رئيس التحرير
عصام كامل

القصة الكاملة لـ«إجازة الحيض».. الفكرة بدأت من ورشة تدريبية.. شركة خاصة تمنحها للنساء.. مطبقة في 7 دول.. جدل نسوي حول إمكانية تنفيذها في مصر.. وطبيبة تكشف تأثيرها على «مزاج النساء»

فيتو

"إجازة الحيض" قضية نسائية جديدة طُرحت على الساحة في الأيام القليلة الماضية، حيث طالب البعض بمنح النساء العاملات إجازة خلال "أيام الدورة الشهرية"، لتأثير ذلك على حالتها الصحية والنفسية.


الفكرة طرحت لأول مرة من خلال مجموعة من النساء، أثناء تدريب "الجندر داخل غرف الأخبار"، والذي أقامه الاتحاد الدولي للصحفيين في مصر، وانطلقت بعد ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي، وببرامج القنوات الفضائية، وساعد على كثرة النقاشات والجدل حول القضية قرار إحدى الشركات الخاصة، والتي تعمل في مجال التسويق الإلكتروني، بتقديم إجازة مدفوعة الأجر للموظفات العاملات فيها من الإناث أثناء فترة الدورة الشهرية.

ضد المساواة
الإعلامي "عمرو أديب"، طرح الفكرة خلال برنامجه على قناة "إم بي سي مصر"، مؤكدا أن الأمر ضد المساواة التي تطالب بها النساء من سنوات طويلة، ويعد تمييزا بين الرجل والمرأة، ففي الوقت الذي تطالب به النساء في مصر بإجازة خلال الدورة الشهرية، نجد مقاتلات في القوات المسلحة للعديد من الدول.

في حين أكدت "نهى لملوم" الصحفية والمدرب الدولي بالاتحاد الدولي للصحفيين الدوليين في مصر، أن الأمر الذي تم طرحه بالفعل خلال إحدى الدورات التدريبية، ليس بالجديد، فهناك دول أخرى تطبقه بالفعل، ففي تايوان عام 2013 أصدر قرار يسمح للنساء بالحصول على 3 أيام إجازة إضافية، ولكن ليس كل شهر، كما أن هذه الأيام قد لا تكون مدفوعة بالكامل، وفى الفلبين يمكن للمرأة أن تحصل على إجازة الحيض، ولكنها تحصل على نصف المبلغ المالي المخصص، ولهذا السبب لا تستغل النساء هذه العطل.

وبالفعل، هناك 7 دول، طرحت هذه الفكرة وأقرتها، وإن كانت لكل دولة شروطها ورؤاها في التطبيق، وهذه الدول هي: إيطاليا، وزامبيا وإندونيسيا، والفلبين وتايوان واليابان، وكوريا الجنوبية، ومن المؤكد أن الأمر يستحق ضرورة طرحه مع النساء العاملات.

رأي النساء
في البداية، تقول ندى عادل موظفة: "أوافق على المبدأ، لأن الكثير من النساء يمر بحالة مرضية غاية في السوء خلال هذه الأيام، ولكننا نحتاج إلى تغيير ثقافة المجتمع، ليتقبل ذلك الاختلاف البيولوجي بين الرجل والمرأة، ولا ينظر له على أنه ضد المطالبة بالمساواة بين الرجل والمرأة التي نطالب بها من سنوات".

وتتفق معها في الرأي، سمر محمود، موظفة وتقول: "بالفعل نحتاج إلى تغيير مفاهيم مجتمعية كثيرة، لأننا من المؤكد سنواجه الكثير من الانتقادات والسخرية من الكثير من الرجال".

ولكن ترفض الفكرة جيلان محمود -محاسبة– وتقول: "أنا ضد هذه المطالبات، فالكثير من النساء قد تمتد الدورة الشهرية لديهن لأكثر من أسبوع، فكيف يتسنى لها أن تطالب بإجازة شهرية لأكثر من أسبوع، فهذا بالطبع ضد مطالبات المساواة بين الرجل في الحقوق، والواجبات، والوصول لمختلف المناصب، فيكفينا حصولنا على إجازة الولادة".

وترى جهاد سالم – محاسبة – الأمر من منظور آخر، وهو أن الكثير من النساء ستخجل من المطالبة بإلإجازة لهذا السبب، لكنني أوافق على الفكرة، لأن الكثير من النساء تصاب بحالة صحية غاية في السوء.

الدكتورة شيرين مدين استشاري أمراض النساء والتوليد، تشير إلى أن مرحلة الحيض من الفترات التي يتعرض فيها جسم المرأة إلى العديد من التغيرات، نتيجة إفراز بعض الهرمونات، والتي تؤثر على حالتها المزاجية، وكذلك حالتها الصحية، وتلك الفترة تتراوح من 10 إلى 14 يوما.

تضيف دكتورة شيرين، أنه مع بداية الدورة الشهرية، يفرز الجسم مجموعة من الهرمونات، مثل هرمون الاستراديول الذي يقلل من تأثير هرمونات التوتر مثل "الأدرينالين والكورتيزون"، وهو ما يفسر شعور بعض النساء بالسعادة، ولكن في نفس الوقت يزيد من فاعلية هرمون الأنسولين الذي بدوره يحفز هرمون التستوستيرون، الذي يحفز الرغبة الجنسية عند المرأة، كما يفرز الجسم أيضا هرمون البروجستيرون، الذي يحفز هرمون الكورتيزون، وكل ذلك يفسر مرور المرأة خلال فترة الحيض، بمشاعر عديدة مضطربة، ما بين الشعور بالسعادة والتوتر والحزن والفرح.

أما بالنسبة للحالة الصحية، فهي تتفاوت من امرأة لأخرى، حسب كمية هرمون الأستروجين التي يفرزها الجسم، خلال هذه الفترة، فكلما زادت، كلما زاد شعور المرأة بالألم، لأنها تزيد من انقباضات الرحم.
الجريدة الرسمية