«واشنطن بوست»: كوشنر يبيع الوهم للشرق الأوسط ويخدم مصالح إسرائيل
أكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن الخطة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط ربما تكون "سرابًا"، خاصة بعد التصريحات التي أطلقها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبو، عندما سُأل في جلسة بالكونجرس عن موعد الإعلان عنها ورد ساخرًا: "أعتقد أنها لن تكون قبل 20 عامًا من الآن".
وبحسب الصحيفة فإن ذلك التصريح يشير إلى أن خطة السلام للشرق الأوسط التي طال انتظارها ربما لن تأتي إطلاقا، موضحة أن من ينتظر أن يأتي جاريد كوشنر، صهر "ترامب" ومبعوثه للسلام في الشرق الأوسط أشبه بانتظار "جودو" -وهو مصطلح أمريكي يشير إلى قصة مسرحية انتظر فيها قدوم شخص يدعى جودو ولكنه لم يأت أبدًا-.
وأضافت الصحيفة أن إيمان "ترامب" بإمكانية إيجاد حل للنزاع في الشرق الأوسط أو ما يوصف بــ"صفقة القرن" يعود إلى ما قبل توليه منصبه، وكذلك إيمانه أيضًا بأن كوشنر، الذي ليس لديه خبرة حكومية أو دبلوماسية سيكون الرجل الأفضل لذلك المنصب، وهو ما عبر عنه في تصريحات لصحيفة نيويورك تايمز، قائلا: "أحب أن أكون الشخص الذي يصنع السلام بين إسرائيل وفلسطين، وإذا كانت هناك عملية سلام في الشرق الأوسط لا يمكن لأحد أنه يشرف عليها سوى كوشنر".
وركزت الصحيفة على التسريب الصوتي لكوشنر في 2017م، عندما أخبر المتدربين أنه ليس متأكدا تماما من وجود خطة واضحة للسلام في الشرق الأوسط، ولكنها واحدة من المشكلات التي طلب الرئيس منه التركيز عليها.
وسلطت الصحيفة الضوء على التقارير الإعلامية التي تشير إلى أن الخطة "مكتملة إلى حد كبير" ولكن لن يتم الإعلان عنها إلا بعد الانتهاء من الانتخابات الإسرائيلية في 9 أبريل، موضحة أنه رغم تلك التقارير إلا أن التوقعات تشير إلى إعلان رؤية غير ملموسة، لافتة إلى تقرير لمجلة "بولتيكو" الأمريكية الذي ذكر أن جهود كوشنر تشبه "حلم دون كيشوت بالحلم المستحيل في فيلم رجل لامانشا".
وبحسب الصحيفة فإن كوشنر باعتباره رجل أعمال، يأمل في أن تدفع الظروف الاقتصادية وحدها الفلسطينيين إلى تقديم تنازلات ترضي إسرائيل، في ظل وجود تقارير تشير إلى محاولاته لعمل "مقايضات للأراضي" ضمن الصفقة، رغم إعلان الإدارة الأمريكية أن تلك المعلومات "خاطئة".
وأشارت الصحيفة إلى أن القلق الحقيقي من خطة كوشنر للسلام ليس الشائعات الجامحة التي تدور حول ما تتضمنه، ولكن في الحقيقة تتعلق بما يدور حولها، من تحركات أمريكية تبدو مصممة على الضغط على الجانب الفلسطيني ومعاقبته.
وتتضمن تلك التحركات الأمريكية نقل السفارة من تل أبيب للقدس، وتخفيض تمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، والاعتراف الأمريكي بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، معتبرة أن ذلك الاعتراف جاء لتعزيز مكانة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "صديق عائلة كوشنر" قبل انتخابات 9 أبريل بين الأوساط الإسرائيلية.
وأكدت الصحيفة أن الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان يمكن أيضا أن يكون له تداعيات خطيرة تتمثل في القضاء على فكرة حل الدولتين، والوصول إلى خطة "الدولة الناقصة" للأراضي الفلسطينية التي يدعمها "نتنياهو".
وفي نهاية تقريرها أشارت الصحيفة إلى تصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو عندما سأل عما إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية لا تزال تدعم حل الدولتين فرد: "مواطنو الدولتين وحدهم هم الذين يمكنهم حل ذلك".