رئيس التحرير
عصام كامل

الجولان.. جنة الله في دمشق.. المرتفعات السورية كنز إستراتيجي في الشرق الأوسط.. النفط والمياه العذبة أهم الثروات.. تحتوي على أفضل أنواع «العنب».. والثروة الحيوانية ضمن قائمة الكنوز

فيتو

لن تكون مبالغة إن وصفت الجولان السورية بأنها جنة الله تعالى في الأرض لما تتمتع به من موارد طبيعية وأهمية إستراتيجية منحتها سمات خاصة، جعلت الجميع يتهافت على استغلالها منذ فجر التاريخ، حتى وقعت في أيدي الاحتلال الإسرائيلي عام 1967م.


يحدها من الغرب بحيرة طبرية، ومن الشرق وادي الرقاد الممتد من الشمال إلى مصب نهر اليرموك في الجنوب، الفاصل بينها وبين الأردن.

العموريون
وسيطرت حضارات مختلفة عبر التاريخ على الهضبة السورية، كان أشهرها في الألفية الثالثة قبل الميلاد عندما احتلها العموريون لفترة من الزمن، حتى ظهر الآراميون واستولوا عليها وأقاموا فيها بيوتهم وأقبلوا على زراعة أرضها للاستفادة من خصوبة الأرض، إلى أن أصبحت تابعة لفلسطين حتى عام 1923، عندما تخلت عنها بريطانيا لفرنسا وتحولت في تبعيتها لسوريا مع نهاية الاحتلال الفرنسي 1946م.

زراعة العنب
تتميز الجولان بزراعة العنب بمذاق لا مثيل له في العالم، وتسيطر إسرائيل على مزارعه وتديرها مخمرة بيلتيري المتواجدة في شمال إسرائيل، والتي تشرف على إدارة المزارع وتحصد ثمراتها يوميا لتزيد من أرباح صناعتها، بإنتاج لا يقل عن مائة زجاجة نبيذ سنويا، بنسبة تصل إلى 38% من صادرات النبيذ الإسرائيلية.

ويصنع نبيذ الجولان من نوع «ياريدين» وهو النوع الذي حصل على اعتراف عالمي، وكان أول نبيذ إسرائيلي يمكنه حصد اعتراف دولي، ويتم تسويقه عالميا على نطاق واسع رغم أن بعض الشركات والحكومات في العالم ترفض استيراد المنتجات من شركات منتجة في المستوطنات الإسرائيلية.

وتمتلك الجولان أيضا ثروة حيوانية تضيف إلى أهميتها الاقتصادية، وتتميز الأبقار فيها عن أنواع الأبقار المختلفة في العالم بشكل مميز خاص بها، وقدرتها الطبيعية للتأقلم مع الظروف الجوية بشتى أشكالها، ومناعتها القوية التي تحميها ضد الأمراض والبكتريا، وتميزها بعمليات الولادة السهلة وإمكانية الاستجابة السريعة لعمليات التحسين الوراثي، وتنتشر بالأخص في مناطق "وادي طعيم" و"الحانوت" و"الرفيد"، وتعتمد الثروة الحيوانية في غذائها على المراعي المتوفرة في الجولان ومخلفات المحاصيل، إضافة إلى الأعلاف المركزة.

مياه عذبة
تمثل الجولان مصدرًا هاما أيضا للمياه العذبة، فهي مصدر مياه بحيرة طبريا، الذي تعتبره إسرائيل خزان المياه الإستراتيجي الأول لديها، لكونه يغذيها بثلث مواردها من المياه، بما حول معظم أراضي الجولان إلى أراض خصبة صالحة للزراعة وإنتاج أفضل أنواع النباتات، ولذلك ازدهرت زراعات مثل التفاح والعنب فيها.

وتمتاز الجولان بغزارة الأمطار فيها وبالأخص في فصل الشتاء، وتتباين الأمطار في غزارتها على حسب الارتفاع في شرق وشمال الجولان، وذلك لاعتمادها على الرياح الغربية الممطرة، وتدر كمية الأمطار التي تسقط على الجولان بنحو 1200 مليون متر مكعب سنويا، يتبخر منها قرابة 40% من كميتها ويتسرب لباطن الأرض 35%، بينما تجري الكمية المتبقية في هيئة سيول نحو نهر الأردن وبحيرة طبريا ونهر اليرموك ومسعدة، إضافة إلى الجريان السطحي في الأودية والمجاري والسيول.

يضاف للعوامل السابقة أيضا ثروة الجولان من النفط، والتي تجري إسرائيل عمليات تنقيب فيها منذ عام 2015 عن طريق شركات إسرائيلية وأمريكية، وبحسب مجلة "الإيكونومست" فإن الاحتياطي النفطي فيها يصل تقريبًا لمليارات من براميل النفط، فتتواجد طبقة نفطية في جنوب الجولان سمكها 350 مترًا، بما يمنحها ميزة عن باقي المناطق النفطية؛ لأن متوسط سمك طبقة النفط عالميا 20 أو 30 مترًا بما يوضح أن النفط الجولاني يصل إلى عشرة أضعاف المتوسط في العالم.
الجريدة الرسمية