اتركوا الأمم المتحدة لترامب و«إسرائيل»!
ليس في الأمر مطلب خيالي.. بل واقعي جدا وإليكم التفاصيل: عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية بدأ العالم أمام واقع جديد.. دول منتصرة في الحرب لها دور كبير في السياسة الدولية.. انتهى دور منظمة "عصبة الأمم"، وكان لابد من إعلان وفاتها وبناء منظمة دولية جديدة تعبر عن نظام عالمي جديد فكانت منظمة "الأمم المتحدة" الموجودة حتى الآن!
حصل المنتصرون في الحرب على حق الفيتو بمنطق يقول أن هذه الدول تقوم بدور أكبر من غيرها في حفظ الأمن الدولي، سواء من خلال قواتها المنتشرة في كل مكان، أو من خلال إنفاقها على عمل المنظمة الدولية، وبعد سنوات طويلة فرضت الصين نفسها على المجتمع الدولي وامتلكت السلاح النووي مع كتلة سكانية ضخمة كان لابد أن تحصل معها على حق "الفيتو"، ثم سار العالم إلى نظام القطبين الأعظم الاتحاد السوفيتي من جانب والولايات المتحدة من جانب آخر!
بعد فترة أو قولوا قبل فترة طرحت بعض الدول فكرة توسيع مجلس الأمن وحق "الفيتو"، وأن دولا عديدة تستحق الحصول على حق الفيتو منها مثلا الهند.. ثم أوقفت باكستان الأمر.. والبرازيل.. ثم قالوا إن دولة أفريقية تستحقه ورشح البعض مصر ورشح البعض الاخر جنوب أفريقيا..
الآن لا تم توسيع مجلس الأمن وحق "الفيتو"، ولا تم احترام حقوق الدول الفقيرة، وكل دول الجنوب، ولا تم وضع تطور نظام القطبين إلى نظام القطب الواحد، والآن تبدو ملامح نظام متعدد الاقطاب، ولم تعد أمريكا وحدها سيدة العالم، بل عادت روسيا وتقدمت الصين، و"تقاوح" أوروبا في الأمر..
نقول: بدلا من وضع ذلك كله في الاعتبار يحدث العكس.. وتقوم الولايات المتحدة بإهانة الأمم المتحدة وتدهس قراراتها تحت الاحذية!، وتطعن في مقتل في شرعية المنظمة الدولية التي فقدت الآن شرعيتها وأسباب وجودها!، كانت تفعل ذلك باستخدام حق "الفيتو" وكنا نقول إنها تمارس حقها المنصوص عليه في ميثاق المنظمة حتى لو أساءت استخدامه.
أما الآن فتلقي قرارات الأمم المتحدة نفسها في صندوق القمامة!
على كل المتضررين مما يجري مغادرة الأمم المتحدة.. فلا البقاء فيها يوفر أمنا ولا البقاء خارجها يهدد أمن أصحابها.. سويسرا ليست في الأمم المتحدة ودول أخرى وربما كانوا أكثر أمنا من غيرهم!.. اتركوها لترامب وإسرائيل.. وأسسوا مع من يحترمكم منظمة أخرى.. يرحمكم الله!