رئيس التحرير
عصام كامل

أفلام الرعب خطر يطارد الأطفال.. انتحار طفلة بالتجمع الخامس.. يعانون من صعوبة في النوم.. سبب في انتشار أعمال العنف بالمدارس.. رفع نسبة الأدرينالین يؤثر على القلب.. وتؤدي إلى الموت

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تؤثر أفلام الرعب سلبيا على الأطفال الذين يشاهدون هذه النوعية من الأفلام الأمر الذي ينعكس على سلوكهم وقد يدفع بعضهم إلى الانتحار أو ارتكاب سلوك عدواني لم يكن معتادا عليه قبل ذلك، الأمر الذي جعلها سببا في إنهاء حياتهم وأيضا حياة المحيطين بهم.


انتحار طفلة
انتحرت طفلة في الصف السادس الابتدائي، شنقا بـ"طرحة" ثبتتها أعلي باب غرفتها، في فيلا بالتجمع الخامس لتنهي حياتها، وتبين من تحريات النيابة العامة لمعاينة الجثة أن الطفلة انتحرت على طريقة فيلم رعب شاهدته، وأمرت النيابة بتشريح الجثة، وجار الاستماع للشهود العيان وأسرة الطفلة.

صعوبة النوم والسلوك العدواني

وأظهرت إحدى الدراسات عام 1999 أن الأفلام المخيفة لها تأثير ضار على صحة الأطفال والمراهقين؛ إذ وجد أن 52% من الأطفال يعانون صعوبة في النوم، أو تناول الطعام بعد مشاهدة مثل هذه النوعية من الأفلام أو البرامج التليفزيونية.

وبالمثل، لاحظ موقع AllPsych وهو موقع يقدم فصولا دراسية على الإنترنت مخصصة لعلم النفس أن الأطفال الذين يتعرضون لمشاهد العنف في مختلف وسائل الإعلام هم الأكثر عرضة لتفاقم مشاعر العداء، وقلة الاستجابة العاطفية تجاه العنف أو الأذى، وهو ما يؤدي بعد ذلك إلى التقليد والاتسام بالسلوك العدواني".

أعمال العنف المدرسي
وأشار مركز سلامة المدارس الوطنية بالولايات المتحدة (NSSC) إلى أن كثير من أعمال العنف التي تغزو المدارس ما هي إلا نتاج أفلام العنف تلك، وبعدما كانت المدارس هي مصدر حصول الطفل على القيم المجتمعية الرشيدة صار الطفل نفسه يشاهد هذه الأفلام ليتعلم منها الأخلاق والقيم، وهذا يتوافق إلى حد كبير مع ما كتبته ساشا إيمنز مدير موقع Parenting.com لموقع الـ(سي إن إن)؛ إذ أوضحت أن ما يقوم به الأطفال على الأرجح هو تقليد أبطال أفلامهم المفضلة، والذين تم الزج بهم في كثير من أفلام العنف.

تجاوز حالة الهدوء
وفسر علماء الأعصاب، التأثير القوى لأفلام الرعب عند مشاهدتها، بأنه عند مشاهدة تلك الأفلام يحدث أمرا "غريبا ولا يصدق" للعقل، وهي أنها تتغلب على تثبيط نظام الحركة في الجسم، بفعل رؤية مشهد مروع قوي، حسبما يوضح مايكل جرابوسكي، أستاذ الاتصالات بكلية مانهاتن ومؤلف كتاب "Neuroscience and Media: New Understandings and Representations"، وفقا لمجلة "بيزنس إنسايدر" الأمريكية.

ويقول جرابوسكي: "نحن نقفز أو نصرخ ونحن على الاريكة عند المشاهدة، لأن فيلم الرعب يتجاوز حالتنا الهادئة، ويقوم بتنشيط غريزة أولية لدينا، هي الاستجابة الفورية لحماية أنفسنا وتحذير الآخرين، قبل حصولنا على وقت للتعامل مع ما يخيفنا".

ويركز جرابوسكي في دراساته خلال السنوات الأخيرة على مصطلح جديد هو "Neurocinematics"، والذي يركز في المقام الأول على العلاقة بين العقل والتجربة السينمائية، والتي تؤكد في إيجاز أن الأفلام قادرة بسهولة على التلاعب بمشاعرنا وأحاسيسنا، وأن الأمر أصبح غير مقتصر على أفلام الرعب، ولكن في الأفلام التراجيدية، التي تدفعنا لا إراديا لذرف الدموع، على الرغم من علمنا أن أحداثها ليست حقيقية.

نشاط القلب
وأفادت دراسة طبية قام بها عدد من الباحثین المختصین في جامعة لایدن، ونشرت في موقع "مجلة الصحة البریطانیة" بمناسبة الاحتفال بعید المیلاد، بأن مشاهدة أفلام الرعب تؤدي فعلیا إلى الموت.

وبحسب الدراسة فقد تمكن الباحثون من إثبات اختلال الدورة الدمویة لدى الأشخاص الذین یشاهدون هذه الأفلام، وبشكل خاص لدى المدمنین علیها من فئة الشباب، إذ جرت الدراسة على عینة شملت أربعة وعشرین شخصا، وكانت النتیجة الصادمة ھي حدوث ارتفاع في نسبة "العامل VIII" لدى 57 بالمائة منھم بطریقة غیر طبیعیة، وبالتالي ارتفاع احتمال تخثر الدم، وبالتالي احتمال إصابتھم بالجلطات، لیضاف الاكتشاف الجدید إلى عامل آخر، ھو ارتفاع نسبة الأدرينالین التي قد تكون خطیرة على نشاط القلب.
الجريدة الرسمية