رئيس التحرير
عصام كامل

«ماتعالجش الغلط بغلط».. والدان يقتلان نجلهما لتحرشه بأخته.. فرويز: الطبيب النفسي طوق النجاة.. «سوسن فايد» تطالب بتفعيل دور المؤسسات الدينية للتوعية بالوازع الديني.. وروشتة للتعامل

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

من أبشع الجرائم التي شهدتها الأيام الماضية قتل والدين لنجلهما بسبب سوء سلوكه وتعاطيه المواد المخدرة وتحرشه بشقيقته، فتخلصا من آثامه بإثم أكبر، تخليا معه عن مشاعرهما الإنسانية، ليقتلا فلذة كبدهما ظنًا أن في ذلك راحة ونهاية لمعاناتهما معه.


بداية الواقعة
ترجع أحداث الواقعة حينما تلقى مدير أمن البحيرة إخطارا يفيد العثور على جثة طافية بمياه ترعة الخندق في مركز إيتاى البارود، وتبين أن الجثة لشخص بالعقد الثالث من العمر بائع متجول، ومقيم بإحدى القرى التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية، ويوجد بالجثة آثار طعنة في الصدر.

وتوصلت جهود فريق البحث، إلى أن والدي المجنى عليه "السيد. س. م" بائع متجول و"بشرى. س. ع" وراء الجريمة، وذلك لسوء سلوكه وتعاطيه المواد المخدرة والتحرش بشقيقته، وبمواجهتهما اعترفا بارتكاب الجريمة، وذلك بداعي سوء سلوك المجني عليه، وقالا إن الجريمة تم تنفيذها عقب خطوبته لإحدى الفتيات بالمنوفية، بعد انفصاله عن زوجته الأولى بإحدي قرى محافظة البحيرة.

3 عوامل

لو كان الموت الوسيلة الوحيدة للخلاص من الأزمات والمشكلات، فلماذا حرمه الله عز وجل وجعله إثما كبيرا؟، وهناك أساليب وسبل جيدة للتعامل مع سوء سلوك الأبناء داخل المنزل حددها خبراء علم النفس، حيث يقول جمال فرويز الطبيب النفسي إن سوء سلوك الأبناء داخل الأسرة يرجع لـ3 عوامل وهي: "جينات وراثية، وسوء تربية، وخبرات حياتية"، والعامل الأكثر تأثيرا في تلك الحادثة الخبرات الحياتية وأصدقاء السوء.

المراهق والشاب
وأوضح "فرويز" أن الابن في سن المراهقة من الممكن التأثير عليه وتغييره، فمن الأفضل التواصل معه من قبل الأب أو الأم أو الخال أو العم أو أي شخص قريب من الأسرة، على أن يكون مفتاح الحديث معه، لإعادته تدريجيا للمجتمع، وإذا لم تفلح تلك الوسيلة لابد من اللجوء لطبيب نفسي.

أما إذا كان الابن في سن أكبر من المراهقة كما في الواقعة السابقة، فأكد "فرويز" أنه لابد من اللجوء لطبيب نفسي يعمل على تغيير تفكيره، وتصحيح شخصيته، وتعديل سلوكياته الخطأ، ولن يتم ذلك في تلك المرحلة العمرية إلا بالعلاج النفسي، لأنه لن يتقبل أي كلام من أحد.

الأسرة

وفي نفس السياق، أكدت الدكتورة سوسن فايد أستاذ علم النفس بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، أن سوء سلوك الأبناء سببه الأساسي الأسرة وسوء التربية، وإذا لم تكن تربية الأسرة السبب فإهمالها لأبنائها بما ترك مساحة لأصدقاء السوء للتأثير فيهم هو السبب، لذلك فالوالدان في الحادث السابق ارتكبا جريمتين ولابد من محاسبتهما عليهما، الأولى مرتبط بالسلوك السيئ الذي تعلمه الابن وهما مسئولان عنه، والثاني تخلصهما منه بالقتل.

وأضافت الدكتورة سوسن فايد: لابد أن يتوافر لدى الأب والأم الأساليب السليمة للتربية، بتوفير حملات وبرامج ثقافية تدرب وتعلم أولياء الأمور السبل السليمة للتربية، فجميع سكان الوجه البحري والقبلي يتعطشون لمثل تلك البرامج، وخاصة الذين يعانون من الأمية، كما ينبغي تفعيل دور المؤسسات الدينية للتوعية بالوازع الديني.

وأشارت أستاذ علم النفس بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية إلى أن هناك إهمالا لهذا البعد الإنساني، ولابد من إعادة صياغة الشخصية المصرية لتعديل سلوكيات التربية، مؤكدة أن الفرق بين الدول المتقدمة والمتخلفة ليس الفقر ولكن الثقافة، ولن تأتي الثقافة إلا كنتاج لعمل تلك المؤسسات وأولهم الأسرة.
الجريدة الرسمية