«لورانس العرب».. حكاية عمر الشريف مع الشيكولاتة ولماذا هدد بالانتحار؟
نجم من طراز خاص أمتع الملايين من المتابعين والجماهير ليس فقط في مصر أو العالم العربي بل امتدت شهرته لتغزو سينمات هوليوود.
ميشيل ديمتري شلهوب، الاسم الحقيقي للفنان العالمي الراحل، عمر الشريف، الذي اشتهر عالميًا بشخصيات «دكتور زيفاجو، ولورانس العرب».
ولد الفنان العالمي الراحل عمر الشريف في 10 أبريل 1932، بالإسكندرية، لأسرة مسيحية، فالأب «ديمتري شلهوب» أحد أشهر تجار الخشب من أصل لبناني من زحلة، وأمه «كلير سعادة» من لبنان وكانت سيدة مجتمع لأسرة أرستقراطية وجده لأمه يهودي الديانة، أما والده فكان من المسيحيين المتدينيين، وتوفى في 10 يوليو عام 2015، عن عمر ناهز الـ83 عامًا بمستشفى بهمن للصحة النفسية بحلوان، بعد صراع مع مرض ألزهايمر.
لم تكن حياة ميشيل ديمتري الصغير في بدايتها ممهدة للوصول إلى قمة النجومية في عالم الفن، فقد عُرف في صغره، بحبه الشديد لـ«الشيكولاتة»، وكان يتناول منها كميات كبيرة، الأمر الذي أثر سلبًا عليه وتسبب في إصابته ببدانة شديدة، مما دفع والدته لإلحاقه بإحدى أشهر المدارس الداخلية في مدينة الإسكندرية آنذاك وهي «فيكتوريا كولدج»، واتبعت معه نظام حمية غذائية قاسية، إلى أن استعاد وزنه الطبيعي.
وتأتي العقبة الثانية التي واجهت عمر الشريف بعد تعرفه على رفاقه في الفن والدراسة في مدرسة «فيكتوريا كولدج»، وهم الفنان الراحل أحمد رمزي، المخرج العالمي الراحل يوسف شاهين، والفنان الراحل عادل أدهم، وأحس وقتها عمر الشريف بانجذاب نحو الفن، فقضى معظم وقته على مسرح المدرسة، وفي البداية لم يهتم الوالدان كثيرًا بانجذاب الفتى الصغير للفن باعتبارها مجرد هواية، إلى أن أراد عمر الشريف احتراف الفن بعد الحصول على شهادة «البكالوريا»، الأمر الذي قوبل بالرفض من عائلته التي أصرت على التحاقه بكلية التجارة للعمل في مجال والده، وبالفعل انصاع عمر الشريف لرغبة الأسرة وعمل فترة في تجارة الأخشاب مع والده إلى أن انتهى من دراسته في الكلية، فعاوده حلم التمثيل مرة أخرى، مهددًا بالانتحار إذا لم توافق الأسرة على رغبته، الأمر الذي اضطر والديه للانصياع لرغبته، وكانت الانطلاقة الفنية لعمر الشريف على المستويين المحلي والعالمي.
المعروف والمتداول في عدد من الحوارات واللقاءات التي أرخت لحياة الفنان العالمي الراحل، أن أول من وجهه لعالم الفن، كان صديقه المخرج العالمي الراحل يوسف شاهين، إلا أن عمر الشريف في أحد اللقاءات التليفزيونية، أكد أن شغفه بالفن بدأ بمحض الصدفة، حينما أجبره أحد المدرسين في مدرسة «فيكتوريا كولدج»، على الاشتراك في إحدى المسرحيات، فوافق عمر الشريف على مضض؛ لكرهه للحفظ، إلا أنه بعد انتهاء العرض لقي أداؤه قبولا كبيرا لدى الحضور، وتعالت أصوات التصفيق، الموقف الذي قال عنه عمر الشريف: «التصقيف كيفني وقررت أكمل علشان الكل يصقف لي».
ترشح عمر الشريف لجائزة الأوسكار، كما نال 3 جوائز جولدن جلوب وجائزة سيزر، واكتشفه المخرج العالمى ديفيدلين، فقدمه في أفلام عديدة ورشح لجائزة الأوسكار عن دوره في فيلم لورانس العرب، شارك في عدد من الأعمال الفنية الفرنسية، الإيطالية، والأمريكية.
كان لقائه الأول بزوجته الوحيدة سيدة الشاشة العربية الفنانة الراحلة فاتن حمامة من خلال فيلم «صراع في الوادي» عام 1954 والذي كان بمثابة شرارة الإعجاب والحب بين النجمين إلى أن تزوجا بعد ذلك، واستمر الزواج لأكثر من 15 عاما، إلى أن انفصلا بعد إنجاب ابنهما الوحيد طارق عمر الشريف.