«التعليم» ترسب في «امتحان التابلت».. وقف التجربة لحين الانتهاء من البنية التكنولوجية.. غضب طلاب أولى ثانوي وأولياء أمور يطالبون بإلغاء التراكمية.. والوزير: «اكتفينا بما حدث في
تسبب فشل وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني في أول اختبار فعلي لتجربة استخدام التابلت في امتحانات الصف الأول الثانوي في صدمة للشارع المصري.
وارتفعت الأصوات المطالبة بمحاسبة المقصرين والمتسببين في الحال الذي ظهرت عليه منصة الامتحانات الإلكترونية للصف الأول الثانوي، خاصة بعد عدم قدرة الطلاب على الدخول لسيستم الامتحان خلال امتحاني اللغة العربية والأحياء أمس واليوم.
غضب الطلاب
ونتج عن ذلك حالة غضب لدى طلاب الصف الأول الثانوي، الأمر الذي دفع بعضهم للإعلان عن احتجاجهم ورفضهم لمنظومة الثانوية التراكمية التي تسعى الوزارة لتطبيقها، والعودة إلى نظام الامتحانات القديم، وفي سياق متصل ارتفعت نبرة أولياء أمور طلاب الصف الأول الثانوي في المطالبة بإلغاء الثانوية التراكمية، ومحاسبة المقصرين.
رد حكومي
وفي رد فعل سريع على ما شهدته امتحانات الصف الأول الثانوي، كلف الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، والمهندس عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بالتعامل مع البنية التحتية اللازمة في المدارس التي يوجد بها أي أخطاء تكنولوجية خلال أسبوعين.
جاء ذلك خلال اجتماع ترأسه رئيس الوزراء بحضور وزيري التربية والتعليم والاتصالات، لبحث أزمة فشل تجربة الامتحانات باستخدام التابلت.
وخلال الاجتماع، أكد رئيس الوزراء ضرورة العمل بشكل فوري على معالجة المشكلات التقنية التي ظهرت خلال التجربة التي جرت على مدار اليومين الماضيين، مؤكدًا أن هذا الامتحان لن يؤثر بأي شكل من الأشكال على الدرجات النهائية للطلبة، وأن الهدف منها هو تجربة وسيلة إلكترونية لإجراء الامتحانات والعمل بعد ذلك على معالجة جوانب الخلل التي لم تكن لتظهر بدون إجراء هذه التجارب العملية.
وعقب الاجتماع، قال الدكتور طارق شوقي إنه تم الاتفاق مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، على تأجيل الامتحانات عبر التابلت لحين التأكد من توافر التقنية التكنولوجية بجميع المدارس بنسبة ١٠٠٪.
وأضاف «شوقي»، خلال مؤتمر صحفي بمقر مجلس الوزراء، أنه خلال الـ١٠ أيام المقبلة سيتم وضع أسئلة امتحانات الصف الأول الثانوي على موقع الوزارة، وعلى الطلاب الدخول للموقع وتحميل الأسئلة للتدريب عليها فقط دون درجات.
وتابع الوزير: "مش هنخلي ولادنا يتكبدوا باقي التجربة خلال الامتحانات المقرر إجراؤها خلال ال10 أيام".
اختبار السيستم
وأشار إلى أن امتحان أمس واليوم كان الهدف منه أولا اختبار السيستم التكنولوجي واختبار أنفسنا بالتجربة الجديدة، موضحا أنه فيما يتعلق بالاختبار التكنولوجي فإنه تم وضع أيديهم على نقاط الضعف.
وأضاف أن نجاح نظام التعليم الجديد ليس مرتبطا بالتكنولوجيا ولكنه مرتبط بطريقة التقييم والتصحيح، لافتًا إلى أن الحضور اتفقوا جميعاُ على أن ما تحقق في المحتوى التعليمي يعد تطورًا كبيرًا في نظام تعليم المرحلة الثانوية.
ولفت الوزير إلى أن التغيير الذي تم على نظام التعليم الثانوي خلال الفترة الماضية حدث من خلال تغيير طبيعة الأسئلة لقياس مهارات الطلاب وتنميتها، وكذا تغيير طريقة التصحيح والتقييم.
وتابع شوقي: "حدث خلط خلال اليومين الماضيين لدى الكثيرين بين النظام الجديد واستخدام التكنولوجيا، في إشارة إلى تجربة نظام الامتحان الإلكتروني الجديد"، لافتًا إلى أن الهدف من التجربة هو معرفة التحديات القائمة عند استخدام هذا النظام التكنولوجي الجديد، حيث تم اختبار هذا النظام والبنية الأساسية له والبرامج والخطوات التأمينية.
وشدد الوزير على أن نجاح النظام مرتبط بطريقة التقييم والتصحيح الجديدة، وليس مرتبطا بنجاح أو فشل استخدام الوسائل التكنولوجية.
وأكد الوزير أن هناك فريق عمل من وزارتي التربية والتعليم، والاتصالات، وعددًا من المهندسين في أجهزة أخرى يعملون على تطوير النظام الإلكتروني للامتحان، لافتًا إلى أن رئيس الوزراء وجّه بإصلاح أي عطل أو نقص في البنية التحتية بالمدارس، وذلك من خلال الخريطة التي تم إعدادها للتعرف على الأعطال والتعامل معها خلال اسبوعين من تاريخه، مشيدًا بالبنية الأساسية غير المسبوقة التي تمت في المدارس من شبكات فايبر وشبكات داخلية وخوادم.
وفي الختام، أكد الوزير أن القرار بشأن وسيلة إجراء الامتحان من خلال التابلت أو بشكل ورقي في شهر مايو المقبل سيتم تحديده بناءً على جاهزية التقنيات المتوفرة، موضحًا أنه في الحالتين التطوير الحقيقي هو تغيير شكل وأسلوب الأسئلة والتصحيح، فضلًا عن المحتوى التعليمي، وهو ما تم بالفعل.
فرصة لإصلاح الخلل
من ناحيته، قال المستشار نادر سعد، المتحدث باسم رئاسة مجلس الوزراء، إنه من الطبيعي أن يكون هناك جوانب خلل في المنظومة التكنولوجية لامتحانات الصف الأول الثانوي لكونها تطبق للمرة الأولى، مضيفًا: "قررنا الاكتفاء بما تم خلال اليومين وعدم استكمال بقية الامتحانات من خلال التابلت".
وأوضح خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "رأي عام"، المذاع على قناة "تن"، تقديم عمرو عبدالحميد، أنه سيتم إعطاء الفرصة لوزارة التربية والتعليم لإصلاح الخلل في المنظومة التكنولوجية حتى يوم 15 أبريل، والتأكد من جاهزيتها نظام الامتحانات، لأن امتحان الصف الأول الثانوي في مايو المقبل سيكون مرتبطا بحصول الطلاب على درجات، وفي حالة عدم جاهزية المنظومة سيتم اللجوء لنظام الامتحان الورقي.