ترقب في الإخوان بعد هزيمة أردوغان بالمحليات.. تولي حزب الشعب رئاسة المدن الكبرى يهدد الجماعة بالترحيل.. مصالح كبرى للتنظيم معرضة للضياع في المستقبل القريب.. باحث: الأتراك ضاقوا بهم ولم يعد لهم مكان
تعيش جماعة الإخوان الإرهابية أصعب أوقاتها، الضربة التي قصمت ظهر حزب العدالة والتنمية التركي في انتخابات المحليات توجعها أكثر من أردوغان نفسه، إذ تتخوف من مستقبل مظلم لها، حال تولي حزب الشعب الجمهوري العلماني، السلطة في أكبر مدن البلاد، ما يؤهله مباشرة لاكتساح رئاسة الجمهورية بعد سنوات قليلة.
الحل في المغادرة
تعيش فلول الجماعة كوابيس عدة، منذ إعلان فوز حزب الشعب العلماني في إسطنبول وأنقرة بانتخابات المحليات، والتي أسفرت عن مفاجأة كبرى، ووجهت ضربات قاسية للحزب الحاكم، وهي مؤشرات تهدد الإسلاميين المواليين له، الذين انتشروا في هذه المدن، وأصبحت من أخطر معاقل التيار الديني منذ عقد من الزمان على الأقل.
كانت الإخوان والموالين لها، هاجروا لإسطنبول وأنقرة بكثافة منذ عزل مرسي عن الحكم، ولحق بهم أغلب التيارات الإسلاموية التي اتخذت من ذراع أردوغان الطولى، وثباته في الحكم، حاضنة وملاذًا آمنا لهم، ويبدو أنهم كانوا يمنون أنفسهم بحكم أردوغان إلى الأبد، واستمرار حزبه مهيمنًا على البرلمان والبلديات، وجاءت انتخابات البلدية والنتائج المفاجئة فيها، لتعيد أمام أعينهم، كوابيس تفعيل قوانين مكافحة الإرهاب التي ستسلمهم لبلادهم، أو على الأقل ترحيلهم إلى دول أخرى.
وتواجه المجموعات الإخوانية المقيمة بإسطنبول -مسقط رأس أردوغان- أشد الأخطار إن استمرت المقادير على قيادة حزب الشعب الجمهوري بعد إعلان نتائج الطعون على فوزه، فخضوع المدينة لسلطة أخرى، قد تفتح الباب لمعرفة الخروقات القانونية التي غضت سلطات أردوغان البصر عنها، والإقامات غير القانونية التي تحصلوا عليها بمعرفة العدالة والتنمية التركي، فضلا عن الاستديوهات والمنصات الإعلامية التي تنطق بالعداء لدول المنطقة، وتحرض على أنظمة الحكم فيها.
الصدام العقائدي قادم
أكثر ما يتخوف منه الإخوان الصدام العقائدي مع الحزب العلماني العتيد، فمسببات الخلاف كثيرة، على رأسها الاستثمارات المريبة في التعليم الجامعي، ومراكز الأبحاث التي توطن الفكر الإخواني في البلاد، وهي مخاوف عبرت عنها قطاعات عريضة من المواطنين، ولن يترك الحزب العلماني هذه الفرصة بالطبع لفضح الممارسات الإخوانية غير القانونية، فضلا عن إعادة تدعيم نفوذه فيها، تمهيدا لانتخابات الرئاسة القادمة، واستعادة تركيا من بين أنياب الإخوان.
غضبة الأتراك
يرى محمد حامد، الباحث في الشأن التركي، أن الأتراك ضاقوا للغاية بسبب انتشار التيارات الدينية في البلاد، ومحاولاتهم الرامية إلى توطين العرب في المدن التركية التاريخية، جميعهم من أنصار أردوغان وأفكاره.
وأوضح أنهم يتبعونه في جميع الفعاليات ويحتشدون خلفه، وإعطاء انطباعات ليست موضوعية، عن شعبية الرجل في كل مناسبة يظهر فيها، مما يعني ـأن اتجاه الحزب العلماني لإحكام الضغوط على الإخوان وأنصارهم، سينعكس بالتبعية على الرئيس التركي وحزبه، الذي يتنصل من الإسلاميين دائما، ويعتبر أيديولوجيته منفصلة عنهم، وهو ما سيتضح إذا ما اصطدمت السلطة الجديدة بالجماعة وأذنابها.