رئيس التحرير
عصام كامل

ألبرت مانيرو.. صانع البهجة للمعاقين.. اختراعه اليد الاصطناعية ثلاثية الأبعاد يمنح الأمل لفاقدي الأطراف.. و«التواصل الاجتماعي» بداية الشهرة.. حلم غزو الفضاء بدايته.. ورسم البسمة رسالته في بلا

فيتو

منذ أن كان بعمر الـ6 سنوات حلم الأمريكي «ألبرت مانيرو» الذي ولد ونشأ في مدينة «تامبا» بولاية فلوريدا الأمريكية، ببناء الصواريخ والطائرات والصعود للفضاء ومساعدة الفقراء والأطفال العاجزين عن الحركة وصنع أشياء مذهلة ومختلفة، أحلام كان الجميع يسخر منها عندما كان طفلًا، لكن عزمه وإصراره جعل أحلامه تقترب من الواقع وأصبح مثالًا يتمنى الجميع أن يصبح مميزًا مثله.


مكوك الفضاء
كان ألبرت منذ طفولته يحرص على متابعة مكوك الفضاء وهو ينطلق من قاعدة «كيب كانافيرال» التابعة للقوات الجوية، التجربة التي وضعته على أول سلم النجاح وتحقيق أحلامه والتوجه للدراسة الأكاديمية جيدًا حتى حصل شهادات البكالوريوس والماجستير في هندسة الفضاء، وكذلك درجة الدكتوراه في الهندسة الميكانيكية من جامعة "سنترال" بولاية فلوريدا.

تغيير المسار
بعد أن خطي في طريق أحلامه خطوات كانت جميعها ناجحة، سمع ذات مرة مقابلة إذاعية غيرت مسار حياته إلى الأبد وحولته من مهندس ناجح إلى عالم بارع من علماء «فولبرايت» وهو برنامج أمريكي للتبادل الثقافي والمهارات بين شعوب العالم وتحسين كفاءة الشعوب.

كانت هذه المقابلة الإذاعية مع مؤسس مشروع «طابعة ثلاثية الأبعاد» والتي تتحدث عن إمكانية ضم العباقرة إلى المشروع لمساعدة الأسر الفقيرة التي تحتاج إلى أطراف صناعية ثلاثية الأبعاد التي تمنح الأشخاص القدرة على الحركة دون الاستعانة بأحد، لذلك حرص ألبرت على إرسال رسالة إلكترونية إلى فريق المشروع وإضافة اسمه إلى القائمة العالمية للأشخاص الذين يرغبون في رسم البسمة على وجوه كل من فقد أحد أطرافه.

أول اختراع
بالفعل انضم ألبرت إلى فريق العلماء الخيري، ونجح في اختراع وتصميم النموذج الأول للذراع الإلكترونية ثلاثية الأبعاد التي يمكنها الاتصال بشرايين وأعصاب اليد، ومحاكاة الأنسجة العضلية، وترك بصمته على العالم من خلال تغيير حياة الأطفال إلى الأفضل، الأمر الذي جعله مميزًا، بعد أن ساهم في ابتكار ذراع إلكترونية ميسورة التكلفة، لأولئك الذين يحتاجونها بشدة.

جاءت البداية بعد أن طلبت أسرة بولاية فلوريدا، مد يد المساعدة لطفلهم ألكس، البالغ من العمر 6 سنوات، والذي ولد بعيب خلقي في أطرافه، حيث كانت ذراعه مفقودة من أعلي الكوع، ولم تستطع الأطراف الصناعية الموجودة إعادته للحياة، لذلك حرص مانيرو على تولي هذه الحالة، وبعد 8 أسابيع من العمل المكثف تمكن من صنع أول ذراع إلكترونية كاملة للطفل مكنه حينها من التقاط لعبته من على الأرض، الأمر الذي دفع ألبرت لاستكمال مسيرته بعد أن رأى عائلة الطفل تبكي من الفرح، لإعادة الحياة من جديد لابنهم، وفي عام 2015 تلقى الطفل ألكس ذراعه الإلكترونية الثانية، ليصبح مكتمل الأطراف وقادر على ممارسة حياته بشكل طبيعي.

لم تعرف عائلة الطفل ألكس كيف تكافئ العالم الذي أعاد الحياة لطلفهم، فقاموا بنشر فيديو عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» يحكون خلاله واقعة طفلهم، وسرعان ما انتشر الفيديو وحقق أكثر من 10 ملايين مشاهدة، مما ساعد في نجاح مشروع الأطراف ثلاثية الأبعاد.

وفي حالة أخرى لطفل يدعي برينغ، كان صغيرًا لكن حلمه كبيرا، كان يرغب في أن يكون عاديًا بعد أن ولد بنصف ذراعه الأيمن فقط، وعلى الرغم من أنه لم يدع ذلك يمنعه من القيام بمعظم الأشياء التي يفعلها الأطفال الآخرون، لكنه أراد فقط أن يشعر بأنه طبيعي وله ذراع مكتملة، حاول والدا برينغ فعل ما بوسعهم لكنهم لم يتمكنوا من التغطية التأمينية للأطراف الاصطناعية باهظة الثمن، أخذوا الأمور بأيديهم، وحاولوا تجربة كل شيء بما في ذلك صنع الأطراف الاصطناعية الخاصة بهم، من تصميم وجدوه على الإنترنت، وبعدما فشلوا في ذلك قررت والدة برينغ البحث عن عقل لامع يمكنه مساعدة ابنها، لتجد ألبرت مانيرو، في طريقها من خلال شبكة المتطوعين الإلكترونية" e-NABLE"، وهي مجموعة دولية من المهندسين المتطوعين وعشاق ثلاثي الأبعاد والمعالجين والمخترعين، وبالفعل تواصلت معهم.

أقل تكلفة
درس مانيرو وفريقه من زملاء الدراسات العليا بجامعة سنترال فلوريدا الحالة جيدًا، وبعد 7 أسابيع فقط نجحوا مرًة أخرى من تصميم وإنتاج ذراع إلكتروني، باستخدام طابعة ثلاثية الأبعاد وتروس وبطاريات جاهزة للعمل مع أقطاب كهربائية متصلة ببرينغ، والتي عادةً ما تصل تكلفة الذراع الصناعية المنتجة تجاريًا إلى عشرات الآلاف من الدولارات، ثمن هذا الذراع ثلاثي الأبعاد، لكنهم حرصوا على تقديمها لهم بأقل من 350 دولارًا كنوع من المساعدة الإنسانية.

بعد نجاح تجربة الأذرع الإلكترونية ثلاثية الأبعاد مرتين، حرص ألبرت مانيرو بمساعدة فريقه على تصنيع الملايين من الأذرع الإلكترونية، من خلال تحميل إرشادات المشروع كمحتوى مفتوح المصدر عبر الإنترنت، بحيث يمكن لأي شخص تنزيل المخططات مجانًا ومساعدة أي عائلة ترغب في أن ترى أطفالها عاديين.

"نقلا عن العدد الورقي..."
الجريدة الرسمية