«هاني يونس» نموذجا!
وظيفة المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي باسم الوزارات والمؤسسات قديمة في العالم وهي في غاية الأهمية، فالمتحدث هو واجهة المؤسسة التي يمثلها ويتحدث باسمها، سواء كانت محلية أو دولية، واختيار القائم بها يتم بعناية فائقة ولا يصلح لها أي شخص، فيجب أن يكون مفوها ولبقا ويتمتع بقدر كبير من الثقافة والذكاء والعلاقات الاجتماعية ورحابة الصدر، هذا بالإضافة إلى والمصداقية والأمانة والشفافية وغزارة المعلومات.
وإذا كانت هذه الوظيفة قديمة في العالم فإنها حديثة في مصر، وبدأت في أواخر عهد الرئيس مبارك حينما تم تعيين السفير ماجد عبد الفتاح متحدثا باسم رئاسة الجمهورية، ومن بعده السفير سليمان عواد، وبعد ذلك تم تعيين د.مجدي راضي متحدثا لمجلس الوزراء في عهد د. أحمد نظيف، وبعد ثورة يناير كانت هناك توجيهات بالتوسع في تعيين متحدثين رسميين ومستشارين إعلاميين لكل الوزارات والمؤسسات الحكومية للتواصل المستمر مع وسائل الإعلام، نظرا للظروف التي تمر بها البلد، وبعد ثورة 30 يونيو أصبحت هناك حاجة ملحة لذلك، نظرا لانتشار الشائعات وتلاحق الأحداث.
وأتذكر في هذه الفترة الدور الكبير والهام الذي قام به العقيد أحمد محمد على المتحدث العسكري، وأيضا السفير بدر عبد العاطي المتحدث باسم وزارة الخارجية، وكذلك اللواء هاني عبد اللطيف المتحدث باسم وزارة الداخلية، ثم جاء من بعدهم مجموعة متميزة من المتحدثين الرسميين قاموا بدور مهم في التواصل مع المواطنين من خلال وسائل الإعلام، ساهموا بشكل كبير في نشر الحقائق وإجهاض الشائعات مثل السفير حسام القاويش في مجلس الوزراء، العميد محمد سمير في الدفاع، د. حسام عبد الغفار في وزارة الصحة، محمود دياب في التموين، د.خالد الوصيف في الري، بشير حسن في التربية والتعليم، د. محمد اليماني في الكهرباء، هاني يونس في الإسكان والذي يعتبر نموذجا لما يجب أن يكون عليه المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي ولذلك لم أستغرب من اختياره أفضل متحدث في كل الاستفتاءات وكذلك من قبل المؤسسات والمنظمات غير الحكومية.
"هاني يونس" بحكم عمله الصحفي في الأهرام ثم خبرته الطويلة كمستشار إعلامي في الإسكان، وصل إلى درجة كبيرة من النضج حتى أصبح يجيد فن التعامل مع وسائل الإعلام على اختلاف توجهاتها، ويحظى بحب واحترام الإعلاميين على اختلاف انتماءاتهم السياسية والفكرية، أيضا يحسن تسويق إنجازات وزارته ورغم أنه يتولى أيضا مسئولية الإعلام في مجلس الوزراء، فهو يقوم بمهامه في المجلس والوزارة على الوجه الأكمل.
"يونس" بارع في التعامل مع وسائل الإعلام والتكنولوجيا الحديثة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وهو متفاعل معها على مدار الساعة، تشعر أنه ليس شخصا واحدا بل كثيرون حيث يتواجد في المواقع الميدانية، ويجوب محافظات الجمهورية مع رئيس الوزراء وأيضا وزير الإسكان، ثم تجده في كل اجتماعاتهم، ليس هذا فقط بل يكاد يحتكر فيس بوك لحسابه، ولا يوجد غيره جالسا عليه حيث يعلم أنه أصبح الأكثر تأثيرا في المجتمع، وبالتالي يستغله في تسويق إنجازات وأنشطة وزارة الإسكان ومجلس الوزراء.
"هاني يونس" يحرص أيضا على التواجد يوميا في الإعلام حتى أيام الإجازات الرسمية وتليفونه مفتوح على مدار 24 ساعة يتواصل مع من يعرفه ومن لا يعرفه، ليس هذا فقط بل تعدى دور وظيفة المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي في وزارة الإسكان ومجلس الوزراء إلى دور أهم وهو حل مشكلات المواطنين، حيث يسعى في المساهمة عن رفع المعاناة عن أصحاب المظالم، ومساعدة الجميع طالما كانت طلباتهم مشروعة ليس فقط في وزارة الإسكان بل في كل الوزارات..
إن قضاء حوائج الناس لا يحسب في ميزان حسناته فقط ولكن أيضا يسهم في زيادة رصيد الحكومة عند المواطن وشعبيتها في الشارع..
"هاني يونس" أحدث حراكا مهما في منظومة الإعلام بمجلس الوزراء، وأحياها من العدم بعد أن كانت تكتفي فقط بإصدار بيانات صحفية جافة لا تسمن ولا تغن من جوع، وفوق كل هذا وذاك فهو يتمتع بتواضع رفيع وأدب جم وإخلاص في العمل يؤكد حسن تربية ورضاء الوالدين.
ما زالت هناك مشكلة حقيقية لدى الحكومة في تسويق نفسها وإنجازتها لدى المواطنين مما ينعكس سلبيا على رصيدها في الشارع، ويمنح الفرصة لانتشار الشائعات والإحباط في المجتمع، ولكن يمكن مكافحة ذلك من خلال استنساخ نموذج "هاني يونس" في كل الوزارات والمؤسسات.
قد تكون شهادتي فيه مجروحة بحكم العلاقة التي تربطنا، ولكنها كلمة حق في مسئول أتمنى أن أحظى مثله بحب ورضاء الناس وحل مشاكلهم، إنه يستحق وسام الاحترام، وتحيا مصر.