رئيس التحرير
عصام كامل

«أيباك» يتحول من لوبي صهيوني بأمريكا إلى ورقة انتخابية في إسرائيل

أيباك
أيباك

تحول اللوبي اليهودي في واشنطن "الأيباك" من منصة لدعم الكيان الصهيوني إلى ورقة انتخابية في إسرائيل وساحة للصراع الحزبي في واشنطن.


وافتتح (أيباك) مؤتمره السنوي أمس الأحد، ومن المقرر أن تستمر فعالياته على مدار ثلاثة أيام بمشاركة كبار المسئولين الأمريكيين والإسرائيليين، والأيباك أو لجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية الذي تأسس عام 1959م يعد أبرز لوبي صهيوني في العالم هو الذي يسيطر على صناعة القرار في الولايات المتحدة الأمريكية، ويعد صوت اليهود في أمريكا وكذلك في المؤسسات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة التي لا تستطيع تمرير أي قرار معادٍ لإسرائيل طالما اعترضت أمريكا.

ورقة انتخابية
تحول أيباك هذا العام إلى ورقة انتخابية بالتزامن مع الانتخابات الإسرائيلية في التاسع من أبريل المقبل، حيث دعا أيباك الخصم السياسي الأبرز لـ نتنياهو، بيني جانتس، ليلقي خطابًا في مؤتمر الـ"أيباك" الذي عقد أمس، في الوقت الذي وجهت فيه "أيباك" منذ يومين انتقادات لاذعة لـ نتنياهو، على خلفية دفع وتأييد تحالف يجمع حزبين يمينيين متطرفين تعتبر "إيباك" أحدهما حزبا عنصريا بامتياز، وهو حزب "قوة يهودية".

وحاولت أيباك أن تبرز الجنرال جانتس لتعرب عن دعمها له ضد نتنياهو وتلميعه، وهو ما دفع نتنياهو لأن يلتقي الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في نفس التوقيت بالذات في محاولة لسرقة الأضواء من خصم نتنياهو جانتس للفت الانتباه بشكل أكبر لـ نتنياهو وزيارته وأهميتها لواشنطن، ويشارك في اجتماعات "إيباك" هذا العام وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ورئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي.

ودخل على خط الصراع نجل رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير نتنياهو، الذي قرر التحدث في مؤتمر "الأيباك" رغم الانتقادات الموجهة لأبيه.

صراع الديمقراطيين والجمهوريين

وفي المقابل أعلن عدد من الديمقراطيين ممن أعلنوا ترشحهم للانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2020 عزمهم حضور المؤتمر، ومنهم إليزابيث وارين وبيرني ساندرز وكامالا هاريس، وعضو الكونجرس السابق بيتو أورورك، وفقا لصحيفة "هاآرتس" العبرية، لتتحول إيباك أيضًا لساحة صراع حزبي بين الديموقراطيين والجمهوريين، وبحسب المراقبين فإن أيباك تقف عند منعطف بعد عقود من قدرتها على الوصول إلى الحزبين، كما أن نفوذها قد يتراجع في حال وصل الديمقراطيون للسلطة.

ولا تضم منظمة الأيباك يهودًا أمريكيين فقط بل يدخل ضمن إطار نشاطاته أفرادًا أو جماعات ممن يعرفون بالصهاينة، وتعد هذه المنظمة لها الدور الأساسي في الانتشار العسكري الواسع في المنطقة عبر القواعد البرية والبوارج البحرية للحفاظ على مصالح الولايات المتحدة الاقتصادية والعسكرية والسياسية وتوفير الأمن والدعم للكيان الصهيوني في تحقيق مشروعه الاستعماري التوسعي على حساب أرض العرب وثرواتهم ومصالحهم.

تبرعات الصهاينة
وتعتمد ميزانية أيباك على تبرعات الصهاينة، وأموال العضوية التي يدفعها الأعضاء، لذا ازدادت ميزانيتها منذ الثمانينيات، وتحولت خلال سنوات قليلة من ملايين الدولارات القليلة إلى عشرات ملايين الدولارات، وازداد عدد أعضائها ووصل إلى عشرات الآلاف أيضا.
الجريدة الرسمية