رئيس التحرير
عصام كامل

بين مشهدين.. انهيار أخلاقي مدرسي وأمانة مسعف وسائق!


فيديو يبدو أنه من تصوير أحد الساخطين على الأوضاع بإحدى المدارس، يقال إنها بمدينة أبو كبير بالشرقية.. المشهد لا ينقل صورة أخلاق المدينة على الإطلاق، وأهلها يشتهرون بحسن الخلق.. طلبة مدرسة ثانوية في مشهد خليع بين قبلات خاطفة وأحضان..


المشهد الذي تم تسجيله يزيد على الدقيقة بقليل، ولا نعرف كم استغرق في الواقع، لكن حركة الطلبة العادية في الفناء تعطي انطباعا أنه لا خوف ولا خجل ولا دهشة مما يجري، وبالتالي نقف أمام فوضى شاملة تستحق عقابا لمديريها ومشرفيها قبل التلاميذ.. وأن يكون الحساب والعقاب رادعين حاسمين.. ومثل هذه المشاهد والتصرفات تزيدنا تمسكا بإجراءات وزير التعليم الدكتور طارق شوقي الذي يقاتل انهيارا موروثا بعد فوضى سنوات طويلة!

ومن الشرقية إلى بني سويف، حيث مشهد آخر يمكن وصفه بالطبيعي والمنطقي في الظروف الطبيعية، رغم أن أطرافه يستحقون التحية في كل الأحوال، لكن في الظروف الاقتصادية الصعبة يجعلنا نتوقف عنده.. فحادث انقلاب سيارة أمام نفق أبو صالح بمحافظة بني سويف.. تنطلق سيارة الإسعاف إلى الصحراوي الشرقي بضوضائها المزعجة المعروفة، وهناك تجري محاولات إسعاف سائق سيارة ربع نقل -ملاكي المنوفية- من خلال سيارة إسعاف تتبع هيئة الإسعاف..

بها سائق طبعا ومعه مسعف، وأثناء ذلك عثورهما على مبلغ يقترب من الستين ألف جنيه.. لا أحد يراهما والحادث تم في الطريق الصحراوي، وفي مثل هذه الحالات لا أحد ينتبه إلا لإنقاذ المصاب، والمصاب نفسه وأهله لا يهتمون إلا بإنقاذ حياته، ومع ذلك عاد المسعف "حسين حسن محمد" والسائق "سعيد محمد شرهاوي" وسلما الأموال بقسم شرطة مركز ناصر ببني سويف، وتحرر المحضر رقم 57 ـ 111 أحوال، ليشيد بموقفهما الدكتور "إسلام عساف" مدير إسعاف المحافظة وكان ينبغي أن يستقبلهما ويكرمهما!

المشهد الأول وغيره يستحق المواجهة الشاملة، وتتبع كل المهملين وعقابهم، والمشهد الثاني يستحق الاحتفاء على أمل أن نجد الأمانة والإخلاص في كل مكان، وبما يثبت أن الدنيا لم تزل بخير!
الجريدة الرسمية