«الوزير» بدأ التطهير.. والإنسانية قبل الأديان في نيوزيلندا!
"كامل الوزير"، وحادث نيوزيلندا، الأهم طوال الأسبوع الماضى، "كامل الوزير" كما كان متوقعا اختياره أحدث قلقا وإزعاجا داخل وزارة النقل، والرجل بدلا من ركوب مترو الأنفاق بمصر الجديدة في يوم الجمعة أو السبت مثلما كان يحدث من الوزير السابق، ذهب في قطار إلى الإسكندرية، وانقلب الحال في السكك الحديدية، من نظافة الأرصفة إلى إخراج عربات المساعدة لأصحاب الحالات الخاصة وكبار السن، برغم أن الرجل لم يبدأ بعد عمله الحقيقى..
وهذا يؤكد كل حرف سبق أن كتبناه هنا، وفى نفس المكان طوال عامين عن الوزير السابق، الذي كان مغيبا ولا يعرف سوى التصريحات المطالبة برفع ثمن تذاكر جميع وسائل النقل، وسبق أن طالبت بمحاكمته فقط من خلال تصريحاته على مدى عامين كاملين، وأحمد الله أن البداية مبشرة جدا لـ "كامل الوزير"، فقد أقال مسئولا كان قد صرف لنفسه مكافأة شهرية 62 ألف جنيه، وباقى الموظفين مكافآت تصل إلى 200 ألف جنيه، وأحال ملفه ومن معه للنيابة..
الحقيقة أن المسئولية كبيرة لحجم الفساد المنتشر في الوزارة، جاء "كامل الوزير" بعد أن توقف العمل كما نشر في خط الهرم لمترو الأنفاق بسبب طلب الوزارة تخفيض قيمة الإنشاء، ورفض الشركة التي سبق وأن حصلت على المناقصة التي تتضمن قرضا من الشركة بنحو 1.3 مليار يورو، وسحبت الشركة نفسها، جاء الوزير وأمامه أوراق بقروض 4.3 مليار دولار أو يورو، ولم يتم تحديد أماكن صرفها ولا يعرف أولها من آخرها، جاء "كامل الوزير" ومشروع المترو أو القطار الكهربائى ، وبرغم الإعلان أن كل شىء خاص به تماما إلا أن قرضه لم يتم الانتهاء منه.
سيدى الوزير "كامل الوزير": نحن نثق فيك، ولكن لا نطالب بالمستحيل، نريد مراجعة ما سبق وبشفافية، نريد أن نشعر بالأمان بأن القروض سيتم إنفاقها في المكان المناسب، وأن خطة تسديدها واضحة دون أن تتحمل الأجيال القادمة عبئا يكبلهم، وبعيدا عن هذه المشروعات الكبيرة هناك لمسات بسيطة، ولكنها تعبر عن رقى ومستوى الخدمة، مثل جميع محطات المترو التي أصبحت مناطق عشوائية بإقامة أكشاك للحلويات وكل ما يخطر ببالك بدون أي رؤية حضارية وذلك في الخطين الأول والثانى..
المترو وسيلة راقية حضارية تنقل يوميا خمسة ملايين حسب ما أعلنته وزارة النقل، لهذا لا يليق به العشوائيات، ناهيك عن الحلويات المعرضة للشمس، وتباع وكأننا نرفع شعار 100 مليون صحة ومن ناحية أخرى نخربها، هل اطمع في منع استخدام التليفون المحمول مع رجال الأمن والتفتيش والموظفين الذين يتعاملون مع الجمهور، ليس طبيعى أن أمر بشنطة دون أن يشعر بى أحد، لأن المسئولين مشغولون بفيس بوك أو بالحديث في المحمول..
وهذه ليست حالة نادرة، ولكن كثيرة، وشخصيا حدث الكثير من المناقشات الحادة للفت أنظار المسئول، وللأسف في معظم الحالات يكون الرد فيه لامبالاة، المترو يا وزير النقل يدار بعقلية متخلفة، وعلى مدى السنوات الأخيرة كتبت كثيرا كثيرا ولكن لا أحد يبالى!.
حدث في الأسبوع الماضى الساعة الحادية عشر مساء في محطة طرة أن توقف القطار، ونزلنا لأن القطار سيدخل المخزن، فجأة وبدون إبلاغ الركاب وكانت درجة البرودة شديدة وكبار السن والأطفال ليسوا في الاعتبار، ومن يعرف محطة طرة البلد سيعرف البرد ليلا وعدم وجود أي مكان يمكن الاحتماء به، في اليوم التالى الساعة الرابعة وربع تقريبا أي ساعة الذروة تكرر الأمر..
ذهبت للسائق فإذا به يقول أنا سائق الجراج فقط والسائق نزل، قلت: هل من المنطق أن يتم إنزال الركاب وقت الذروة!؟، فاجأنى قائلا: السائق فوجئ بعد خروجه من ثكنات المعادى بتحويل القطار إلى الرصيف الاحتياطي، وبصراحة ده سوء تشغيل! انتهى كلام السائق الذي انطلق بالمترو..
فإذا بالتالى له ينزل الركاب أيضا ساعة الذروة، وأصبح الرصيف لا يتسع، صورت هذه ونشرتها على صفحتى وكتبت "مؤامرة على كامل الوزير" والحقيقة أرى أنها مؤامرة، وبعد أن أحدث ما كتبته ردا متعاطفا من الجميع مع "كامل الوزير" متهمين إدارة المترو بالتآمر على الوزير الجديد، تواصل معى أحد الموظفين، وطلب منى التواصل فاشترطت أن يكون اللقاء مع الوزير وليس أقل من هذا، وما تريده من ملاحظات كتبته على صفحتى!
الحقيقة في الأيام التالية وجدت تغييرا في المحطات، على الأقل من حيث نظافتها ونظافة القطارات.. بركاتك يا كامل ياوزير.. هؤلاء الكسالى والفاسدون في مأزق.. وعسى الله أن يوفقك يا ابن مصر!
**
لا استطيع أن أنهى كلامى إلا بالإشادة والتقدير والاعتزاز بإنسانية حكومة وشعب نيوزيلندا، لم أر في حياتى رقيا مثلما رأيته في حادثة الأسبوع الماضي، أي شعب هذا الذي يتمتع بإنسانية تسبق كل التعاليم الدينية، إنها الإنسانية يا سادة وليس الدين، سلوك الحكومة والشعب وهم غير مسلمين بمشاركة المسلمين دفن الشهداء، ومشاركتهم صلاة الجمعة والسيدات تضع إيشاربات لإخفاء شعرها للحجاب، أي رقي هذا؟ إنه فوق كل الأديان، إنه صورة تجسم عظمة الإنسانية، شكرا حكومة وشعب نيوزيلندا.. قدمتم درسا للعالم في رقى الإنسانية بدون شعارات وكلام أجوف.. إننى أحببتكم كما لم أحب شعبا من قبل..
وتحيا مصر!