جلبت أسرار ترامب من تل أبيب.. الصين تخترق إسرائيل بـ«غابة جواسيس»
تحاول إسرائيل خلال الوقت الحالي من خلال مجلس الأمن القومي الخاص بها، مراجعة سياساتها نحو الصين وبعض التقارير الواردة بشأنها وتتعلق بقضايا استخباراتية كبرى.
وزادت بكين خلال العقد الماضي من استثماراتها ومصالحها الاقتصادية والعسكرية في الشرق الأوسط وبالأخص إسرائيل، بينما تجاهلت حكومة الاحتلال متابعة تحركات الصين على أراضيها، حتى أدركت مؤخرا وجود خطر محدق لم تتبين آثاره بعد.
مأزق إسرائيلي
وتقع الحكومة الإسرائيلية في مأزق بسبب وجود اتجاهين متناقضين لديها، الأول سياسة الحكومة الخاصة بتشجيع الاستثمار الأجنبي وخصخصة المرافق الوطنية، وتوسيع الأسواق الدولية للبضائع الإسرائيلية، باعتبارها من الدول المصدرة التي تنظر إلى الاقتصادات المتقدمة في آسيا.
العلاقات الاقتصادية
وأظهر مسح أجرته الاستخبارات الإسرائيلية، أن الاستثمارات الصينية في الشرق الأوسط ارتفعت بنسبة 1.700 مئوية بين عامي 2012 و2017، واستثمر الصينيون 700 مليار دولار ما يقارب من نصفها في مجال الطاقة و150 مليار دولار في مجال البحث والتطوير و113 مليار دولار في الصناعة و103 مليارات دولار في مجال النقل، و68 مليار دولار في المجال العسكري و68 مليار دولار في المجال العسكري و4 مليارات دولار في شكل قروض مالية و155 مليون دولار في صورة مساعدات إنسانية.
ومنذ عام 1992 إلى عام 2017، نمت التجارة الثنائية بين الصين وإسرائيل من 50 مليون دولار إلى 13.1 مليار دولار، مما يجعلها أكبر شريك تجاري لإسرائيل في آسيا وثالث أكبر شريك تجاري لها في العالم بعد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وفي النصف الأول من عام 2018، بلغت واردات الصين من إسرائيل 2.77 مليار دولار، بزيادة قدرها 47 في المائة مقارنة بنفس الفترة من عام 2017.
الحفاظ على البنية التحتية
أما الاتجاه الثاني المتناقض لدى الحكومة الإسرائيلية فيتمثل في الدفاع عن الأصول والبنية التحتية الوطنية والإستراتيجية من السيطرة عليها والاستيلاء عليها من قبل الحكومات والشركات الأجنبية، حتى لو لم تكن معادية لإسرائيل.
وبسبب اقتصاد التكنولوجيا الفائقة، تواجه إسرائيل أيضًا المشكلة الحساسة المتمثلة في التجسس الأجنبي وسرقة تقنياتها المتقدمة، وبحسب مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية عززت روسيا والصين في السنوات الأخيرة من جهود التجسس في إسرائيل، لا سيما للوصول إلى شركات التكنولوجيا الإسرائيلية المملوكة للدولة والقطاع الخاص، ومن خلالهما إلى الولايات المتحدة.
مراكز الاستهداف الصيني
واستهدفت الصين أكبر مصدرين للسلاح في إسرائيل، شركة "إسرائيل لصناعة الطيران" و"صانع الأسلحة رافائيل"، إلى جانب شركة "Elbit Systems."، وهي شركات مملوكة للدولة، ولديها فروع في الولايات المتحدة تساعد في تصنيع الأسلحة الإسرائيلية الأكثر تطورًا، بما في ذلك الصواريخ وإلكترونيات الطيران، وهذه التصاميم والأسرار التجارية مطمعا من قبل وكالات الاستخبارات والحكومات في جميع أنحاء العالم.
وكشفت التحقيقات التي أجرتها وكالات مكافحة التجسس الإسرائيلية أن المتسللين الصينيين كانوا مهتمين بشكل خاص بعلاقات الشركات الإسرائيلية مع مسئولي الدفاع الأمريكيين، وتتعاون الشركات الإسرائيلية مع نظرائها الأمريكيين مثل رايثيون وبوينج ولوكهيد مارتن في المشاريع العسكرية المشتركة، والتي تشمل طائرات F-16 وF-35 وأنظمة الدفاع الصاروخي المضادة للصواريخ الباليستية، ومن الواضح أن الصين تنظر إلى إسرائيل على أنها باب خلفي يمكنها من خلالها الوصول إلى البرامج الأمريكية السرية واختراقها.
وبحسب المجلة فإن إسرائيل تعتبر قوة دولية عندما يتعلق الأمر بالحرب الإلكترونية، وتعتبر ذات أهمية قصوى بالنسبة لموسكو وبكين، في حال تمكنوا من سرقة أحدث التقنيات الأمر الذي قد يؤدي إلى حدوث فوضى في الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية.
ولدى روسيا والصين سفارات كبيرة في تل أبيب، والتي تعمل كمراكز لتعزيز مصالحها، وحتى وقت قريب، كانت الصين مهتمة بشراء قطعة أرض في حي هرتسليا بيتواش الفاخر لسفارتها الجديدة، والتي تقع بالقرب من مقر الموساد ومقر وكالة الاستخبارات العسكرية، شمال تل أبيب.