رئيس التحرير
عصام كامل

القدس والجولان.. هكذا أصبح «ترامب» تحت السيطرة!


نروي القصة للمرة الخامسة ونقول: ابن مدينة "أتلانتيك سيتي" وأعماله القائمة على السمسرة العقارية والقمار حمل معه إلى البيت الأبيض عقلية "السمسار والمقامر"، حيث لا قيم ولا ثوابت وإنما منهج "اللي تغلب به العب به"، ولكنه وفي غفلة من اللوبي الصهيوني الذي يحكم الولايات المتحدة والعالم وصل "ترامب" للبيت الأبيض، وقد كانوا يفضلون "هيلاري" التي وعدوها لتكون أول امرأة تحكم البيت الأبيض، ولتستمر على نهج خراب المنطقة مثل "أوباما" الذي وعدوه أيضا قبلها ليكون أول "أسود" يحكم البيت الأبيض!


ما الحل إذن ليخضع ترامب للمنظمات الصهيونية؟، الحل أن يتم إمساك أوراق ضغط عليه وسارت الخطة في طريقين الأول مظاهرات غير مسبوقة عقب انتخابات رئاسية، تطالب لأول مرة باعادة الانتخابات، ومسار آخر يتهم ترامب بتلقي دعم من روسيا في الانتخابات.

الأول اتهام سيطرد "ترامب" من البيت الأبيض، والثاني سيدخله السجن بتهمة التخابر.. والحل؟

الحل جاء فجأة كما بدأت المشكلة فجأة.. إذ وقفت الاحتجاجات بلا أي مقدمات أو مطالب أخرى.. وبقيت ورقة التدخل الروسي في شأن أمريكي عام تروح وتجيء.. كلما قدم "ترامب" عربونا تراجعت الاتهامات وكلما عاد سيرته الأولى يعود الاتهام.. قدم الرجل كل ما عنده فلا اعترف بالإخوان كجماعة إرهابية، ولا سحب الجيوش الأمريكية للداخل، ولا حارب الإرهاب بشكل فعال كما وعد، ولا بقي على دور أمريكي لإحلال السلام في الشرق الأوسط، بل اعترف بالقدس عاصمة للعدو الإسرائيلي، ونقل سفارة بلاده إليها.

واليوم يقدم آخر ما طلب منه فيما يبدو في ولايته الأولى بالاعتراف بالمرتفعات السورية المحتلة (الجولان) كجزء من أرض إسرائيل!

المكافأة لم تنظر لليوم.. بل قدمت بالأمس.. وهي مكافأة قبل الإعلان المنتظر.. واخري ستتم بعده تقضي بإعادة انتخاب "ترامب" لفترة ثانية يضمنها من الآن.. حيث أعلنت وزارة العدل الأمريكية في بيان عاجل لها مساء الأحد ما يلي:

"أن تحقيق المحقق الخاص بقضية التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016 "روبرت مولر" لم يرصد أي تواطؤ بين موسكو وحملة ترامب الانتخابية "!

ونقلا عن "فيتو" أمس جاء: "وفقا لشبكة «سي إن إن» الأمريكية فإن تقريرا مختصرا أرسله وزير العدل الأمريكي "ويليام بار" للكونجرس قال إن التقرير لم يثبت أي دليل على تآمر أي من أعضاء حملة "ترامب" مع روسيا"!

وأضاف جملة تسمح بإعادة فتح الملف مستقبلا أن لعب الشيطان برأس "ترامب" إذ قال "هناك محاولتان روسيتان للتدخل في الانتخابات الرئاسية عام 2016 والتأثير عليها"!

بات اللعب على المكشوف وقرار "ترامب" المحتمل اليوم لا يقدم ولا يؤخر وهو والعدم سواء.. أكبر الخاسرين منه هو الأمم المتحدة نفسها التي يعتبر القرار قضاء على شرعيتها.. إنما أكد "ترامب" لكل من لا يصدق حتى اليوم أن الولايات المتحدة وإسرائيل شيء واحد.. وأنها لا صديق ولا غيره.. بل عدو يدعم عدوا!
الجريدة الرسمية