رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل المباحثات المصرية البلغارية.. توقيع مذكرات تفاهم في مجال تطوير المناطق الصناعية.. الرئيس البلغاري: بناء 14 مدينة جديدة «نموذج للنجاح».. مدبولي: تشكيل مجلس أعمال مشترك بداية تعاون قوي

فيتو

استقبل الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، رومان راديف، رئيس جمهورية بلغاريا والوفد المرافق له، لبحث سبل تعزيز العلاقات بين البلدين، بحضور الدكتورة سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، والدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والمهندس عمرو نصار، وزير التجارة والصناعة، والمهندس كامل الوزير، وزير النقل، والسفير مؤيد الضلعي، سفير مصر لدى بلغاريا. 

٩٠ عاما علاقات
وفي مستهل الاجتماع، رحب رئيس الوزراء برئيس جمهورية بلغاريا والوفد المرافق له، معربًا عن تقدير مصر لتلك الزيارة المهمة خاصة في ظل ما يتمتع به البلدان من علاقات تاريخية منذ أكثر من 90 عامًا، مُشيرًا إلى تطلعه أن تسهم الزيارة في تدعيم أطر التعاون القائمة في مختلف المجالات، واستغلال الفرص المتاحة من جانب مسئولي البلدين ومجلس الأعمال المشترك في تحقيق نتائج ملموسة وزيادة حجم التبادل التجارى الذي لا يتجاوز مليار دولار حاليًا وفتح أسواق جديدة.

ومن جانبه، أعرب راديف، عن سعادته بزيارة مصر خاصة في ظل ما لمسه من كرم الضيافة والترحاب منذ وصوله، مشيرًا إلى تقدير بلاده للعلاقات التاريخية التي تجمع البلدين الصديقين، خاصة وأن مصر هي أول دولة عربية تم تدشين علاقات دبلوماسية معها.

وأشاد رئيس جمهورية بلغاريا بالجهود التي تبذلها مصر في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا خاصة الجهود التي تهدف إلى إعادة الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط في ظل التحديات الحالية التي تعاني منها مختلف الدول.

فرص التعاون
وأكد رئيس جمهورية بلغاريا أن هناك فرصا عديدة وواعدة في مصر يمكن استغلالها للتوسع في أطر التعاون القائمة بين البلدين في مختلف المجالات مثل النقل والاتصالات، ودعم المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، والتعليم من خلال تعاون جامعات البلدين والتوسع في برامج التبادل الطلابي، هذا فضلًا عن تعظيم الاستفادة من الموقع الإستراتيجي للبلدين في فتح أسواق جديدة لهما وزيادة حجم التبادل التجارى، حيث تمثل مصر بوابة بلغاريا إلى السوق الأفريقي، وتمثل بلغاريا بوابة لمصر إلى السوق الأوروبي.

علاقات ثنائية
وخلال الاجتماع، أشادت الدكتورة سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، بحالة الزخم التي تشهدها العلاقات الثنائية في الفترة الأخيرة، خاصة وأنه تم توقيع عدد من مذكرات التفاهم على هامش انعقاد الدورة الأولى للجنة الوزارية المشتركة المصرية البلغارية للتعاون الاقتصادي التي عقدت في شهر فبراير الماضي، مُعلنة تطلعها إلى أن تشهد الفترة القادمة توقيع مزيد من الاتفاقيات بين البلدين في ظل التنسيق المتبادل بين المسئولين.

كما أكد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، على استعداد مصر للتعاون مع بلغاريا في مجال الاتصالات، خاصة وأن مصر حريصة على تبادل الخبرات في مجال برامج رفع القدرات والتي ستسهم بالتبعية في تعظيم الاستفادة من الموارد البشرية وتحقيق نتائج أفضل، معربًا عن تطلعه إلى التواصل مع الشركات البلغارية العاملة في مجال الاتصالات للتوسع في إقامة المشروعات المشتركة التي تهدف إلى دعم المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر.

وأوضح المهندس عمرو نصار، وزير التجارة والصناعة، أنه تم تبادل الآراء والخبرات مع الوفد المرافق لرئيس الجمهورية البلغارى للتعاون في مختلف المجالات خاصة في التخصصات التي يتمتع بها الجانب البلغاري بميزة نسبية ومن بينها صناعة السيارات وقطع الغيار الخاصة بها، وذلك في ظل الحرص المتبادل بين مسئولي البلدين على تعظيم الاستفادة من الخبرات المتبادلة.

النقل البحري
وأعرب المهندس كامل الوزير، وزير النقل عن تطلعه إلى تحديث الاتفاق الموقع بين البلدين في مجال النقل البحرى منذ عام 1969، خاصة وأن الجانب البلغاري وافق على الملاحظات المصرية المطلوب إدخالها عليه، مُعربًا عن أمله في أن يتم التوقيع عليه في الفترة المقبلة بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين، في ظل عضويتهما في المنظمة البحرية الدولية.


مذكرة تفاهم
وشهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، والرئيس البلغاري، رومان راديف، مراسم توقيع مذكرة تفاهم بين الهيئة العامة للتنمية الصناعية، والشركة الوطنية البلغارية للمناطق الصناعية، وهي شركة حكومية تتبع وزارة الاقتصاد البلغارية، وذلك في مجال تعزيز التعاون الصناعي بين مصر وبلغاريا فيما يتعلق بإنشاء وإدارة المناطق الصناعية خاصة بنظام المطور الصناعي.

ووقع عن الجانب المصري المهندس مجدي غازي، رئيس الهيئة العامة للتنمية الصناعية، وعن الجانب البلغاري أنطوانيتا بيرس، المدير التنفيذي للشركة الوطنية للمناطق الصناعية البلغارية.

وقال المهندس عمرو نصار، وزير التجارة والصناعة، أن مذكرة التفاهم تستهدف توسيع نطاق التعاون بين الجانبين لتبادل المعلومات والخبرات في مجال تطوير المناطق الصناعية، وتنظيم أنشطة مشتركة وزيارات متبادلة على المستوى الرسمي وعلى مستوى رجال الأعمال للتعرف على الفرص الاستثمارية المتاحة في كلا البلدين، وتنفيذ برامج تدريب مهني في مجال الصناعة، وجذب استثمارات صناعية، بالإضافة إلى طرح آليات فعالة لجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، فضلًا عن تشجيع البحث وتنفيذ مشروعات استثمارية ذات اهتمام مشترك.

وأضاف أن المذكرة تتضمن ايضًا الاتفاق على تعميق التعاون الصناعي في مجالات التقنيات المتقدمة، والإلكترونيات، والصناعات الهندسية، والصناعات الغذائية، وصناعة الآلات والمعدات، والصناعات الكيماوية، إلى جانب تبادل المعلومات حول فرص الاستثمار الصناعي في كلٍ من البلدين، وتبادل الخبرات في مجال تملك الأراضي الصناعية، وتنظيم الأنشطة المشتركة وبرامج التدريب المهني في مجال الصناعة. ولفت نصار إلى أن الاتفاقية تعكس رغبة الجانبين في تعزيز وتحسين التعاون الصناعى بما يخدم منظومة النمو الاقتصادى بمصر وبلغاريا.

جدير بالذكر أن الشركة الوطنية البلغارية تُعد الجهة المسئولة عن تطوير المجمعات الصناعية وإدارة المناطق الصناعية التابعة للدولة.

مشروعات مشتركة
وعلى هامش حضوره والرئيس البلغاري رومان راديف، مراسم توقيع مذكرة تفاهم بين مصر وبلغاريا بمقر الهيئة العامة للاستثمار، ألقى الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، كلمة رحب فيها بالزيارة المهمة التي يجريها الرئيس البلغاري ووفد الشركات البلغارية المرافق له لمصر، معربًا عن تطلعه لأن تكون تلك الزيارة نقطة تحول في علاقات البلدين اللذين تربطهما علاقات دبلوماسية منذ أكثر من ٩٠ عامًا.

وأكد مدبولى تطلع مصر لتعزيز التعاون مع بلغاريا ليشمل إقامة مشروعات مشتركة، لا سيما في ضوء ما يمتلكه القطاع الخاص في البلدين من إمكانات كبيرة وواعدة.

كما أشار رئيس الوزراء إلى وجود فرص للتعاون بين مصر وبلغاريا في دول أخرى سواء في أوروبا أو أفريقيا.

واختتم الدكتور مصطفى مدبولى حديثه بالإعراب عن أمله في أن يكون تأسيس مجلس الأعمال المشترك بداية لمزيد من التعاون بما يعود بالنفع على شعبي مصر وبلغاريا.

الإسكان الاجتماعي
من جانبه، أعرب الرئيس البلغاري رومان راديف عن اعتزازه وفخره بالتواجد في مصر على رأس وفد رفيع المستوى يضم أيضًا شركات ورجال أعمال.
وأضاف أن تعزيز العلاقات بين الدول يتطلب إرادة سياسية، وأنه يستطيع أن يقول بكل تأكيد إن تلك الإرادة موجودة بقوة، لا سيما في ظل ما لمسه خلال لقاءاته بالرئيس السيسي ورئيسى البرلمان والوزراء.

وأشار رئيس بلغاريا إلى أن ارتفاع مستوى مشاركة مجتمع الأعمال والقطاع الخاص من البلدين في اجتماعات اليوم (٣٦ شركة بلغارية و٨٦ شركة مصرية) يعكس حجم تحمس القطاع الخاص في تعزيز التعاون.

وأشاد الرئيس البلغاري ببرنامج الإسكان الاجتماعي الذي تتبناه الحكومة المصرية، قائلًا: إنه شيء لا يصدق أن يتم العمل على بناء مليون وحدة سكنية، و١٤ مدينة جديدة، وهو ما يمثل نموذجًا للنجاح يجب على الشركات البلغارية الاستفادة منه.

واختتم الرئيس البلغاري حديثه بدعوة مجتمع الأعمال لأن يحولوا أفكارهم إلى خطط تنفيذية على الأرض، معربًا عن تطلع بلغاريا لزيارة الرئيس السيسي.
الجريدة الرسمية