رئيس التحرير
عصام كامل

قمة «مصرية - بلغارية» في الاتحادية.. الرئيسان يبحثان تحقيق المصالح المشتركة.. تعزيز التعاون الاقتصادي.. مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية.. والتوصل لحلول سياسية لأزمات الشرق الأوسط

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

يعقد الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الثلاثاء جلسة مباحثات رومن رداف رئيس جمهورية بلغاريا لبحث سبل تعزيز التعاون ومناقشة القضايا المشتركة بين البلدين حيث تعد مصر أهم شريك اقتصادي وتجاري لبلغاريا في الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث تشهد زيادة في تبادل السلع بين البلدين وأن صوفيا تولي اهتماما كبيرًا بالتعاون مع مصر في مجال الطاقة


تعزيز العلاقات الثنائية
ومن المقرر أن تشهد المباحثات سبل تعزيز العلاقات الثنائية في العديد من القطاعات، وأوجه التعاون الثنائي في شتى المجالات، خاصة التجارية والاقتصادية، حيث إن مصر تعد من أكبر الشركاء التجاريين لبلغاريا في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا فضلا عن تطوير علاقات تعاون كاملة تفيد الطرفين في جميع المجالات محل الاهتمام وهي مجالات الاقتصاد والزراعة والأمن والسياحة والثقافة والتعليم والصحة وغيرها.

التنسيق والتشاور
كما من المقرر أن تشهد استمرار التنسيق والتشاور لتطوير التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين، وبما يساهم في تحقيق مصالحهما المشتركة واستعراض سبل دفع العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصة على صعيد التعاون في المجال الأمني وتبادل المعلومات، فضلًا عن الصعيد الاقتصادى في ظل الجهود المصرية لتحسين مناخ الأعمال ولتشجيع القطاع الخاص وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، والفرص التي توفرها المشروعات التنموية الكبرى الجارى تنفيذها، خاصة محور قناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة.

أزمات المنطقة
ومن المقرر أن تشهد استعراض عدد من الملفات ذات الصلة بالأوضاع الإقليمية، وسبل التوصل لحلول سياسية لأزمات المنطقة فضلا عن عرض رغبة بلغاريا في تطوير وتعزيز علاقاتها مع مصر، فضلًا عن كونها ركيزة أساسية لاستقرار وأمن منطقة الشرق الأوسط والبحر المتوسط والتوافق على تكثيف التشاور السياسي والتنسيق بين البلدين في ضوء ما تشهده المنطقة من تزايد التحديات الأمنية، ولاسيما اتساع دائرة خطر الإرهاب وامتدادها من الشرق الأوسط إلى أوروبا والبلقان وبحث ظاهرة الهجرة غير الشرعية والجريمة العابرة للحدود فضلا عن بحث تفعيل اللجنة المشتركة التي تضم الوزراء المختصين من الجانبين برئاسة وزيري الخارجية وتفعيل منتدى الأعمال المصري البلغاري، وذلك في ضوء الطفرة التي تشهدها حركة التجارة بين البلدين مع اقتراب الميزان التجاري من مليار يورو.

وترصد «فيتو» أبرز المعلومات عن العلاقات المصرية البلغارية:
تعتبر مصر من أوائل الدول العربية التي بدأت علاقتها مع بلغاريا حيث بدأت العلاقات بين البلدين منذ أكثر من 90 عامًا كما تبادلت مصر وبلغاريا التمثيل الدبلوماسي بينهما على مستوى قنصلي في عام 1925 وتطور إلى مستوى المفوضية في 1929 ثم رفع إلى مستوى السفراء عام 1957.

بلغاريا لديها سفارة في القاهرة ومصر لديها سفارة في صوفيا وكلا البلدين أعضاء في الاتحاد من أجل المتوسط كما تتشابه البلدان إلى حد كبير خاصة في المجال السياحي حيث تعد بلغاريا أحد المقاصد السياحية المهمة في أوروبا على مدار العام في ظل وجود العديد من المنتجعات السياحية سواء على شاطئ البحر أو في الجبال حيث تمتاز بطبيعة خلابة.

وتتوافق الرؤى بين الجانبين على أهمية توثيق التعاون الثنائي في المجالات ذات الاهتمام المشترك ومن بينها الصحة والزراعة وصناعة الدواء، فضلا عن أهمية الحفاظ على دورية عقد اللجان المشتركة لتنشيط العلاقات الثنائية.

كما التقى الرئيس السيسي رئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف، على هامش مشاركة الرئيس السيسي في فعاليات الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة كما استقبل الرئيس السيسي رئيس وزراء بلغاريا بقصر الاتحادية نهاية 2018

وقطعت العلاقات الدبلوماسية بين مصر وبلغاريا مرتين، الأولى عندما قررت بلغاريا خوض الحرب العالمية الثانية بجوار ألمانيا، وأعيدت العلاقات عام 1947 والثانية عام 1978 بقرار من الرئيس الراحل أنور السادات في إطار التوتر الذي شاب العلاقات المصرية مع المعسكر الشرقي آنذاك وأعيد استئنافها في ديسمبر 1984.

وتميزت مرحلة ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي بتباعد كل بلد عن الآخر نظرا للانشغال بدوائر الاهتمام الجغرافي المباشرة والعمل على استعادة التوازن الدولي وفقًا للنظام العالمى الجديد وقد شهدت تلك الفترة العديد من التقلبات والمتغيرات الإقليمية التي لم توفر المناخ الملائم للعمل على توطيد العلاقة.

وفي عام 2005 ومع تولي الحزب الاشتراكي البلغاري مقاليد السلطة في بلغاريا، فضلا عن مقعد الرئاسة الذي يشغله مرشح الحزب منذ عام 2002 بدأت بلغاريا تعيد النظر في العديد من الملفات الخارجية لا سيما العمل على إعادة نسج العلاقة القوية التي ربطتها تاريخيا بالعالم العربي وعلى رأسه مصر.

وتتسم العلاقات الاقتصادية المصرية البلغارية بالقوة والزخم وهذا ما عبر عنه ليوبومير بوبوف سفير بلغاريا بالقاهرة بقوله إن مصر أصبحت أهم شريك تجاري واقتصادي لبلغاريا في الشرق الأوسط وأفريقيا وتتمثل أهم الواردات المصرية من بلغاريا في: المعدات والأجهزة الكهربائية الأخشاب وقطع الغيار للمصانع، والمنتجات الغذائية والألبان في حين تتمثل أهم الصادرات المصرية في: المنتجات المعدنية، ومنتجات الغزل، وبعض الزراعات والأرز، والمنسوجات، والملح، كما يمثل التعاون الثقافي بين مصر وبلغاريا ركنًا أساسيًا من أركان التعاون المشترك بين البلدين ويوجد معدل جيد لتبادل الزيارات بين الفرق الفنية والرياضية المصرية والبلغارية بهدف المشاركة في الفعاليات والتظاهرات الثقافية والبطولات الرياضية.
الجريدة الرسمية