رئيس التحرير
عصام كامل

هروب واغتيالات.. سيناريوهات تعامل الاحتلال مع غزة بعد ليلة الصواريخ

فيتو

بعد ليلة عاصفة استهدف فيها الطيران الإسرائيلي قطاع غزة وردت المقاومة على ذلك برشقات صاروخية على المستوطنات الإسرائيلي انتهت بوقف لإطلاق النار يسعى كل طرف من أطراف الصراع إلى تحديد شكل السيناريو المقبل هل ستشن إسرائيل عملية عسكرية أم ستكتفي بالعمليات الخاطفة فوق سماء غزة في محاولة لحفظ ماء الوجه من قبل حكومة الاحتلال أمام المستوطنين بعد إطلاق الصواريخ من غزة.


من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي الثلاثاء، إنه في الساعتين الأخيرتين، هاجمت قواته الجوية أهدافًا إضافية في مجمع عسكري تابع لحماس في دير البلح بوسط قطاع غزة، وهاجمت الدبابات وطائرات الهليكوبتر العسكرية عدة أهداف عسكرية لنفس الحركة، وأضاف الجيش في بيان له أن هذه الهجمات بالإضافة إلى العشرات من مثيلتها خلال الـ 24 ساعة الماضية، تأتي ردًا على إطلاق الصاروخ شمال تل أبيب، كما حمل حماس مسئولية كل ما يحدث داخل ومن قطاع غزة، وأكد البيان أن الجيش الإسرائيلي مصمم على ما أسماه الدفاع عن مواطني إسرائيل، والاستعداد لمختلف السيناريوهات وتكثيف أنشطته حسب الحاجة، في المقابل تؤكد المصادر الفلسطينية أن التصعيد سيتوقف إذا توقفت إسرائيل عن الهجوم.

استبعاد التوغل البري

التوقعات تشير إلى أنه على الرغم من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي في خضم معركة انتخابية حامية الوطيس يريد خلالها إثبات قوته ضد حماس أمام جمور اليمين الإسرائيلي المستهدف أصواته في الانتخابات إلا أنه لن يجرؤ على خوض عملية عسكرية برية في غزة، وقال الإعلام الإسرائيلي إن نتنياهو تحدث عن التصعيد بغزة بعد إصرار الصحفيين الإسرائيليين بتوجيه أسئلة له حول الوضع، مشيرًا إلى أن نتنياهو حاول التركيز فقط على قضية الجولان بعد الاعتراف الأمريكي بسيادة إسرائيل عليها، كما أنه لم يرد على أسئلة الصحفيين حول احتمال توغل إسرائيل وشن عملية برية في قطاع غزة.

واكتفى نتنياهو، الذي اختصر زيارته لواشنطن بعد اجتماع مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في ضوء الأحداث مع غزة، بأن يطلق تحذيرات واهية لحماس، ويمجد في نشاط الجيش الإسرائيلي وقال إن رد الجيش الإسرائيلي على إطلاق الصواريخ الذي انفجر في منطقة شارون كان "قويًا جدًا"، وحذر نتنياهو بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية اليوم الثلاثاء، حركة حماس قائلًا: "يجب أن تعلم حماس أننا لن نتردد في الدخول واتخاذ الخطوات اللازمة"، وجاءت تصريحات نتنياهو خلال ركوبه الطائرة المتجه من واشنطن إلى مطار بن جوريون الإسرائيلي، وقال نتنياهو الذي كان برفقة زوجته سارة قبل ركوب الطائرة في قاعدة أندروز العسكرية بالقرب من واشنطن، أنه بعد الهبوط مباشرة في مطار بن جوريون، سيجري مناقشات أمنية في إسرائيل لمتابعة التطورات.

سياسة الاغتيالات

ولكن ربما تلجأ إسرائيل إلى سياسة الاغتيالات فربما تتمكن القوات من استهداف شخصية كبيرة في قطاع غزة لها ثقل كنوع من تهدئة الشارع الإسرائيلي، ودعت وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية ميري ريجف، إلى العودة لسياسة "الاغتيالات" ضد قادة فلسطينيين، وقالت ريجيف لإذاعة الجيش الإسرائيلي: "علينا العودة لسياسة القتل المستهدف".

من جانبه، كتب المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر صفحته على "تويتر": "يعزز الجيش الإسرائيلي حالة الاستعداد والجاهزية في المجالات الهجومية والدفاعية لسيناريوهات متنوعة".

ويشير المراقبون في إسرائيل إلى أن الحكومة الإسرائيلية لا تريد في الوقت الراهن في خضم حملة انتخابية أن تشارك في عملية عسكرية تصبح فيها الحكومة ساحة معركة، وقد ترتكب العديد من الأخطاء لأسباب انتخابية، لأن ثمن الأخطاء معروف من الذي سيدفع ثمنه، وبالتالي سيحاول رؤساء المؤسسة الأمنية، بمن فيهم رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الجيش، بنيامين نتنياهو، تجنب مواجهة عسكرية كبيرة قدر الإمكان في قطاع غزة، ربما سيحرصون على عدم تجاوز العتبة التي سيشعر سكان غزة بعدها بأنهم ملزمون بالرد بالقذائف الصاروخية على محيط غزة وأيضًا باتجاه تل أبيب، في إشارة إلى توقعات ضبط النفس الإسرائيلي وهو من بين السيناريوهات المطروحة أيضًا.
الجريدة الرسمية