فلسفة الاستثمار فى الأسهم
إن تحقيق التفاعل مع الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية ظاهرة فريدة لا يصل إليها إلا رواد المجتمع الذين يصلون إلى حد الابتكار فى الأفكار والأفعال وهى مركبات القيادة الحقيقية على مر العصور .
ومن منطلق هذه الريادة كان موقف الصحابى الجليل عبدالرحمن بن عوف -رضى الله عنه- وأرضاه عندما هاجر بصحبة النبى -صلى الله عليه وسلم-إالى المدينة وتفاعل مع التغيير الناتج عن الهجرة من غربة الأرض والناس فى مجتمع متباين مع مجتمع مكة من حيث طبائع الناس وأنواع تجارتهم وخلائق قبائلهم وحتى أنواع العملاء ومتطلباتهم وظروف التجار فى السوق وأحجام استثماراتهم ، مع ما أتيحت له من فرصة اقتسام المال مع من أخيه له النبى -صلى الله عليه وسلم- من أهل المدينة وهو سعد بن الربيع الأنصارى -رضى الله عنه- إلا أنه تفرد بالتورع عن ذلك قائلا : " دلونى على سوق المدينة " لتحقيق نموذج الريادة باتجاه السوق ويصبح نموذجا اقتصادىا جديدا فى مضاربة رأس المال من الصفر إلى الثراء فى أرض غير أرضه حتى إنه تزوج خلال أسبوع مما جناه من استثماره ليأمره النبى -صلى الله عليه وسلم- بأن يولم ولو بشاه إلى أن اشترى من عثمان بن عفان مزرعة ب 40 ألف درهم -رضى الله عنهم- أجمعين .
هذا التفرد فى النموذج البشرى من رواد الاستثمار الإسلامى يجعل الحليم حيرانا فى زمان انتشرت فى اليد المتبطلة عن العمل بأشكالها ( البطالة الدورية والمقنعة والسافرة والاحتكاكية ) بحجة عدم وجود الوظائف إلى أن انتشرت الأمراض الاجتماعية فى الأمة واستشرت وأصعبها البلطجة والحرابة مما أدى إلى عدم الأمان.
ولعل بداية العام الجديد 2013 وما نتوسم فيه ونتوقع من صعود سوق المال المصرى " البورصة " إلى مستويات جديدة قد تخترق قمة 2012 عند مستوى ال 6050 نقطة إلى مستوى الـ 7700 نقطة إن شاء الله لاسباب متعددة ومختلفة ، أجد واجبا علينا أن نعطى المستثمرين الأفراد آلية جديدة لاختيار الأسهم فى سوق الأسهم من فلسفتى الخاصة التى أستطيع بها إدارة المحافظ الاستثمارية المالية مع التحرى التام للأسهم التى تنطبق عليها المعايير الشرعية وهو ما سميته بـ " الفلتر " وهذه الفلسفة ابتكرتها استجابة لتوصية للملياردير " وارن بافيت " عملاق الأسهم الأمريكى الذى يوصى بأن يكون لكل فرد فلسفته الاستثمارية وإن كنت أختلف معه منهجيا .
وتنقسم فلسفة الاستثمار من وجهة نظرى إلى ثلاثة مرتكزات رئيسية ينظر إليها جميعا فى وقت واحد مع مراعاة السلوك السيكولوجى للمستثمرين الأفراد ومحاولة تجنبه لأن دائما ما يتأثر الأفراد بالظاهر ولا يلتفتون إلى ما يحمله الظاهر من حقائق تختفى وراء مصلحة رؤوس الأموال الموحهة لأسواق المال.
(ا ) المرتكز الأول : الاستثمار فى اتجاه السوق:
• " الاتجاه الصاعد " ويكون السلوك الاستثمارى فى الأسهم هنا هو ضخ الأموال للشراء قبل الصعود.
• " الاتجاه الهابط ويكون السلوك الاستثمارى فى الأسهم هنا هو بيع الأسهم قبل النزول
( ب) المرتكز الثانى : هو عدم المخاطرة ( No risk )
أى أنه لا مجال للمخاطرة بالأموال فى أسهم شركات مستهلكة الصعود فى مستهدفاتها السعرية طالما أن السوق لا يخلو من الفرص ، وتعدد الفرص فى السوق ، فلابد من ركوب القطار من أول المحطة لأن النهاية معروفة ومحددة كما أنها مرسومة جيدا .
( ج ) المرتكز الثالث : هو كربونة الورقة المالية ( السهم )
عندما تتوفر أخبار وإشاعات أو تحليلات عن صعود سهم فلابد أن تتوافق مع مايلى :
(1) .التحليل المالى :أن يكون سعر الورقة المالية " السهم " منخفض عن القيمة الحقيقية " العادلة " بنسبة تستحق الاستثمار .
2.التحليل الفنى : "over sell" أن تكون الورقة المالية " السهم " مكونة شكل أو نموذج فنى ولديها فرصه لتغير الاتجاه والأولوية فى الاختيار لمن تحركت مؤشراته فى اتجاه الشكل الفنى.
3.ماهية الشركة : من حيث أنها تصلح لأحداث الرأسمالية حقيقية قد تغير من تركيبة الشركة مما يرغب فيها المضاربون وصانعو السوق على نحو الأمثلة الآتية : ( * ) فى حالة الأرباح أسهم مجانية وكوبون نقدى؟
( * ) فى حالة البكر تقسيم السهم أو قاسم ومقسوم.
( * ) فى حالة الخسائر تخفيض القيمة الاسمية.
4. المضاربون وصانعو السوق :هناك من صانعى السوق من هو مهتم بالورقة المالية " السهم " وعنده الاستعداد للمضاربة على سعر السهم .
5. السوق " سيكولوجية المتعاملين تجاه الورقه " : عنده استعداد بتقبل الورقة من خلال اسم الشركه وسمعتها والنشاط التى تمارسه .
6. مجلس إدارة الشركة : هل هو قادر ومستعد على منافسة قطاعه الاقتصادى وريادته من خلال الابتكار والاستمرار والتوسع فى ملحقات النشاط .
7. صانع السوق الخفي:(sup maker) أى انك كمستثمر تتبنى الورقة المالية " السهم " فى السوق بالترويج له بعد تجميع الكمية المرغوب الاستثمار فيها مع معرفتك أن هناك من يهتم بالسهم ويديره من صناع السوق بشرط عدم تجاوز 7% من الأسهم المتاحة للتداول الحر.