عبد العظيم عبد الحق يكتب: عبد الوهاب سرق ألحاني
في برنامج "ذكريات وحكايات" الذي قدمته المذيعة التليفزيونية ماجدة عاصم عام 1985 في لقاء مع الممثل الملحن عبد العظيم عبد الحق حول مشواره الفنى قال:
منذ كنت طفلا التحقت بكتاب القرية وحفظت القرآن الكريم كله وجودته، ولى شقيقان درسا الحقوق وأصبحا وزيرين فيما بعد وهما عبد الحميد باشا عبد الحق وعبد المجيد باشا عبد الحق وهما من أقطاب السياسة، ورغب والدى في التحاقى بكلية الحقوق.
لكنى منذ صغرى وأنا أعشق الموسيقى والتمثيل ولذلك كانت نظرة أسرتى لى سيئة واعتبرونى لا مستقبل لى وليس لدى قيم ومبادئ مثل باقى اشقائى وأطلقوا على بتاع الغوازى.
يوم أن ختمت القرآن الكريم ركبونى حصانا أبيض ومشى أمامى أربعة أشخاص يحملون رداء أخضر ووسطه وضع المصحف، ولف الحصان بى البلد كلها والسيدات كانوا يقذفن على الحلوى.
لكن لما قلت لوالدي عاوز أدرس مزيكا ضربنى علقة ساخنة، وطلب منى أخواى أكمل تعليمى أولا بالرغم من حب شقيقى الكبير للموسيقى، لكنى رسبت في مادة بالبكالوريا ورفضت النجاح فيها حتى لا يلحقنى أبي بكلية الحقوق.
حاول شقيقى عبد الحميد إرسالى في بعثة للدراسة بالخارج ورفضت وكنت أحضر إلى مصر وأسهر في عماد الدين وروض الفرج وأتعرف على المنشدين إلى أن ضبتنى أمين صدقى ــ والد لولا صدقى ـــ وكان صاحب مسرح يترجم الروايات الأجنبية ويعرضها على مسرحه ولما عرف أنى ابن فلان وشقيق فلان باشا طلب يقابلنى وحكيت له حكايتى.
عملت مع مسرح أمين صدقى بـ8 جنيهات في الشهر أغنى مع الألحان الجماعية، وكنت أبيت في حجرة الديكور أو في المقهى.
تعرفت على الموسيقى محمود صبح وتتلمذت على يديه وبدأت أحاول مع نفسى أتعلم التلحين، تدربت على الشرقيات على يد الشيخ الكردانى وكان القرآن الكريم سببا في تعلمى الموسيقى وعمل مني ملحنا.
قدمت أول ألحانى في الإذاعة الأهلية وكان اسمها محطة مصر الملكية، وتقدمت إلى المعهد العالى للموسيقى بخبرتى وليس بالشهادة من جامعة فؤاد الأول، غنيت أمام لجنة الاختبار أغنية (ضيعت مستقبل حياتى لسيد درويش) ونجحت، ووقتها كنت أعمل مديرا لمكتب وزير التموين براتب 20 جنيها وكنت أحصل من والدى على 30 جنيها شهريا.
كان من خريجى دفعتى بالمعهد إسماعيل شبانة وكمال الطويل وسيد إسماعيل وعلى إسماعيل وعبد الحليم حافظ.
وسبب شهرة عبد الحليم حافظ أنه عندما قامت الثورة طلب رجالها من فريد الأطرش أن يكون مطرب الثورة ولأنه كان يصادق الملوك ويغنى لهم خشية لا تنجح الثورة فاعتذر فقال حافظ عبد الوهاب لرجال الثورة عندى شاب أحسن من فريد لكنه صغير، وطلبوا عبد الحليم وكانت ضربة حظ بالنسبة له وأصبح مطرب الثورة.
قدمت أول ألحانى لسيد إسماعيل وغنى (بأم التوب أخضر ليمونى) ثم نشيد دينى يقول (بشاير من الحبيب هالة) كما غنى لى كارم محمود (لحن الصيادين )، وأخذت على اللحن الواحد ثمانية جنيهات.
أعجبت الملكة نازلى بصوتى والحانى وكنت مطرب الملكة لمدة أربع سنوات وكنت وقتها في أوائل الثلاثينيات، بعدها تحولت إلى التلحين والتمثيل.
تعاملت في تلك الفترة مع جميع الموسيقيين الملحنين محمود صبح، زكريا أحمد، رياض السنباطى وسيد درويش وتعرفت على بيرم التونسى عن طريق زكريا أحمد، وكنت أمتلك عوامة كانت مقر سهرات الفنانين والمطربين والملحنين.
وأنا أرى أن محمود صبح هو السهل الممتنع فألحانه جميلة معقدة، وزكريا أحمد أستاذ فقه الموسيقى الشرقية، رياض السنباطى شاعر الموسيقى، أما سيد درويش فهو موسيقار الشعب وقد أخذت منه تلحين الصور الغنائية.
ما ألمنى من الوسط الفنى هو الاقتباسات وسرقة الألحان فقد سطا محمد عبد الوهاب على لحن كنت قد أعددته لحورية حسن وغنته بالفعل تقول كلماته (ندر على شمعتين واحدة لأم هاشم وواحدة للحسين) وعمل عليه أغنيته المشهورة (أهل الهوى مساكين والصبر مش ليا)، تألمت بسبب ذلك كثيرا، وأول الأفلام التي مثلتها كان فيلم "يحيا الحب" مع عبد الوهاب وعملت فيه 8 مشاهد، وأهم هواياتى شغل التريكو للأصدقاء وصناعة الأحذية لنفسى.