لماذا نترك وزير التعليم يهدم إنجازات الحكومة؟
تدافع أولياء الأمور في الفترة الماضية لسداد تأمين التابلت وهم يتطلعون لمستقبل أفضل لأبنائهم في الصف الأول الثانوي، ثم أعلن الوزير الذي لا يثق في العاملين بالوزارة، ودفع بأموال الوزارة فيما لا طائل منه، مرة في تنظيم مسابقة تعيينات لشهري مايو ويونيو "فقط" وهما إجازة، ومرة أخرى عند إسناد عملية إمتحانات الصف الأول الثانوى عن طريق التابلت والإنترنت إلى شركة خاصة بإجراءات مجهولة!
ورغم هذا الإسراف والتبذير بلا حساب فقد أعلنت الوزارة عن موعد امتحان اللغة العربية التجريبي، وفشلت محاولات الطلاب في الوصول إلى الموقع لأداء الامتحان على مدار يوم كامل، ولكن ثقة الوزير في نفسه وأعوانه من خارج الوزارة لا تهتز، فخرج معللًا ذلك بعذر صار في السنوات الأخيرة حُجة كل موظف إلا وهو "السيستم واقع"، وهى البديل الحديث لعبارة "فوت علينا بكره يا سيد".
ووعد وزير التعليم بحل المشكلة، والتي لا سبب لها إلا الإخوان، أما الجهل والإهمال والفشل فليسوا من أسبابها، ثم جاء موعد امتحان الأحياء نسخة مكررة من سابقه، وفشل الوزير أيضًا، والحجج كما هي، ولا فائدة، والطلاب تتقلب وجوههم في السماء يدعون برفع هذه الغمة، وأولياء أمورهم يؤمنون على الدعاء.
وليت المأساة تقف عند هذا الحد، بل إن تصريحات "شوقى" جاءت صادمة للجميع حين أوضح أنه امتحان تجريبي، لا أهمية له وليس عليه درجات، أي أنه لا يشعر بما يشعر به الطلاب وأولياء الأمور، ولم يقدم حلولًا للمستقبل.
ولعل من حق أولياء الأمور بوصفهم من مواطني هذا البلد الذي تهتف وسائل الاعلام به بمؤشرات النمو ووسائل الإصلاح صباحًا ومساءً، كما أنهم من دافعي الضرائب، أن يتساءلوا "فقط" لا عن موعد الامتحان القادم ولكن عن موعد انتهاء هذه المهزلة التي تستنزفهم ماديًا ومعنويًا، وهل سيستمر الحال إلى أن يصل أبناؤهم إلى الثانوية العامة ونسمع عن حالات انتحار لعدم القدرة على الدخول إلى الموقع!!
إن الوزير الذي رسب يومين على التوالي بعد أن صرح بأن الطلاب يمكنهم أداء الامتحان في "الكافيه" هو ذاته الذي أقصى قيادات الوزارة "المحترمين" ومنع ظهور الكوادر الشابة، واستعان بالقطاع الخاص وصب اهتمامه على المستشارين الإعلاميين لتحسين صورته، وهو سيكون بلا شك أحد أسباب زعزعة الثقة في أداء الحكومة بأكملها، ومن ثم تنشأ حالة من التحدي بينها وبين المواطنين قد تؤدي في الأسابيع القادمة إلى رفض كل طرح جديد، ولو كان فيه الصالح العام، والسؤال الذي يتردد الآن بين أولياء الأمور هو: متى تنتهي مهزلة اللعب بمستقبل أبنائنا الطلاب؟
فهل من مستجيب؟.. وللـحـديـث بـقـيـة.