص الحوار:
◄في البداية.. نود أن نعرف سر نجاح العمل الخيري في جمعية «الحصري»؟
يرجع ذلك لمن علمنا الإتقان في العمل، وهو والدي الشيخ محمود خليل الحصري رحمة الله عليه، لأن من يعرفه يدرك أنه أستاذ تجويد وإتقان، وقد ورثنا عنه ذلك في العمل والتجويد فيما يقدم لله سبحانه وتعالى وتلك كانت البداية، لأن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه، وهذا مقام يسميه الصوفية بـ"مقام الإحسان" وهو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك؛ وهو التوجه بالعمل لوجه الله سبحانه وتعالى، والاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم، وسيدتنا السيدة عائشة رضي الله عنها التي كانت تُعطر الصدقة قبل وضعها في يد الفقير، وحينما نتوجه بالعمل لوجه الله يعطي لنا المدد والتيسير اللازم، ويجب علينا دائما أن نجدد النية مع الله.
◄ما أهم الخدمات التي تقدمها الجمعية؟
الجمعية تهتم بخدمة الأيتام، وخدمة الإنسان الذي أكرمنا الله سبحانه وتعالى بكفالته بحسن التربية التي تربينا عليها، وغرس حب الله سبحانه وتعالى وحبه لوطنه لكي يشعر بالانتماء، وإغاثة الملهوف وقضاء حوائج الناس بقدر المستطاع في كل ربوع مصر، خاصة في «المنوفية والغربية والدقهلية والإسكندرية وبني سويف» وكانت آخر قافلة للجمعية في النوبة، وهي مكان بعيد نسبيا ولا يصلها الخدمات كما يجب، وكل العاملين في الجمعية محبون لله، والهدف واحد عند الجميع، أننا جميعا خداما عند ربنا؛ وحاليا نحن بصدد تأسيس المستشفى الخيري، وتحفيظ القرآن في مكاتب التحفيظ التي لها ثلاث مهام، تعليم القراءة ومحو الأمية، أو تعليم الحفظ وختم المصحف بقراءة صحيحة، وثالثا الحفظ بروايات معينة مثل "حفص أو ورش أو قالون"، ويوجد لدينا رعاية للأسر الفقيرة، واستضافة لبعض المغتربات الذين يسكنون في أكتوبر، خاصة وأن الأسر تحتاج إلى الاطمئنان على بناتها، وأن تسكن في مكان آمن، وتلقى الرعاية الصحيحة ومتفرغة لدراستها، ويوجد عندنا مزرعة تنتج لصالح الجمعية، ونبيع منها وتدر عائدا وهي في وادي النطرون، ويوجد ورش نجارة يعمل بها أبناء الجمعية ويتدربون عليها وهي تخدم منشآت الجمعية.
◄ما أهم العقبات التي تواجهكم في رعاية الأيتام؟
تشويش المجتمع الخارجي هي أبرز التحديات التي تواجهنا، ولذلك هم يحتاجون لمجهودات مضاعفة، وتكون المصروفات الخاصة بهم من خلال الجمعية، بالإضافة إلى أن بعضهم ينزل لسوق العمل وينتج لكي يشعر بالاستقلال الاقتصادي تحت إشراف الجمعية، ويوجد لدينا معاشات يتم توزيعها في المحافظات والقرى الأكثر احتياجا، من خلال دراسة الحالات الأولى بالرعاية وقوافل الإغاثة طوال العام من خلال مكاتب الجمعية في تلك الأماكن التي تدرس النزول والحالات حتى نذهب لتلك الأماكن على بينة، وتوصيل المياه وتركيب أسقف للمنازل وزواج اليتيمات.
◄ماذا عن دور الجمعية خلال شهر رمضان؟
نجهز شنطة رمضان والتي نقدمها كل عام، بالإضافة إلى إنشاء مائدة رمضانية ونوزع كتبا ومصاحف فيها، ويتم إعداد الإفطار من خلال مطبخ، وفريق عمل على أعلى مستوى، ويوجد كتب للأطفال حتى لا يشعروا بآلام الصيام.
◄كيف يبدأ الإنسان علاقة قوية مع الله حتى يعطي له الفتوحات؟
"الفطرة السليمة".. فالرجوع إلى الفطرة السليمة والتدبر والتفكير في آيات الله سبحانه وتعالى أساس الفتوحات.. ولذلك نجد أن القرآن دائما ما يحثنا على التدبر في آياته وفهمها، وأول ما يخلو الإنسان مع ربه وينفض هموم الدنيا والغبار الذي علق به، ويبدأ في الإحساس بالنقاء ويذكر الله كثيرا "ألا بذكر الله تطمئن القلوب" سيعود تلقائيا للفطرة السليمة التي خلقنا الله عليها.. وسيشعر أن الطريق إلى الله كله سعادة وحكمة قال تعالى: "وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" والقرب من الله يشعر الإنسان بعذوبة الأنس بالله لأن سبحانه وتعالى مالك الدنيا والكون والآخرة، وحينما نقرأ القرآن بتدبر وتمعن نشعر بأن هناك فيوضا ربانية أخرى من الفتح والاستنارة والفهم الصحيح.
◄كيف أثر الشيخ «الحصري» في حياتك؟
منذ أن فتحت عيني على الدنيا وجدت أبي الذي كانت كل حياته حكمة وروية وفهم صحيح وحكيم للدين، ومنذ الطفولة كانت حياته كلها تواضع شديد، وأسلوبه في الحياة بسيط وسهل وميسر، والبشاشة كانت لا تفارقه أبدا، والعطاء كان شيئا يعجز اللسان عن وصفه، وحينما كان يأتيه سائل لا يمكن أن يرفض له طلبا، وكان دائما ما يخلع ما يرتدي لمن يطلب منه الجلباب أو العمامة الأزهرية حتى لا يظن السائل أنه سيأتي بشيء قديم.
◄لماذا كان يحرص الوالد على إهداء مصحف لكل زائر؟
لأنه كان يقول لي: «يا بنتي لعل أحدا يفتحه ويعمل بآية فيه.. فأهم شيء هو العمل والتطبيق والفهم الصحيح للدين، وكان دائما ما يعلمنا أدب الصدقة من خلال مجالس العلم التي كانت يحضرها علية القوم، ورقيقو الحال والغلابة.. حيث يترك لهم الصدقة في المصحف بداخل ظرف حتى لا يجرح الآخرين والإطعام كان من خلال مائدة تعمل باستمرار.
◄ماذا عن دور الأم؟
كان لها دور عظيم، فكانت أمي هي من تعمل على إعداد موائد الطعام، وكانت أول من تستيقظ وآخر من تنام.
◄هل كانت ثمة منافسة بينه وبين كبار القراء؟
كان هناك تنافس في إتقان العمل؛ وأيضا هناك مودة ومحبة واحترام متبادل، وكان دائما ما يقول: «أنا خادم للقرآن الكريم» ويشرف بأداء تلك الرسالة، ولذلك اصطفاه الله لأن الله يصطفي الأوقات والأماكن والبشر، فمن الأماكن يوجد مكة والمدينة والقدس وفي الأوقات شهر رمضان والأشهر الحرم وكذلك في الأشخاص يكون اصطفاء الأشخاص بالخير.. وربنا اصطفاه بأشياء كثيرة، فهو أول إنسان يحمل الجمع الصوتي في الدنيا من خلال المصحف المرتل، وبعد ذلك أخذت جميع البلاد العربية والإسلامية طريقة والدي للترتيل، واصطفاه الله بأنه أول من رتل القرآن في الحرمين الشريفين بمكة والمدينة مع تركيب مكبرات الصوت هناك، وكذلك طوافه حول العالم لكي ينشر القراءة الصحيحة السليمة فكان أول من قرأ القرآن الكريم في الكونجرس الأمريكي وفي البيت الأبيض، وقرأ القرآن في إنجلترا، وأول من شارك في مسابقة القرآن الدولية في ماليزيا، وانتخب هناك كأول رئيس لرابطة قراء العالم وكان رئيس للجنة مراجعة المصحف في مصر، وكان عضو مجمع البحوث الإسلامية لشئون القرآن، ومستشار وزارة الأوقاف لشئون القرآن.
◄ما أبرز المواقف التي راعت انتباهك من وثائق الوالد؟
أنه كان حريصا جدا على تصحيح صورة الأزهري، ففي أحد المسلسلات القديمة بعنوان «الفلاح» كان هناك دور يقلل من مكانة الشيخ الأزهري، فسارع من خلال خطاباته ورسائله في تصحيح المشهد، لأنه لم يقبل إطلاقا أن يشارك أي أزهري ويراه العامة بمنظر لا يليق به، وجاء ذلك من غيرته على أهل القرآن.
◄كيف اكتشف تحريف الصهاينة للمصاحف؟
في إحدى سفرياته للكويت، وجد بعض المصاحف وقد حرفتها أيادي الصهاينة، وبحكم عمله وحبه ومراجعته للقرآن فتح أحد المصاحف المذهبة لمراجعتها، فوجد التحريف في قوله تعالى: "قَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ۚ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا" فلاحظ حذف النقطة في قولة "غلت" وأصبحت "علت" وعند أي كلمة "لعنوا" وجدها "آمنوا" ومن هنا جاءت فكرته الجمع الصوتي للقرآن وهو«المصحف المرتل» وفتحت إذاعة القرآن الكريم الإذاعة بصوته منفردا لمدة سنوات عديدة، وبعد ذلك أخذت معظم المحطات التي فتحت للقرآن المصحف المرتل.
◄ماذا عن دور الوالد في حرب الاستنزاف؟
كان له خطاب في حرب الاستنزاف من خلال الإذاعة لتحميس جنودنا وجيشنا العظيم في الدفاع عن أرض الوطن، ووجه لهم عدة رسائل، وأيضا كان حريصا على تهنئة الأقباط بكل سنة ميلادية جديدة؛ وكنت دائما ما أتعجب وأتساءل كيف يكون عنده متسع من الوقت لتغطية جميع المناصب المكلف بها.. فهو لم يكن أبدا يسعى لأي منصب، بل كانت المناصب هي التي تسعى إليه، وكان حريصا على أن يقوم بواجبه على أكمل وجه وصورة.
◄ما أبرز المناصب التي تولاها؟
الإشراف على المصاحف ومراجعتها، والرد على أي تساؤل من الأزهر أو الأوقاف أو أي جهة لنشر القراءة الصحيحة حول العالم.
◄كيف كانت لحظة وفاته؟
كانت وفاته في سن 63، فبعدما جاء من رحلة الحج دخل عليه الأولاد، فوجدوه يصلي العشاء، وبعدما انتهى من الصلاة توفى.
◄كيف كانت علاقته بأمه وأهله؟
كان الابن الوحيد لأمه، وله ثلاث بنات كبار ومتزوجات، ومع ذلك لم يكن مدللا، وكان يمشي من قريته "شبرا النملة" إلى معهد طنطا، على الأقدام لتوفير المصروف لأجل شراء هدية لأمه؛ فكان شديد الاهتمام بها ويقوم على نظافتها وتسريح شعرها، وفي إحدى الليالي الممطرة سألت الأم عن بنتها الكبيرة التي كانت تسكن في أطراف القرية، وقالت له: "يا محمود أختك أمينة مشفتهاش النهارده" لأن بصرها كان جف، فما كان منه بعد العودة من العمل إلا أنه أخذ "الكلوب" في يديه، على الرغم من أن تلك الليلة كانت ممطرة ليقول لأخته: "يا أمينة أمي سألت عليكِ" وقام بحملها على كتفه ليوصلها إلى أمها.
◄ما قصة الشجرة التي حفظ تحتها القرآن؟
كان يخرج إلى الطريق الزراعي، ويذهب عند هذه الشجرة التي يوجد تحتها إنارة لكي يذاكر عندها، وعندما وسع الله عليه واشترى أول سيارة كان قبل أن يصل إلى ذلك المكان يقول للسائق توقف، ويمشي المسافة المتبقية للشجرة على قدمه، وكان دائما ما يقول: "دا مكان أنا حفظت فيه القرآن" وطلب شراء قطعة الأرض التي عليها الشجرة، وأسس عليها أول معهد ابتدائي وإعدادي وثانوي أزهري وأنشأ عليها مسجدا.
◄ما السر في لقب «الحصري»؟
أبوه كان معلما ومحبا للقرآن الكريم وكان أصله من الفيوم، وجاء وسكن في شبرا النملة بمدينة طنطا، وكان حريصا على فرش كل زاوية أو مسجد بالحصير، ومن شدة تعلقه بالمساجد أُطلق عليه لقب الحصري، ورأى والده في رؤية تكررت أكثر من مرة أن سلسلة ظهره عبارة عن عنقود من العنب، ومن كل مكان يأتي الناس ليقطفوا من هذا العنقود، ويقولون "الله" ولا ينقص من العنقود حبة، وحينما عاودته الرؤية للتكرار ذهب لأحد مفسري الرؤى فقال له: هل عندك ابن؟ فقال : نعم.. فطلب منه أن يحفظه كتاب الله، وأن يهبه لعلوم القرآن، وقد كان وسيظل حتى قيام الساعة ينتفع به وبقراءته بإذن الله.
◄كيف كانت تمضي العائلة شهر رمضان؟
كان الشيخ الحصري يقضي غالب رمضان في سفرياته بالخارج، وهو أول من طلب إيفاد القراء خارج مصر، حفاظا على مكانة القراء المصريين، فإذا كان القرآن قد نزل في الحجاز إلا أنه قرئ في مصر؛ لأن قراء مصر لهم سمعة طيبة، وأصوات جيدة، إضافة للحفظ وإتقان التجويد، لكن طوال أيام السنة الأخرى كان يشارك في مجالس العلم والدروس، وكان يقول دائما أيام الله لا بد أن تقيم بذكر الله والعمل بما أنزل الله، والعائلة المصرية عموما تنتظر شهر رمضان لأن له نفحاته وبركاته ومذاق مختلف، والمصريون هم أكثر الشعوب احتفالا بهذا الشهر إجلالا لله سبحانه وتعالى، لأن هذا هو الشهر التي نحصد فيه الثمرات.
ما السر وراء ارتدائك للملابس البيضاء؟
حينما طرقت باب الله، قلت "بس هو اللون ده حتى لا يتعلق ذهني بأكثر من لون".. وأنا اسمي ياسمين، وأشعر أنه زهرة فيها تواضع فلا نذهب للمحل لشرائها، بل سنجدها على السور، ورائحته فواحة ورقيقة جدا، فمن حبي للياسمين واللون الأبيض قلت "بس سأثبت على هذا اللون"، وأرتديه في كل مناسباتي سواء الأفراح أو الأحزان ويعطيني نوعا من الطمأنينة والراحة، لكن حينما أحب أنكد على نفسي أو على غيري أقوم بتغيير اللون.
◄لماذا أطلق عليك البعض لقب "أم الأيتام"؟
أشرف بذلك اللقب، لأن سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام قال: "أَنَا وكافل اليتيم كهَاتَيْنِ في الجَنَّةِ" وأشار بالسبابة والوسطى.. وطبعا هذا شرف عظيم، وإذا كان هذا الباب ربنا يتقبلنا فيه أنا وكل أسرتي في الجمعية، لأننا جميعا أسرة واحدة بإخلاصنا وتنفيذ وصية النبي عليه الصلاة والسلام بأن نتوجه بهذا العمل لوجه الله سبحانه وتعالى، لأن العمل الفردي لا ينجح، بينما العمل الجماعي هو من يؤتي ثماره.
◄ظل الوالد مسيطرا على القراءة بالإذاعة لمدة 10 سنوات.. ألم يؤد ذلك لإزعاج المنافسين؟
النتيجة كانت في ذلك الموضوع قوله تعالى: {وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} وبعد ذلك سجل معظم كبار القراء، لكن الشيخ الحصري الوحيد الذي سجل القرآن دون أي مطالب مادية.
◄ما رأيك في تلاوة المرأة للقرآن؟
أكابر العلماء والشيوخ تعلموا وأخذوا العلم من بعض السيدات الفضليات آخرهم في العصر الحديث مولانا الشيخ أحمد نعينع، الذي كان يذهب للحفظ على يد سيدة فاضلة.
◄لماذا لا توجد مقارئ مصرية للنساء؟
يوجد عندنا في الجمعية آلاف من النساء داخل مقارئ تحفيظ القرآن الكريم.
◄وماذا عن التلاوة في الإذاعة؟
يوجد تحفظ في ذلك الأمر.. ويجب أن نفصل بين شيئين الأول هو التدبر والثاني أن شخص صوته مطاوعه ويرتل القرآن، والمفروض أن يكون هناك خشوع في القراءة، لكن حينما نسمع للقرآن من صوت المرأة من الممكن أن يدخل ذلك لمعانٍ أخرى "الله دا صوتها حلو دا سيكا أو نهاوند" وبذلك يخرجنا من المعنى الحقيقي للقرآن، لأنه نزل دستور حياة وللخشوع والتدبر لكن من الجائز أن تُنشد.
◄هل عُرض عليك تسجيل القرآن؟
نعم.. وقال لي الوالد رحمة الله عليه: يا بنتي مش عشان صوتك مطاوعك تسجلي القرآن، أنا بحفَّظك عشان خاطر تعملي بالقرآن لأنه دستور ومنهج حياة.
◄هل ذلك يمنع الطرب بصوت المرأة في أشياء أخرى؟
من الممكن أن يطرب بصوت المرأة في القصائد أو التغني بالمعاني الطيبة والجميلة.
◄كيف بدأت رحلتك مع الحجاب؟
بلغة حاسمة قالت على الفور.. "لا لا مش رحلتي" أنا العائلة عندي كلها محجبة، ولم يكن هناك جهد مني أن أرتدي الزي الإسلامي وهو فرض من الله سبحانه وتعالى علينا قال تعالى: "وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ".. وأنا كنت ملتزمة به قبل ذلك، لكن يمكن في فترة من الفترات.. ولأجل ذلك يجب أن لا نشق على أحد ونجبره على شيء، فقط نقوم بالإيضاح والشرح، ومن يقتنع سيرتدي الحجاب عن اقتناع ويدافع عنه دون أن نفرضه.
◄ما الجانب الآخر للحاجة ياسمين الخيام بجانب العمل الخيري؟
العمل الخيري متعة.. فمن ذاق عرف ومن عرف اغترف، ومن يشعر أنه يخدم عند الله يدرك أنه في مقام جميل.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"