كيف نواجه الإعلام المعادي؟
400 مليون دولار أو أكثر قليلا هي الميزانية التي حددتها قطر لقناة الجزيرة، أما إيرادات القناة فهي "الربيع العربي"!.. هكذا أكدت الكاتبة البحرينية "سوسن الشاعر" في مقال لها بجريدة "الوطن" البحرينية، واضعة خطة لمواجهة الإعلام القطري المعادي على رأسها زيادة الإنفاق على الإعلام في بلادها.
والحقيقة أننا هنا في مصر نحتاج إلى خطة إعلامية بديلة في مواجهة الميديا المعادية، فالدولة تنفق على الصحف القومية مليارات الجنيهات سنويا وتتحمل ديونها وخسائرها التي تجاوزت 19 مليار جنيه دون عائد يذكر، بل إن بعض هذه الصحف فاشلة وتعطى انطباعا سيئا عن الصحافة المصرية صاحبة التاريخ العريق والريادة في العالم العربي.
ولعل غِلاف إحدى المجلات الصادرة عن مؤسسة قومية والذي حمل صورة منحطة وسافلة مع عنوان أكثر سفالة وانحطاطا يعبر عما وصل إليه حال إعلامنا الممول من أموال هذا الشعب، فليس هكذا ندافع عن الدولة أو نهاجم الذين خرجوا من عباءة الوطن والوطنية وراحوا يستقوون بالخارج.
وربما لا تكون مبالغة إن قلنا إن بقية وسائل الإعلام في مصر ليست أفضل حالا من الصحف الحكومية التي اصطلح على تسميتها بـ"القومية"، والتي أصبحت عبئا على الدولة ، وقد تحول بعضها إلى منشورات سياسية بعيدة عن أي معيار مهني ولم تحقق انتصارات ذات شأن في مواجهة الإعلام الممول من قطر وتركيا..
وإذا كان هذا هو الحال الذي يلمسه القاصي والداني فإن الحاجة باتت ملحة جدا لخطة إعلامية بديلة كما أسلفنا في مواجهة غرف إعلامية تقليدية وغير تقليدية يدار من خلالها الإعلام المعادي، وهنا نحن نحتاج إلى منصات إعلامية يقودها وطنيون على درجة عالية من المهنية والكفاءة، ولديهم القدرة على أخذ زمام المبادرة وكشف الحقائق وتوجيه ضربات حقيقية، وليس مجرد وابل من الشتائم لمن يقودون الإعلام المعادي.
إن تعزيز الإيمان بالدولة وقوتها وحماية نسيجها الاجتماعي وتعزيز الإيمان بمستقبل مختلف لهذا الوطن، يتطلب نظرة خاصة ومختلفة للإعلام وتطويره تقوم على صناعة جيل جديد من الصحفيين والإعلاميين المهنيين تتولى الدولة تدريبهم، حتى يكونوا على قدر عالٍ من الكفاءة والمهنية، فضلا عن إطلاق منصات إعلامية جديدة بفكر مختلف، ورصد ميزانية مناسبة لهذا الغرض وخاصة أن ميزانية الإعلام المعادي هي أضعاف ما ننفق نحن على الإعلام.
وفي موازاة هذا، يجب أيضا إطلاق خريطة برامج تليفزيونية وإذاعية قوية تقدم ما يتم إنجازه في كل القطاعات والمجالات بشكل مشوق ومميز ولا تكون بوقا دعائيا فقط يفتقر لأي مهنية أو حرفية، ولا يمكن أن ينجح ذلك دون أن يتولى الأمر إعلاميون أكفاء ومهنيون، وبالطبع ما سبق مجرد خطوط عريضة وهناك في التفاصيل الكثير إذا أردنا إعلاما قادرا على مواجهة تحديات المستقبل.