رئيس التحرير
عصام كامل

والقوات الصينية في فنزويلا أيضا!


لم تمر ساعات على وصول قوات ومعدات روسية إلى فنزويلا في ضربة كبيرة للبلطجة الأمريكية ضد البلد المستقل والشعب الحر إلا وأعلنت وكالة "سبوتنيك" الروسية للأنباء عن وصول قوات جيش التحرير الصيني إلى فنزويلا.. وجيش التحرير هو الاسم القديم لجيش الصين منذ عشرينيات القرن الماضي، حيث بدأ كجناح عسكري للحزب الشيوعي الصيني. 


إلا أن الملفت وفقا للخبر الذي نشرته "سبوتنيك" ليس فقط وصول القوات التي لم يذكر حجمها ولا عددها وإنما تأكيد الوكالة على أن القوات الصينية وصلت على متن طائرات شحن وركاب عادية، حيث لا تملك الصين طائرات نقل عسكرية تصل إلى فنزويلا، وهذا يعني عدة أمور لم تشر إليها الوكالة الروسية، وهي أننا أمام عملية مخابراتية فريدة آثرت فيها الصين أن تصل قواتها في رحلات متصلة لا تلجأ فيها لطائرات عسكرية ستحتاج بالضرورة للهبوط في دولة ثالثة. 

وهذا يعني أيضا أن كل المزاعم التي تؤكد أن الولايات المتحدة تعرف "دبة النملة" على كوكب الأرض غير صحيح.. فها هي قوات دولة عظمى تعبر نصف الأرض دون رصد أي اتصالات ولا تحركات ولا أي شيء على الإطلاق!

ما سبق يعني أيضا أن التعاون الروسي الصيني مع فنزويلا أراد مفاجأة ترامب والعالم، وهو ما يعني كذلك أن الصين شيئا فشيئا إلى ممارسة دور أكبر على مستوى العالم وأحداثه، ويبدو جليا الرضا الروسي من التحالف أو على الأقل التنسيق مع الصين وهو نفسه التحالف أو التنسيق الذي كان موجودا قبل سقوط الاتحاد السوفيتي وانهيار دول الكتلة الشرقية!

الآن.. على الشعب الفنزويلي التخلص من خونته.. ويبدو أن "شافيز" قد استطاع القيام بالفرز الصحيح، ولم يتسلل إلى دائرته القريبة افاقون أو منافقون كم جري في دول أخرى.. فالأمر لا يتوقف عند حدود الرئيس "مادورو" فقط بل وزير الدفاع "فلاديمير بادرينو" الذي لا يمر يوم إلا ويؤكد انحيازه لشعبه وللرئيس "مادورو"، فضلا عن فضحه للاتصالات والرسائل التي أرسلتها أمريكا له تطالبه بالانقلاب، حتى قال أمس الأول "نتعاون مع روسيا بقوة وكان يمكن أن نتعاون مع أمريكا إلا لأننا لسنا عبيدا فلم يتم ذلك"!

غير صحيح أن أمريكا تحكم الأرض.. ولن يتعامل مع هذه الحقيقة الا من يملكون الإرادة لذلك، وقريبا دول أخرى ستقدم نماذج أخرى في رفض الرغبات الأمريكية!
الجريدة الرسمية