رئيس التحرير
عصام كامل

أبو الغيط في القمة العربية بتونس: الجولان أرض عربية سورية محتلة.. مواقف أمريكا تشجع الاحتلال على نهج العربدة والاجتراء.. تدخلات إيران وتركيا فاقمت أزمات المنطقة.. والعمل العربي المشترك «طوق النجا

فيتو

أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن التدخلات من جيراننا في الإقليم وخاصة إيران وتركيا، فاقمت من تعقد الأزمات وأدت إلى استطالتها، بل واستعصائها على الحل ثم خلقت أزمات ومشكلات جديدة على هامش المعضلات الأصلية.


وأعرب خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية للقمة العربية الثلاثين في تونس عن رفضه لكافة هذه التدخلات وما تحمله من أطماع ومخططات، وقال: "نقول بعبارة واضحة إن ظرف الأزمة هو حال مؤقت، وعارض سيزول طال الزمن أم قصر.. أما التعدي على التكامل الإقليمي للدول العربية ووحدتها الترابية، فهو أمر مرفوض عربيًا بغض النظر عن المواقف من هذه القضية أو تلك".

القوى الإقليمية
واستطرد قائلا: "لا مجال لأن يكون لقوى إقليمية جيوب في داخل بعض دولنا تسميها مثلًا مناطق آمنة ومن غير المقبول أن تتدخل قوى إقليمية في شئوننا الداخلية بدعم فصيل أو آخر تحت غطاء طائفي لا يكاد يخفي ما وراءه من أطماع إمبراطورية في الهيمنة والسيطرة".

وأضاف أبو الغيط أن: "أزماتنا - وبعضها وليس كلها من صنع أيدينا للأسف - تكاد تستدعي منتهزي الفرص ومقتنصي الغنائم وها نحن أمام إعلان أمريكي - مناقض لكافة الأعراف القانونية المستقرة بل ولأسس النظام الدولي الراسخة - يمنح المحتل الإسرائيلي شرعنة لاحتلاله لأرض عربية في الجولان السوري.. إن الجولان هو أرض سورية محتلة بواقع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن.. إن الاحتلال جريمة وشرعنته خطيئة وتقنينه عصف بالقانون واستهزاء بمبادئ العدالة".

نهج العربدة والاجتراء
ونوه بأن الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى اغتنام المكاسب، سواء في سوريا أو فلسطين المحتلة، بتثبيت واقع الاحتلال وقضم الأراضي، مشيرا إلى أن مواقف الإدارة الأمريكية الأخيرة تُشجع الاحتلال على المضي قدمًا في نهج العربدة والاجتراء وتبعث بالرسالة الخطأ للشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية وكأنها تحملهم عبئا فوق عبء الاحتلال، ومعاناة فوق معاناة القمع والاستيطان ونهب عوائد الضرائب، بالتضييق المالي والسياسي على المؤسسات الفلسطينية - وهي عصب الدولة المستقبلية - وخنق وكالة الأونروا التي تُعالج مأساة اللاجئين.

وقال: "يهدف الاحتلال وداعموه إلى تقليص المكتسبات الضئيلة التي حققها الفلسطينيون من خلال التفاوض.. ويتلاشى أي أمل لدى الشعب الفلسطيني في أن يصير حل الدولتين - وهو الحل الوحيد الممكن لهذا الصراع الطويل - أملًا بعيد المنال.. بكل ما ينطوي عليه ذلك من تهديد لأمن واستقرار المنطقة كلها".

وركز على أنه لديه إيمان راسخ بأن العمل العربي المشترك - ولو في حده الأدنى - يظل طوق نجاة وسط هذه الأنواء العاصفة، وقال: "دعونا نتمسك به ونوسع مساحته قدر الإمكان وقد شهدنا جميعًا الصدى الطيب للقمة العربية- الأوروبية التي انعقدت للمرة الأولى في شرم الشيخ الشهر الماضي، وقامت الجامعة، وتقوم باحتضان منتديات مماثلة مع عدد من الشركاء الدوليين والتجمعات والتكتلات العالمية الكبرى".

واختتم كلمته قائلًا: "إن الجامعة تظل العنوان الأبرز والرمز الأبقى لكل ما يجمع العرب، وما يوحد كلمتهم، ويُسمع الآخرين صوتهم الجماعي حيال كافة القضايا التي تتعلق بمصيرهم ومستقبلهم وأثق تمامًا في حرصكم على الحفاظ على دورها وزيادة تفعيله مع منحها دائمًا الموارد والإمكانات التي تسمح لها بالنهوض بمسئولياتها المتعددة في سبيل رفعة الأوطان ورفاهية الشعوب".
الجريدة الرسمية