رئيس التحرير
عصام كامل

سيدنا «ترامب»: «البغدادى» في البيت الأبيض!


أعلنت أمريكا انتهاء الداعشية في سوريا، عن طريق قوات الخيانة التي دربتها وسلحتها وأسمتها "قوات سوريا الديمقراطية"، تنويعة على ما يسمى "جيش سوريا الحر"، لكنها حلت محل داعش في سوريا لحساب إسرائيل. قال ترامب إن قوات "قسد" -اسم الدلع لقوات سوريا الديمقراطية العميلة- قضت على داعش، بينما هو يمثل النسخة الكاملة من أبو بكر البغدادي قائد التنظيم الإرهابي الوحشي والمختفى منذ أكثر من عام، ربما قتلا، وربما اختفاء تكتيكيا!


بأي حق نعق "ترامب" بأن الوقت حان أن تعترف واشنطن بالسيادة الإسرائيلية على أرض سورية محتلة هي الجولان؟!

هو جرب رد الفعل العربي من قبل حين قرر نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، متحديا العرب والقانون الدولى، معترفا بأن القدس عاصمة لإسرائيل. وهو جرب أن يمنح "نتنياهو" ورقة انتخابية كاسحة ستجدد ولايته رئيسا للحكومة الإسرائيلية، لأن بقاء "نتنياهو" يمرر ما يسمى "صفقة القرن" التي سيعلن عنها قريبا، وهناك تسريبات بأنها رشوة مالية ضخمة غير مسبوقة، مقابل أجزاء من أراض عربية لإنهاء القضية الفلسطينية.

زيارة "مايك بومبيو" وزير الخارجية الأمريكي إلى المنطقة تزامنت مع تغريدة الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان. الزيارة إلى لبنان بالذات كانت للتحريض على حزب الله باعتباره جيبا إرهابيا لإيران داخل الحكومة والبرلمان اللبنانيين. لبنان ردت بأن الحزب ووزراءه منتخبون من الشعب. تزامن مع الزيارة شعارات غريبة ذات طابع دينى، مثلما كان الأمر مع جورج بوش الابن الذي رأى أن الله أرسله في حملة صليبية إلى الشرق الأوسط!

"بومبيو" اعتبر أن الله أرسل "ترامب" ليحمى إسرائيل من إيران. كل سرقة لها سبب سماوى مفتعل وهي لحماية اللص. إسرائيل تسرق الأراضي العربية في الجولان، وتنتشر المستوطنات كالطاعون في الضفة الغربية، وتغير من معالم القدس العربية شكلا وسكانا، تحت حماية الجد "ترامب" لأحفاده اليهود!!

ليس هذا وقت المباكتة لسوريا التي قاطعت مبادرة الرئيس الراحل أنور السادات، فيكفيها ما جرى ويجرى لها، لكن هذا وقت مباكتة العرب الذين لا يزال يؤذيهم أن تعود سوريا إلى مكانها الطبيعي في الجامعة العربية، ونرى أن موقف الأشقاء في السعودية سيحكم عليه التاريخ بقسوة لوقوفهم ضد هذا البلد العربي الشقيق، والمساهمة في تمزيقه، والتدخل في شئونه، وهو ما كنا لنوافق عليه أبدا لو فعلته سوريا ضد السعودية أو ضد أي بلد عربي آخر.

اليوم تبارك أمريكا لصوصية إسرائيل، وغدا يمارس البلطجي الدولي ترامب متعته في توزيع أعراض العرب على القادة الإسرائيليين.
من العار أن تنعقد القمة العربية الوشيكة في تونس دون موقف يحترم فيه العرب كرامتهم ومصالحهم برفض صارم نافذ لقرارات البلطجة الأمريكية. بل على العرب إعلان استرداد سوريا لموقعها الفعال داخل الأسرة العربية الجامعة.

النظرة الحالية الضيقة من جانب الشقيقة السعودية لعودة سوريا هي بمثابة كف البصر تماما عما يحاك للخليج وعروشه من ابتزاز واستحلاب.

انظروا ماذا فعل "كيم جونج أون" بـ"ترامب"؟ أذلته القوة النووية الناشئة لكوريا الشمالية، فأبدى "ترامب" إعجابه بالزعيم القوى الصارم، وقرر من تلقاء نفسه رفع العقوبات الاقتصادية العقابية على كوريا النووية! فعلها ترامب متجاوزا وزارة الخزانة التي هي عادة من يطبق سياسة العقوبات. متى يعرف الغرب أننا لنا كرامة؟ عندما ندافع عنها.
الجريدة الرسمية