رئيس البرلمان يوضح لـ«السادات» حقيقة ملاحظاته على التعديلات الدستورية
قال الدكتور على عبدالعال رئيس مجلس النواب، معقبًا على حديث محمد أنور السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية، الذي أعلن رفضه للتعديلات الدستورية المقدمة من 155 نائبًا برلمانيا (أكثر من خُمس عدد أعضاء مجلس النواب): إننى "أولا احترم حريتك في إبداء رأيك بكل حرية وبدون أي تضييق".
وتابع: "الحوار المجتمعي الذي يجري في هذه القاعة ليس حوارًا شكليًا أو صوريًا، بل هو حوار حقيقي، وكما قلت استمعنا للجزء الفني من أساتذة الجامعات والقانون الدستوري ورجال القضاء ونستكمل اليوم بسماع رأي الأحزاب السياسية وقادة القوى السياسية داخل المجتمع".
وذلك بعد أن ختم السادات كلمته بدعوة المواطنين للنزول في الاستفتاء على التعديلات الدستورية بعد إقرارها بصيغتها من مجلس النواب، سواء بقول "نعم أو لا"، قائلًا:"ادعو الناس للنزول للمشاركة بإيجابية سواء قالوا نعم أو لا، لأنه واجب وطني، ولازم الناس تدلي برأيها وما ستنتهي له نتيجة الاستفتاء الجميع سيتحمل هذا".
وأضاف عبدالعال خلال كلمته بجلسة الحوار المجتمعي الرابع بمجلس النواب، بحضور الأحزاب السياسية، حول التعديلات الدستورية: "أيضا سنستمع للشخصيات العامة غدا، وأيضا قيادات المجتمع المدني وأستطيع أن أزعم أننا استمعنا للجميع، وبالتالي ليس لدينا اقتراحات مُعلبة، والدليل أننا استمعت لرجال القضاء وهواجسهم، وأرسلت إليهم رسالة تطمينية أن قلت (رسالتكم قد وصلت)، وأستطيع أن أقول إن حياتى المهنية منذ بدأت وكيل نيابة تعتمد على السماع وتبادل الآراء".
واستكمل عبدالعال: "وأشكرك على تأكيدك على سلامة الإجراءات التي اتخذها المجلس تجاه هذه التعديلات بأنها المطابقة للمادة 226 من الدستور، وهذا يُحسب للمجلس وأيضًا لكل الأعضاء فيه، واطمئنك تمامًا أن المحررين البرلمانيين في القاعة ينقلون كل حرف وكل كلمة وكلمتك ستكون في كل وسائل الإعلام وهذا دليل أنه ليس هناك تعتيم والدولة التي اذكرها أنا والجميع بكل ما فيها وهواجسها والتي ظلت قابضة لمدة 30 سنة ودعت من كل دول العالم والتاريخ لن يكون هناك".
وحول الصياغة النهائية للتعديلات الدستورية المقترحة، أوضح الدكتور على عبدالعال، أننا من هذا الحوار نحاول أن نصل إلى أفضل الصياغات للتعديلات، لذلك ننشد التوافق المجتمعي.
وقال رئيس البرلمان: "الحمد لله الجميع يشهد أن البلاد مستقرة وليست مثل الدول الأخرى، التي كانت تزعم أنها مستقرة، وكشفت الأحداث أنها غير قادرة على السيطرة، ولم يفكر أحد أن الضفة الأخرى من البحر المتوسط تهتز كما كان يحدث عندنا في السابق، ونحن نعيش في دولة مستقرة والجميع يشهد به، وهذا الاستقرار ما كنا لنستطيع أن نصل إليه إلا بإخلاص أبناء هذا الوطن ورجاله القائمين على الأمن، والكل رأى ما كان يحدث في هذه الدولة، وأنت رأيت وأنا رأيت، وكانت كل شوارع القاهرة كانت تفترض من كل الناس".
وحول الظروف الاقتصادية لمصر قبل تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي للحكم، قال الدكتور على عبدالعال، موجهًا حديثه لـ"السادات": "أنت رأيت وأنا رأيت والجميع رأي أن الناس تتوقف عن الخروج من بيوتهم لأن معهمش فلوس، وكنا مصنفين أننا دولة فاشلة، وكل الأبحاث والمؤسسات المالية والاقتصادية قالت كده.
وتابع: أعتقد أننا على الطريق السليم، لم أقل إن الطريق إلى الديمقراطية قد انتهى، إحنا بنبني نظام ديمقراطي، ولا أحد يستطيع أن يقول إننا وصلنا لنهاية طريق الديمقراطية، وكنت حريصا أسمع رأي حضرتك، ورأي الأخ الفاضل الدكتور محمد فريد زهران، وهذا دور مجلس النواب، لمناقشة هذه التعديلات، وأعلم أنك متابع جيد، وكان هناك رفض وانتقاد وأحيانًا بلا سقف، ولازم يبقي في رأي ورأي آخر".
وردًا على انتقاد السادات للحرية في وسائل الإعلام، أكد رئيس مجلس النواب، إن وسائل الإعلام التقليدية لم يصبح دورها كما كان قبل كده، وسائل التواصل الاجتماعي أصبح دورها أكبر ولا هناك حظر ولا سيطرة على فيس بوك وتويتر، وأصبح أي حد يقدر يصنع تليفزيونه من مكانه.
وحول الأمور الخاصة بقانونى الأحزاب والانتخابات، أوضح "عبدالعال" أن دور الأحزاب هو تنوير الشباب، وكنت أتمنى تعديل قانون الأحزاب، مطالبًا بتقديم دعم مالي للأحزاب خاصة التي تقوم بتمكين الشباب في مقاعد البرلمان وغيره هذا هو الدور الحقيقي لها، وتتخوف من قانون الانتخابات، أقول أنه سيتم مراعاة اتفاقه مع الدستور، ولابد أن يكون فيه مساحة لتبني نظام انتخابي، عندما يأتي من يخرجون منه للمجلس يعكس كل المكونات السياسية داخل المجتمع، وكنا نتخوف من ذلك.
وحو المادة الانتقالية لرئاسة الجمهورية، أكد الدكتور على عبدالعال لـ"السادات": "تتخوف من المادة الانتقالية وهى مادة مؤقتة، قلت في البداية إن الحظر الوارد في المادة 226، يتناول البرلمان ولا يتناول من الكتل في النقصان أو الزيادة، والمادة كانت مطروحة في لجنة العشرة ولجنة الخمسين لصياغة الدستور، لدعم السلطة التنفيذية وتقويتها وليس لإضعافها، وكان النظام يذهب للرئاسي وليس البرلماني، والتخوف كان يطارد لجنتي العشرة والخمسين، وبالتالى استقر على الرئاسة، وهذه المادة معقدة وليست ممتدة والدستور حريص على المدتين وليس هناك توريث وليس هناك على الإطلاق بقاء في السلطة، الجميع يعلم وحضرتك تعلم وكنت من الرموز البارزة في 2011.
وشدد عبدالعال، على عزوف الرئيس عبدالفتاح السيسي، على الترشح للانتخابات في دورته الأولى، قائلًا: "الرئيس السيسي عازف عن الحكم وذهب الجميع إليه وقت ما كان وزير دفاع، وظلوا يترجونه للترشح لفترة طويل، وعلى فكرة قبلنا في فترة صعبة جدا جدا، وأنا رئيس مجلس النواب وأعرف الظروف الاقتصادية وأعرف ما كان موجودا في الخزانة العامة، مضيفًا:"مش هقدر أقول أنه لم يكن كافيا لبعض الشهور، ولكن من يتحمل هذه المهمة في هذه الظروف ليس راغبا في السلطة، لذلك لا توريث على الإطلاق ولا بقاء في الحكم لمدة 20 و30 سنة تماما".
وفي نهاية كلمته للرد على محمد أنور السادات، قال الدكتور على عبدالعال: "أنا سعيد بسماع وجهة نظرك".