رئيس التحرير
عصام كامل

انتهازية الإخوان تدمر حراك الجزائر.. تدفع الخلاف السياسي إلى شفا الحرب الأهلية.. ترفع سقف المطالب وتفرض مشروعها على الجميع.. أتباعها يهددون بتفجير ثورة دينية.. وباحث: محاولة مكشوفة لـ«ركوب الموجة

هشام النجار، الباحث
هشام النجار، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية

كلما اقتربت الجزائر من حسم أزمتها وديًا، ارتفع صوت الإخوان بمطالب خرافية، قد تدفع بالبلد الآمن، الذي ذاق مرارة الحرب الأهلية في حقبة التسعينات، وعرف المعنى الحقيقي لمستنقع التيارات الدينية، إلى الفوضى والمسارات الغامضة للسلطة، التي لن تذهب للإخوان والإسلاميين تحت أي ظرف.


تصورات الإخوان لحل الأزمة

من أول لحظة، والإخوان تسعى لتصدر الساحة بشكل منفرد، وكأنها لحظة سينمائية، وصورة بالكربون، مما حدث من أذرعتها في كل البلدان، التي طالتها رياح الربيع العربي، ودون مقدمات أو نقاش، تصعد الإخوان الرفض الكامل، لأي تصور سياسي يخرج البلاد من أزمتها، ومبكرًا جدًا أعلنوا عن انسحابهم من الرئاسة، إذا ماترشح الرئيس بوتفليقة مرة أخرى، للإيحاء بوجود تزوير مسبق للإرادة الشعبية، وهو ما يضع مؤسسات الدولة في الجزائر تحت رحمة الابتزاز السياسي، كما حدث في مصر وتونس، فإما الإخوان، وإما الانتخابات مزورة بالأساس.

بعض التيارات المدنية التي تقود الحراك في الشارع، تحاول إيجاد صيغة وسط لحل الأزمة الدائرة، ومع تصعيد الإخوان غير المبرر، طردوا زعيمهم «عبد الله جاب الله»، رئيس حزب جبهة العدالة والتنمية الإخواني من المسيرات، في ظل الشحن والقصف الإعلامي من كل الجبهات الإخوانية الإعلامية داخل وخارج الجزائر، على الفضائيات، ومواقع التواصل الاجتماعي، لتوجيه الدفة إلى صالح الإخوان.

رفع سقف الصدام

يتبع التنظيم الدولي للإخوان، نفس تكتيكاته القديمة، لشيطنة معارضي الجماعة، كما يمارس الحشد لفكرة الدولة الدينية، وعبر عن هذا التصور قبل ساعات، وجدي غنيم، الداعية الإخوانية المتطرف، وأذاع تسجيلا له على قناته باليوتيوب، يرمي فيه جميع مؤسسات الدولة بالخيانة، ويمجد فيما يسمى بالمشروع الإسلامي ويطالب بـ«الجهاد ضد النظام».

الفكر الداعشي لغنيم، تلقفه بعض نشطاء الجزائر، وهاجموه بشدة، واعتبروا تحريضه هو وغيره دعاة الإسلاميين، والإخوان بشكل خاص، دعوة صريحة لتدمير البلاد، وإعادتها عشرات العقود للخلف، والتشويه بشكل متعمد للحراك الشعبي، وبث الفتن بين أطيافه، من أجل فرض مشروعهم التخريبي على الأمة، واستندوا إلى تشويه الإخوان لجميع القيادات المدنية في الحراك، لدرجة أنهم نالوا من تاريخ المجاهدة «جميلة بوحيرد» أهم رمز نضالي في تاريخ البلاد.

محاولة لركوب الموجة

يرى هشام النجار، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن التنظيم الدولي لجماعة الإخوان، يترقب أي حراك ثوري بالمنطقة العربية، لاستعادة بروباجندته السياسية والإعلامية لتحريك ما يعاني منه التنظيم من أزمات، رغم علمه بضعف مردود ما يفعل، على إلهام الجماهير العربية، ورفضها ما يتبناه من مطالب.

ويؤكد النجار، أن تمسح التيارات الدينية بالشعارات الثورية، ومحاولتهم ركوب موجة الحراك الجماهيري في الجزائر، انتهازية وتناقض، موضحا أنها كانوا دائما شركاء في فشل الإداري والتراجع اقتصادي والجمود سياسي، وعدم مقدرتهم على تبني رؤية واضحة ومستقلة للتغيير، فضلا عن افتقارهم للقدرة على قيادة تغيير. بحسب وصفه.
الجريدة الرسمية