نقص أدوية الإيدز يهدد حياة 16 ألف مصري.. المتعايشون مع المرض يشتكون من عدم توافر دوائهم في حميات العباسية.. و«البديل» مرفوض خوفًا من الآثار الجانبية.. و«الصحة» تؤكد توفير العقار في
16 ألف متعايش بمرض الإيدز، وفقا لآخر إحصائيات برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز، بخلاف الحالات التي لم يتم اكتشافها حتى الآن، وتقدم وزارة الصحة من خلال برنامج مكافحة الإيدز جميع خدمات الفحص والمشورة للمتعايشين والمرضى وصرف العلاج لهم، وخلال الـ15 يومًا الأخيرة ظهرت شكاوى عدد من المتعايشين من نقص العلاج عند الصرف الشهري له، من مستشفى حميات العباسية، مطالبين بتوفير العلاج لهم والذي يمثل حياتهم.
«فيتو» تواصلت مع بعض المتعايشين مع مرض الإيدز، وكذلك وزارة الصحة التي أكدت انتهاء الأزمة خلال شهر على الأكثر.
«محمود» أحد المتعايشين من القاهرة، يُصرف العلاج الشهري له من مستشفى حميات العباسية، أكد أنه حاول التواصل مع المسئولين عدة مرات ولم يجد أي استجابة، مشيرًا إلى أنه «يحصل على عقارين أحدهم ثابت بالنسبة للمرضى والثاني متغير حسب نوع الفيروس في الجسم».
«محمود» أوضح أنه يعرف إصابته بفيروس الإيدز منذ 6 أشهر، وأصبح حاملا لفيروس نقص المناعة المكتسب، قال: «المتعايشون يجب حصولهم على الدواء وإجراء التحاليل في مستشفى حميات العباسية، فضلًا عن أنه بعد إجراء التحاليل في المستشفى يظل المتعايش شهرًا أو أكثر لحين البدء في صرف العلاج»، كما أشار إلى أنه خلال الأشهر الستة الماضية كان يحصل عليه شهريًا، ومنذ شهر لم يصرف الجرعة المخصصة، ويذهب يوميًا للمستشفى للسؤال إذا كان العلاج متوافرا، مشددًا على أن العقار تكلفته مرتفعة الثمن خارج المستشفى.
وأكد أنه «بعد أن تحسنت حالته وانخفضت نسبة الفيروس في الجسم، وأصبح غير معدٍ يمكن في حالة تأخر تناول العلاج أن يعود الفيروس للزيادة في الجسم»، موضحًا أن الطبيبة المسئولة عن علاجه طلبت منه تناول العقار البديل إلا أنه يسبب آثارا جانبية، ولا يمكن تغيير الدواء إلا بعد إجراء تحليل ورفضت المستشفى ذلك.
في نفس السياق أكد محمود فؤاد، مدير مركز الحق في الدواء، عدم توافر الدواء المضاد للفيروس«Le dolutégravir» في المخزن المركزي بمستشفى حميات العباسية بالقاهرة منذ أكثر من أسبوعين، وتابع: نقص العقار يمثل مشكلة حقيقية للمتعايشين مع الفيروس في مصر، وقد يؤدي انقطاع العلاج إلى أضرار صحية جسيمة، وربما إلى عدم استجابة الجسم للعلاج مرة أخرى، نتيجة التوقف عن تناول الدواء، كما أن نقص العلاج يعرض الأفراد المتعايشين مع الفيروس للخطر، وربما إلى الوفاة جراء تدهور جهاز المناعة، وما يحدث انتهاك صريح للحق في الصحة مع تلقى المركز لشكاوى عديدة من المتعايشين.
بدوره قال جهاد يونس، مدرب معتمد للدعم النفسي للمتعايشين مع الإيدز من منظمة الصحة العالمية: مراكز الفحص والمشورة للمتعايشين مع الإيدز موجودة في مستشفيات الحميات بالعباسية في القاهرة وبنها بالقليوبية وإمبابة والمنصورة والإسكندرية، وعن رحلة علاج المتعايش مع الإيدز أكد «يونس» أن «الإنسان يجري تحليلا تأكيديا للإصابة بالفيروس ونسبة المناعة ثم تحليلا عدديا لنسبة الفيروس بالدم، ولكي يمارس الشخص المتعايش حياة طبيعية يجب أن يكون الفيروس في الدم أقل من 50، والخلايا المناعية أكثر من 400.
وتابع: يوجد علاج يحصل عليه المتعايش طوال حياته عبارة عن قرصين أحدهما يحتوي على مواد فعالة، وذلك لجميع المتعايشين، بينما يوجد قرص يحتوي على مادة فعالة واحدة يعطي للمتعايش حسب نوع الفيروس الذي ينقسم إلى نوعين في مصر، والنوع الثاني علاجهم متوفر بينما النوع الأول علاجهم غير متوافر.
«يونس» أضاف: علاج المتعايشين مع الإيدز منذ سنوات كان متوافرا في بعض الصيدليات، وبعد ذلك احتكر توفيره في منافذ وزارة الصحة، وحاليا النوع غير المتوافر في مخزن الصحة يباع في السوق السوداء بـ4 آلاف جنيه، والبديل الذي يرغب المستشفى في صرفه للمتعايشين له آثار جانبية على الكلى والكبد، ولا يوجد مانع من تناوله لكن بشرط أن تصدر وزارة لصحة منشورا رسميا بذلك.
كما كشف أنه تواصل مع أعضاء في مجلس النواب، تواصلوا بدورهم مع الصحة ولم توجد أي استجابة، ومن أسبوع أكد مسئول بالصحة توافر 300 عبوة في مخزن حميات العباسية، ويمكن للمتعايشين الصرف ولم يحدث ذلك، مشيرًا إلى أنهم يسمعون أسبابا للنقص مختلفة، منها عدم حساب الاحتياطي المطلوب بدقة أو تأخر الدواء في الجمارك.
وعن مراحل الإصابة بالمرض أكد «يونس» أن «الإنسان عندما يصاب بالمرض يظل الفيروس مختفيا في الجسم بعدها لفترة لا تزيد على 3 أشهر، وبالأجهزة الدقيقة يمكن اكتشاف الإصابة خلال 14 يومًا، وبعد ذلك يبدأ الجسم في التعرف على الفيروس، ويحاول الجهاز المناعي القضاء عليه، ثم المرحلة الثالثة وهي انهيار المناعة، ويصبح الإنسان مريضا بفيروس الإيدز، وبعد تناول الدواء يصبح الإنسان متعايشا مع الإيدز طوال حياته، والعلاج ينقل الإنسان من خانة «مريض» إلى خانة «متعايش»، مع الأخذ في الاعتبار أنه لو توقف العلاج يعود للمريض مرة ثانية ويصبح عرضة للإصابة بجميع الأمراض.
على الجانب الآخر كشف مصدر مسئول بوزارة الصحة في تصريحات أن «العقار الذي يشكو منه المرضى هو خط علاجي حديث وفرته وزارة الصحة منذ عام لأنه أقل في الأعراض الجانبية، وأفضل من الخطوط العلاجية القديمة، إلا أنه كان عليه إقبال كبير من المتعايشين، وحاليا توجد كميات منه في الجمارك لا تزال تحت التحليل والفحص تمهيدًا لحصوله على شهادة الإفراج الجمركي وتوزع على مخازن مستشفيات الحميات».
وتابع: برنامج مكافحة الإيدز بوزارة الصحة في أوائل عام 2018 وفر العقار وتسعى وزارة الصحة حاليا إلى تصنيعه محليًا، ومن المقرر انتهاء فجوة عدم توفيره خلال شهر على الأكثر، مع الأخذ في الاعتبار أن جميع الأدوية أصبحت الدولة تتحمل تكلفتها منذ عام ونصف بدلًا من المنح والمعونات الأجنبية ويوفر للمتعايشين بالمجان، كما كشف أن «المستشفيات وفرت البديل القديم للمتعايشين لحين توفير العلاج الحديث إلا أنهم رفضوا»، مشددًا على أن ما تردد عن نقص العقار نهائيا وعدم توفيره مرة ثانية مجرد شائعات.
وأشار المصدر ذاته إلى أن «شكوى المتعايشين من صرف العلاج شهريا ورغبتهم في صرفه كل 3 أشهر، أو كل مدة، مرفوضة لأن المريض يجب حضوره كل شهر إلى مركز الفحص والمشورة لكي يجري لها تحاليل ومتابعة نسبة الفيروس في الدم وكذلك صرف العلاج وضمان حصولهم عليه تحسبا لمنع بيعه خارج المستشفى، هذا إلى جانب أن برنامج مكافحة الإيدز يخصص خطًا ساخنًا للمتعايشين لتقديم أي شكوى ويمكنهم التواصل مع الخط الساخن للاستعلام عن موعد توفير العلاج.
"نقلا عن العدد الورقي"..
«محمود» أوضح أنه يعرف إصابته بفيروس الإيدز منذ 6 أشهر، وأصبح حاملا لفيروس نقص المناعة المكتسب، قال: «المتعايشون يجب حصولهم على الدواء وإجراء التحاليل في مستشفى حميات العباسية، فضلًا عن أنه بعد إجراء التحاليل في المستشفى يظل المتعايش شهرًا أو أكثر لحين البدء في صرف العلاج»، كما أشار إلى أنه خلال الأشهر الستة الماضية كان يحصل عليه شهريًا، ومنذ شهر لم يصرف الجرعة المخصصة، ويذهب يوميًا للمستشفى للسؤال إذا كان العلاج متوافرا، مشددًا على أن العقار تكلفته مرتفعة الثمن خارج المستشفى.
وأكد أنه «بعد أن تحسنت حالته وانخفضت نسبة الفيروس في الجسم، وأصبح غير معدٍ يمكن في حالة تأخر تناول العلاج أن يعود الفيروس للزيادة في الجسم»، موضحًا أن الطبيبة المسئولة عن علاجه طلبت منه تناول العقار البديل إلا أنه يسبب آثارا جانبية، ولا يمكن تغيير الدواء إلا بعد إجراء تحليل ورفضت المستشفى ذلك.
في نفس السياق أكد محمود فؤاد، مدير مركز الحق في الدواء، عدم توافر الدواء المضاد للفيروس«Le dolutégravir» في المخزن المركزي بمستشفى حميات العباسية بالقاهرة منذ أكثر من أسبوعين، وتابع: نقص العقار يمثل مشكلة حقيقية للمتعايشين مع الفيروس في مصر، وقد يؤدي انقطاع العلاج إلى أضرار صحية جسيمة، وربما إلى عدم استجابة الجسم للعلاج مرة أخرى، نتيجة التوقف عن تناول الدواء، كما أن نقص العلاج يعرض الأفراد المتعايشين مع الفيروس للخطر، وربما إلى الوفاة جراء تدهور جهاز المناعة، وما يحدث انتهاك صريح للحق في الصحة مع تلقى المركز لشكاوى عديدة من المتعايشين.
بدوره قال جهاد يونس، مدرب معتمد للدعم النفسي للمتعايشين مع الإيدز من منظمة الصحة العالمية: مراكز الفحص والمشورة للمتعايشين مع الإيدز موجودة في مستشفيات الحميات بالعباسية في القاهرة وبنها بالقليوبية وإمبابة والمنصورة والإسكندرية، وعن رحلة علاج المتعايش مع الإيدز أكد «يونس» أن «الإنسان يجري تحليلا تأكيديا للإصابة بالفيروس ونسبة المناعة ثم تحليلا عدديا لنسبة الفيروس بالدم، ولكي يمارس الشخص المتعايش حياة طبيعية يجب أن يكون الفيروس في الدم أقل من 50، والخلايا المناعية أكثر من 400.
وتابع: يوجد علاج يحصل عليه المتعايش طوال حياته عبارة عن قرصين أحدهما يحتوي على مواد فعالة، وذلك لجميع المتعايشين، بينما يوجد قرص يحتوي على مادة فعالة واحدة يعطي للمتعايش حسب نوع الفيروس الذي ينقسم إلى نوعين في مصر، والنوع الثاني علاجهم متوفر بينما النوع الأول علاجهم غير متوافر.
«يونس» أضاف: علاج المتعايشين مع الإيدز منذ سنوات كان متوافرا في بعض الصيدليات، وبعد ذلك احتكر توفيره في منافذ وزارة الصحة، وحاليا النوع غير المتوافر في مخزن الصحة يباع في السوق السوداء بـ4 آلاف جنيه، والبديل الذي يرغب المستشفى في صرفه للمتعايشين له آثار جانبية على الكلى والكبد، ولا يوجد مانع من تناوله لكن بشرط أن تصدر وزارة لصحة منشورا رسميا بذلك.
كما كشف أنه تواصل مع أعضاء في مجلس النواب، تواصلوا بدورهم مع الصحة ولم توجد أي استجابة، ومن أسبوع أكد مسئول بالصحة توافر 300 عبوة في مخزن حميات العباسية، ويمكن للمتعايشين الصرف ولم يحدث ذلك، مشيرًا إلى أنهم يسمعون أسبابا للنقص مختلفة، منها عدم حساب الاحتياطي المطلوب بدقة أو تأخر الدواء في الجمارك.
وعن مراحل الإصابة بالمرض أكد «يونس» أن «الإنسان عندما يصاب بالمرض يظل الفيروس مختفيا في الجسم بعدها لفترة لا تزيد على 3 أشهر، وبالأجهزة الدقيقة يمكن اكتشاف الإصابة خلال 14 يومًا، وبعد ذلك يبدأ الجسم في التعرف على الفيروس، ويحاول الجهاز المناعي القضاء عليه، ثم المرحلة الثالثة وهي انهيار المناعة، ويصبح الإنسان مريضا بفيروس الإيدز، وبعد تناول الدواء يصبح الإنسان متعايشا مع الإيدز طوال حياته، والعلاج ينقل الإنسان من خانة «مريض» إلى خانة «متعايش»، مع الأخذ في الاعتبار أنه لو توقف العلاج يعود للمريض مرة ثانية ويصبح عرضة للإصابة بجميع الأمراض.
على الجانب الآخر كشف مصدر مسئول بوزارة الصحة في تصريحات أن «العقار الذي يشكو منه المرضى هو خط علاجي حديث وفرته وزارة الصحة منذ عام لأنه أقل في الأعراض الجانبية، وأفضل من الخطوط العلاجية القديمة، إلا أنه كان عليه إقبال كبير من المتعايشين، وحاليا توجد كميات منه في الجمارك لا تزال تحت التحليل والفحص تمهيدًا لحصوله على شهادة الإفراج الجمركي وتوزع على مخازن مستشفيات الحميات».
وتابع: برنامج مكافحة الإيدز بوزارة الصحة في أوائل عام 2018 وفر العقار وتسعى وزارة الصحة حاليا إلى تصنيعه محليًا، ومن المقرر انتهاء فجوة عدم توفيره خلال شهر على الأكثر، مع الأخذ في الاعتبار أن جميع الأدوية أصبحت الدولة تتحمل تكلفتها منذ عام ونصف بدلًا من المنح والمعونات الأجنبية ويوفر للمتعايشين بالمجان، كما كشف أن «المستشفيات وفرت البديل القديم للمتعايشين لحين توفير العلاج الحديث إلا أنهم رفضوا»، مشددًا على أن ما تردد عن نقص العقار نهائيا وعدم توفيره مرة ثانية مجرد شائعات.
وأشار المصدر ذاته إلى أن «شكوى المتعايشين من صرف العلاج شهريا ورغبتهم في صرفه كل 3 أشهر، أو كل مدة، مرفوضة لأن المريض يجب حضوره كل شهر إلى مركز الفحص والمشورة لكي يجري لها تحاليل ومتابعة نسبة الفيروس في الدم وكذلك صرف العلاج وضمان حصولهم عليه تحسبا لمنع بيعه خارج المستشفى، هذا إلى جانب أن برنامج مكافحة الإيدز يخصص خطًا ساخنًا للمتعايشين لتقديم أي شكوى ويمكنهم التواصل مع الخط الساخن للاستعلام عن موعد توفير العلاج.
"نقلا عن العدد الورقي"..