رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

يعملن بشكل احترافي.. قصة فتيات ونساء بقنا يصنعن التحف من عظام الجمال (صور)

فيتو

في أقصى قرى الصعيد، وبالتحديد في قرية الكراتية التابعة لمركز قوص، جنوب محافظة قنا، عقارب الساعة تشير إلى الساعة التاسعة صباحًا يدخل نساء وفتيات، ورشة مملوءة بعظام الجمل وبأيديهن أدوات عملهن، وما هي إلا دقائق وتجدهن يجلسن على مقاعد خشبية وأمامهن ماكينات، ويرتدين أقنعة سوداء، وسط رائحة كريهة، ويبدأن الحفر على عظام لعمل مجسمات بأشكال متعددة.


"لقمة العيش صعبة".. بتلك الجملة روت بخيتة محمد، أحد العاملات بالورشة، طبيعة عملهن، وقالت: "نغلي العظام وبعدها تبدأ مرحلة التقطيع، بحسب الأشكال التي يتم الاتفاق عليها، وبعدها يتم صنفرة الأشكال وذلك من خلال ماكينة معدة لهذا الأمر، على أن يبدأ الرسم وتشكيله بشكل نهائي وتلميعه وتجميعه بالشكل المراد تنفيذه".

وأضافت أن أغلب الأشكال والمجسمات التي يتم عملها مستوحاة من خلال البيئة القنائية والصعيدية بشكل عام، مشيرة إلى أن النساء والفتيات يشعرن بالسعادة بعد الانتهاء من أي قطعة رغم الرائحة الكريهة في المكان بسبب العظام.

واستطردت:" نتحمل لأن لقمة العيش صعبة ومرة، والجميع يتحمل هنا العمل ليس صعبًا، السيدة هنا تعمل بنظام اليومية تبدأ عملها في الساعة التاسعة صباحا وتنتهي في تمام الساعة الثانية بعد الظهر".

وأكدت سناء محمد، إحدى العاملات، أن هذه الورشة علمتهم الكثير من الفنون التي كانوا في غفلة عنها، ورغم مشقة التعلم في البداية إلا أنهم أصبحوا في درجة عالية تمكنهم من العمل بشكل احترافي، وخاصة أن هذه المهنة اكسبتهم الكثير من المهارات، مطالبة بضرورة أن يكون هناك كثير من هذه الورش والصناعات التي تهتم بالمرأة والناس في الصعيد.

والتقطت راوية محمود، أحد أبناء مركز قوص، أطراف الحديث وقالت: "النساء في الصعيد يقُدن ثورة صناعية حقيقة وبالتحديد في قرى قنا التي أصبحت نساؤها تقود الكثير من الأعمال والأشغال الخاصة بهن في سابقة تعد الأولى من نوعها في صعيد مصر منذ سنوات ظلت فيه مهمشة ولا تذكر إلا في الثأر وجرائم القتل فقط".

وأكدت حنان ضاحي، إحدى بنات مركز قوص، أنه يوجد في قوص ورش خاصة بصناعات متعددة وهذا الأمر كان غريبًا بالنسبة للنساء والفتيات، منوهة إلى أنه يجب الإكثار من مثل هذه الأعمال، خاصة بعد تعاون المحافظة مع مؤسسات المجتمع المدني ومصانع وورش بأيدي نسائية فقط، لإثبات وجودها وإيجاد فرص عمل لها،لاستكمال حياة البعض منهن الذين يعانون من قسوة الحياة وصعوبة المعيشة كما هو حال الكثير هذه الأيام.
Advertisements
الجريدة الرسمية