رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

علي أمين يكتب: انتظروا عشرين سنة

على أمين
على أمين

في مجلة الجيل عام 1954 كتب الصحفى على أمين "رحل في مثل هذا اليوم 28 مارس 1976" يتنبأ كيف سيكون شكل العالم حولنا في العشرين سنة من عام 1954 إلى عام 1974 فقال:

ستختلف كثيرا العشرين سنة القادمة عن الدنيا التي نراها اليوم.. فقريبا سنعيش على الأزرار في كل شئون حياتنا.

المصنع الذي كان يستخدم 300 عامل وثلاثة مهندسين سيستخدم عشرة عمال و300 مهندس، فالعقل الإلكترونى سيلعب دورا ضخما في إدارة المصانع والشركات والمؤسسات.

وليس معنى ذلك ازدحام المجتمع بالعمال العاطلين، ولكن معناه أن كل شاب يجب أن يدرس ويحصل على الشهادة العليا أو الدبلوم ليجد عملا.

وكنتيجة لعصر الأزرار ستنخفض تكاليف الإنتاج.. فالسيارة التي كانت تكلف مصنع فورد 500 جنيه ستتكلف 100 فقط وسيصبح ملاك الموتوسيكلات ملاك سيارات وسيصبح ملاك السيارات من أصحاب الطائرات.

وستقصر المسافات بين بلاد العالم، ففى العشرين سنة القادمة سيسبق الإنسان سرعة الصوت بمقدار خمس مرات وستقطع المسافة بين القاهرة ونيويورك في نفس الوقت الذي كنا نستغرقه بين القاهرة والإسكندرية.

ولن يفكر الشخص في قضاء عطلة الأسبوع في مصيف سيدى بشر بل سيفكر في مصيف ميامى بأمريكا أو مصيف سوتشي بروسيا.

ستختفى طبقة الخدم في البيوت وستبقى حفنة صغيرة فقط منهم تخدم بالساعة وبذلك ستتولى ست البيت في العشرين سنة القادمة كل الأعمال التي كان يقوم بها الخادم والسفرجى والطباخ والغسالة إلا أنه سيعاونها في ذلك أجهزة اتوماتيكية تدور بالأزرار.

وسيكون في كل بيت عين سحرية ترى فيها ست البيت وهى في المطبخ وجه من بالباب ويمكنها أن تدوس على زر أتوماتيكي فينفتح الباب أتوماتيكيا ليدخل الزائر.

الدنيا القادمة ستكون مرتفعة التكاليف، وستصبح الكماليات من الضروريات وستبحث ست البيت عن وظيفة لسد احتياجات المنزل ،
سيصبح الفلاح مالكا والعامل حاملا لأسهم المصنع الذي يعمل فيه ويحصل نهاية كل عام على أرباح الأسهم التي يمتلكها، وبذلك سيرتفع مستواه إلى مستوى المالك.

ستحدث التجارب الذرية انقلابا ضخما في زيادة المساحات المزروعة.. ستختفي الحدود بين الدول العربية وستتحول دول الشرق الأوسط إلى ولايات متحدة عربية، وستندمج القوميات ويتزوج فتيان الكويت فتيات مصريات، ويتزوج المصريون فتيات عراقيات، ستدخل المرأة البرلمان وستتولى مناصب وزارية.. فقط انتظروا عشرين عاما وتأكدوا من كلامى هذا.
Advertisements
الجريدة الرسمية