رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«فيتو» تحاور الطالب المصري منقذ أطفال إيطاليا:«اللغة العربية سبب بقائي حيا»

فيتو

صباح أول أمس وبينما كان الطالب ذو الأصول المصرية رامي شحاتة، يستقل حافلة مدرسته رفقة 50 طفلا من زملائه بمدينة ميلانو، في طريقهم للمشاركة في أحد الأنشطة الرياضية، انحرف فجأة سائق الحافلة عن طريقه المعتاد، وسط صراخ واستغاثات من الطلبة ومشرفي المدرسة المرافقين لهم، لحظات واكتشف الجميع أن هناك محاولة لخطف الطلبة من قبل السائق، الذي أمر الجميع بالصمت وأشهر سكينا في وجه المشرفين. 


الحافلة التي كانت تقل 51 طالبا أعمارهم لا تتخطى 13 عاما، نجت من كارثة محققة بفضل ذكاء الطالب المصري، الذي تمكن من إخفاء هاتفه عن أعين الجميع، وادعى أنه يصلي بلغته العربية، وتمكن من إجراء اتصال هاتفي بوالده الذي بدوره تواصل مع قوات الشرطة التي تمكنت من اعتراض الحافلة، وأنقذت الأطفال من موت محقق.

حاورت "فيتو" الطفل المصري رامي شحاتة وتحدثت معه عن لحظات الرعب التي قضاها، والتي امتدت لنحو 45 دقيقة من الاختطاف والتهديد بالقتل.

"اليوم كان لطيفا جدا، قضينا وقتا ترفيهيا لمدة ساعتين ومن ثم بدأنا في الاستعداد للرحيل، كانت الساعة في حدود الـ 9 صباحا وبدأنا في استقلال الحافلة التي ستعيدنا إلى منازلنا"، يقول رامي شحاتة الذي أنقذ زملاءه من القتل.


يتحدث رامي الإيطالية بطلاقة إذ ولد في عام 2005 وقضى حياته هناك، ومع ذلك يتحدث العربية بلكنة بحراوية، لارتباطه بجذوره في مصر ومداومته على قضاء فترة الإجازات في قريته ميت الكرما بمدينة المنصورة.

بدأ الخوف والتوجس يعرف طريقه إلى الطفل رامي عندما رأى سائق الحافلة لأول مرة إلا أن أصدقاءه طمأنوه بأنهم سبق أن استقلوا معه الحافلة من قبل، يقول رامي عن السائق: "كان ضخم الجسم، متجهم الوجه، تظهر عليه علامات التوتر أثناء طريق عودتنا لم يتخذ نفس الطريق وأخذ طريقا آخر ذهب أحد المدرسين ليعرف السبب وهنا بدأت الحقيقة تنكشف، سائق الحافلة نهره بشدة ودفعه للخلف وشهر سكينة في وجه".

الرعب والخوف تملك الجميع بدأ البعض في الصراخ، تضم الحافلة 50 طفلا و2 من المدرسين ومشرفة، الكل كان ينتظر مصيره، الموت أو الاختطاف.

أمر سائق الحافلة المدرسين أن يقوموا بتكبيل الأطفال والتحفظ على هواتفهم، وأشرف هو شخصيا على الأمر: "الأساتذة لم يقوموا بتكبيلنا بشكل قوى،  خلال مروره لأخذ الهواتف وضعت هاتفي في المساحة الصغيرة بين المقعدين، وأخبرته أنني لا أملك واحدا".

أول ما جاء في ذهن رامي هو التحدث إلى والده لإخباره بما يحدث، بالفعل أجرى محادثته باللغة العربية، وعندما سئل ماذا تقول أخبر سائق الحافلة أنه يصلي باللغة العربية".

بدأ الخاطف في سكب المواد القابلة للاشتعال على المقاعد والطرقة الطويلة، بدأت البنات المتواجدات في الصراخ بشدة، والبعض أصيب بالإغماء، بجانب رامي كانت تجلس فتاة إيطالية راحت تبكي وتصرخ، فحاول تهدئتها واجلسها بالقرب من النافذة لتهدأ قليلا.

على الجانب الآخر كان خالد شحاتة والد الطفل يقود سيارته بشيء من الجنون، لم يحترم إشارات المرور ولم يترك هاتفه، يقول والد الطفل: "كدت أن أصاب بالجنون، كنت أقود سيارتي بسرعة كبيرة أريد اللحاق بنجلي، مشاعر الخوف تملكتني، أجريت اتصالات بالشرطة الإيطالية وبالمدرسة وبالجميع".

نعود إلى رامي بدأت الشرطة تعرف موقعهم والالتفاف حول الحافلة، حاولت أن تطلق الرصاص على السائق، فأشار الأطفال لهم بالا تفعلوا: "كانت الحافلة مليئة بالمواد القابلة للاشتعال ولو تم إطلاق رصاصة واحدة كانت ستنفجر ونحن داخلها".

هدأت الأوضاع وتمكنت الشرطة الإيطالية من الحفاظ على أرواح الأطفال بسلام دون وجود ضحايا.

سألنا رامي في نهاية حوارنا هل أخذ سائق الحافلة عقابه كانت إجابته صادمة: "أنا أشعر بالشفقة عليه وعلى أسرته، فقدهم في البحر العام الماضي ، ولديه طفل في مدرسة قريبة منا أخبرته المدرسة أنه لم يعد مرغوبا فيه، وبدأ أصدقاؤه في الابتعاد عنه، واليوم أخبرني أحد زملائي في مدرسة نجل خاطف الحافلة أن الأطفال أهانوه بشدة وأبعدوه عنهم".
Advertisements
الجريدة الرسمية