رئيس التحرير
عصام كامل

في الذكرى الأربعين لرحيله.. من هو القمص بيشوي كامل؟

القمص بيشوي كامل
القمص بيشوي كامل

تحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الذكرى الأربعين لرحيل القمص بيشوي كامل إسحق أسعد، والذي رحل في مارس 1979 م، ويعتبر أحد أشهر الأسماء في الكنيسة الأرثوذكسية.


والاسم قبل الكهنوت سامي كامل اسحق أسعد، ولد في مدينة دمنهور بالبحيرة، حصل على بكالوريوس علوم (قسم جيولوجيا) من جامعة الإسكندرية سنة 1951 بتقدير جيد، والتحق بمعهد التربية العالي للمعلمين وحصل على دبلوم تربية وعلم نفس سنة 1952 بتقدير ممتاز وكان ترتيبه الأول على دفعته.

وعمل كمدرس للكيمياء بمدرسة الرمل الثانوية للبنين بالإسكندرية، كما حصل على ليسانس آداب - قسم فلسفة - سنة 1954، وفي نفس الوقت التحق بالكلية الإكليريكية بالإسكندرية وحصل على بكالوريوس العلوم اللاهوتية سنة 1956، وكان الأول على دفعته.

وعين معيدا بمعهد التربية العالي بالإسكندرية سنة 1957 وهو معهد تابع لوزارة التربية والتعليم، والتحق بكلية التربية بالقاهرة سنة 1958 وحصل على دبلوم التخصص في علم النفس في أكتوبر سنة 1959.

وبدأ القمص بيشوي كامل خدمته سنة 1948 وهو في السابعة عشر من عمره وهو ما زال طالبا في الجامعة بخدمة التربية الكنسية بكنيسة السيدة العذراء بمحرم بك، واستمر في خدمته مع دراسته بنجاح - وكانت خدمة مدارس الأحد في ذلك الوقت تقام في المدارس القبطية المحيطة بالكنيسة إلا أن الخادم سامي كامل نجح بنقل خدمة مدارس الأحد إلى داخل حضن الكنيسة.

وفي آخر أيام شهر ديسمبر عام 1954 ومع فترة صوم الميلاد، اختار طريق الرهبنة، ووقع اختياره على دير السريان بوادي النطرون، وبدأ يعد نفسه لذلك -إلا أنه خلال استعداده للسفر إلى الدير مرض والده بجلطة دموية فأرجأ الفكرة لوقت آخر، ولكن اشتياقه ظل داخله فكان يذهب في رحلات إلى الدير وحدث أثناء إحدى تلك الزيارات أن دخل إلى المقصورة حيث جسد القديس بيشوي في ديره وأخذ يناجيه: "يا ريت أتشرَّف باسمك يا أنبا بيشوي" فقد كان يتمنى أن يصبح راهبًا باسم بيشوي ولكن إرادة الله كانت أن يصبح كاهِنًا باسم بيشوي لتتلاقى الإرادتين معًا.

وحدث مساء الأربعاء 18 نوفمبر سنة 1959 أن سامي كامل أخذ فصله لمدارس التربية إلى الدار البابوية بالإسكندرية لنوال بركة البابا كيرلس السادس، وما أن قبَّل يديه حتى فوجئ بالبابا وهو يخبره بأنه سيرسمه كاهنًا بعد أربعة أيام.

وكان البابا قبل دخول سامي جالسًا مع أب كاهن ذي حساسية روحية عميقة هو القمص مينا اسكندر، وكانا يتناقشان حول قطعة أرض اشترتها الباباوية القبطية بالإسكندرية على خط الترام في اسبورتنج لإقامة كنيسة باسم مار جرجس وقال البابا "لن نستطيع البدء في بناء الكنيسة قبل رسامة كاهن خاص بها".

وما كاد ينتهي من القول حتى دخل سامي بأولاده في التربية الكنسية، فهتف أبونا مينا على الفور "ها هو الشاب الذي يصلح لأن يرعى شعب كنيسة مار جرجس" وبعد أسئلة قليلة وضع البابا الصليب على رأس سامي كامل ويقول: "أنها علامة معطاة من الله أن تصبح كاهنا وسأرسمك الأحد المقبل".
الجريدة الرسمية