معني قرارات الرئيس.. صورة بالمجهر الاجتماعي!

من طالبنا لهم بتطبيق التسعيرة الجبرية حرصا على أحوالهم رغم علمنا أن الدولة ملتزمة بمعاهدات تمنعها عن ذلك وسعيا لتحقيق أي توازن اجتماعي حتى لا يتسع نفوذ فئات أخرى على حسابهم.. ومن طالبنا أن ينشط -تعويضا لغياب التسعيرة الجبرية- جهاز حماية المستهلك من أجلهم وأن تنشط جمعيات حماية المستهلك تعلمهم وتنظم صفوفهم وتحميهم من جشع المتجبرين واللصوص.

ومن طالبنا لهم بضمانات صحية أكثر وأكثر ووجدوها في عدة مبادرات رئاسية تشكل حلما يتحقق.. ومن طالبنا لهم بأشياء كثيرة كانوا أمس الأكثر سرورا وسعادة بقرارات الرئيس السيسي.

لا يعرف الكثيرون معني أن عامل النظافة البسيط الذي يرتعش صباحا من شدة البرد مع قسوة المهمة، ولا أصحاب الوظائف الأقل في كافة المصالح الحكومية وهم في دوامة داخل دوامة فقط.. فقط.. من أجل البقاء وذويهم على قيد الحياة.. يغضون الطرف حتى عن آلامهم لأنها تكلفهم في العيادات والصيدليات الكثير والكثير.

ومن يتحملون السير محطات ومحطات لتوفير اجرة النقل العام أو الخاص.. ومن تظل ملابسهم على أجسادهم شهور وسنوات.. ومن تصل إلى أنوفهم رائحة الشواء ولا يعرفون طعمه.. ويسمعون عن المصايف ولا يعرفون لها سبيلا.. هؤلاء وغيرهم القرش يعني لهم الكثير.. فما بالكم بالجنيه.. فما بالكم بالزيادة التي تمت أمس.. كانت مفاجأة في النسبة رغم العلم بالتوجه.. وعلى غير توقع في القيمة رغم العلم بالاتجاه..

فكانت الفرحة فرحتين.. فهؤلاء -الغلابة- ستتحسن أحوالهم قليلا.. بعد أن تدهورت كثيرا بتراكمات طالت وطالت وزاد جمع حساب سنواتها الأربعين الطويلة عن كل الحدود.. وأخيرا تعرف البسمة طريقهم.. وهؤلاء وقد سن التأمين الصحي من أجلهم وتكافل وكرامة من أجلهم ومشروع "مستورة" من أجلهم.. ومبادرات الـ 100 مليون صحة وإنهاء قوائم الانتظار وزرع القرنية وزرع القوقعة من اجلهم..

وغيرها وغيرها.. وبما يؤكد أن الرئيس السيسي يؤكد خياراته وانحيازاته الاجتماعية وليس يحددها.. لأنها منذ البداية كانت لمصلحة هذه الطبقات رغم أي شوشرة وكل شوشرة على أنها على العكس من ذلك!