رئيس التحرير
عصام كامل

رسالة «تميم» بانسحاب الأمس!


بعيدا عن السباب والشتائم، دعونا نرصد ونفكر ونفهم.. فقد اعتبر حاكم قطر أن الهجوم على تركيا، بالأمس، هو هجوم على قطر! هكذا أكد تميم بانسحابه، أمس، دون إبلاغ أحد، ومن دون الاعتذار من أحد، وبغير تقديم الشكر للدولة المضيفة ورئيسها، كما يقول البروتوكول، واكتفى بإرسال برقية في الطريق خلال العودة!


الاتفاق الذي نشر تفاصيله موقع «نورديك مونيتور» السويدي، المتخصص في الاتفاقيات الأمنية والحوادث الدولية يناير الماضي في سبق صحفي كبير، حيث اتفاق سري، لم يتم نشره ولا نعرف هل ناقشه البرلمان التركي أم ضرب أردوغان به عرض الحائط.. إلا أن الاتفاق يؤكد تداخل المصالح القطرية التركية إلى أقصى حد، وبعيدا عن التفاصيل المرعبة للاتفاق الذي نشره الموقع السويدي كاملا، وهو مكون من 12 صفحة، إلا أننا نسأل: ما الذي يدفع أردوغان بالتضحية بعلاقات مع بلد كبير مثل السعودية من أجل مصالح مع قطر؟!

وقبل ذلك بأشهر كانت السعودية، قد أعلنت عن حزمة استثمارية كبيرة جدا تخطت الـ30 مليار دولار للاستثمار في تركيا، لا يمكن أن تعوضه الاستثمارات القطرية، فضلا عن السياحة السعودية التي تشكل كتلة مهمة في مجمل السياحة التركية، وبما لا يمكن أن تعوضه السياحة القطرية طبعا!

«أردوغان» يعلم أن تراجع العلاقات مع السعودية سيؤدي إلى تراجعها مع دول أخرى كالبحرين مثلا.. أما الإمارات فعلاقتها مع تركيا سيئة من قبل السعودية.. والسؤال مرة أخرى.. ما المصالح التي تجمع بين البلدين أقوى من أي شيء آخر؟.. فهي عند قطر أيضا أقوى من ارتباطها بمجلس التعاون، وأمس، أكدت قطر أن التزامها مع الأتراك أقوى من التزامها العربي كله؟!

هل المسألة كيمياء وعواطف أم أرباح ومكاسب تقدر بالأرقام؟.. إن كانت الأولى؛ فالأولى أن تكون من قطر مع العرب، وإن كانت الثانية، فمن الأولى أن تكون من تركيا مع السعودية.. فما الذي جرى؟!

الذي جرى باختصار، تحالف كبير سابق وقديم ترعاه جهات خفية، تجلى في سوريا وليبيا وضد مصر.. لكن التحالف صفع في مصر، وتعثر حتى الهزيمة في سوريا، وليبيا في الطريق.. تبقى الجهة الخفية التي تشرف وتخطط وتأمر.. ولن تظهر أبدا.. ولها إن شاء الله حديث مستقل!
الجريدة الرسمية