رئيس التحرير
عصام كامل

المهاجرون الروس.. سلاح ليبرمان لضرب نتنياهو في الانتخابات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

ليس وزير جيش الاحتلال السابق، أفيجدور ليبرمان، وحده الذي يعول على أصوات المهاجرين الروس لكسب الأصوات في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة، بل الأحزاب الصغيرة أيضًا تتصارع فيما بينها لجذب الناخبين الروس من أجل الوصول لنسبة الحسم التي تمكنهم من اجتياز انتخابات الكنيست المقرر لها في التاسع من أبريل المقبل.


السلع الناعم
ويقاتل حزب "إسرائيل بيتنا" بزعامة أفيجدور ليبرمان، من أجل كل صوت ويستثمر جهدًا وموارد كبيرة للحفاظ على ناخبيه التقليديين من المهاجرين الروس والاتحاد السوفيتي.

ويعتبر المهاجرون الروس السلاح الناعم والصوت الداعم لليمين الإسرائيلي المتطرف وخاصة حزب ليبرمان الذي ولد في كيشيناو عاصمة مولدوفا وهي إحدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق وبالتالي فهو دومًا يعول عليهم، وخاصة هذه المرة لأن استطلاعات الرأى كشفت عن تراجع شعبيته بما لا يمكنه حتى من تجاوز نسبة الحسم لخوض الانتخابات.

لكن الأزمة الأكبر التي تواجه ليبرمان هي أن مهاجري الاتحاد السوفيتي السابق أو ما يطلق عليهم المهاجرون الروس كان حزب ليبرمان دومًا هو بيتهم إلا أن أبناء هؤلاء المهاجرين الجدد يرفضون ليبرمان على الرغم من أن أباءهم ما زالوا داعمين له، وحاليًا بلغ الصراع والقتال بين الأحزاب الإسرائيلية وخاصة الصغيرة منها أشده من أجل نيل أصوات المهاجرين الروس.

هدف سياسي
ويقول الإعلام الإسرائيلي إنه على الرغم من مرور ثلاثة عقود على الهجرة الكبيرة من الاتحاد السوفيتي، إلا أن هذا القطاع لا يزال هدفًا سياسيًا جذابًا للمرشحين الإسرائيليين.

وأشار إلى أنه يقدر لهم نحو 15 مقعدًا وتقدر الاستطلاعات أن لديهم عشرات الآلاف على الأقل من الأصوات علمًا بأن 3-4 مقاعد - ما زالت معلقة في الهواء، موضحًا أنه كان يتم تقسيم صوتهم بين الأحزاب الرئيسية مثل الليكود ويوجد مستقبل، بالإضافة إلى حزب إسرائيل بيتنا، الذي كان منذ بدايته الحزب الوحيد الذي ركز مفاوضات الائتلاف لصالح جمهور الاتحاد السوفيتي السابق، لكن تغيرت الأمور هذه المرة وفضلت الأحزاب الصغيرة إرسال الرسالة بشكل فردي لمحاولة جمع الأصوات الروسية لهم وحدهم.

وعلى سبيل المثال حزب "اليمين الجديد"، الذي ربما تكون هويته الدينية القومية قد ردعت هذا الجمهور العلماني في الماضي، فإنهم يعتزمون تخصيص الوقت للانتخابات بالتركيز على الناخبين الروس.

وتظهر الدراسات الاستقصائية المتعمقة أن نحو 10 في المائة من سكان المهاجرين السوفييت السابقين، الذين يشكلون نحو مقعدين، يدعمون اليمين الجديد وأن هناك إمكانية لتجنيد ناخبين إضافيين بينهم.

جمهور العلمانيين
أما ليبرمان مصر على كسب أصواتهم، ما دفعه إلى الدخول في مواجهة مع طائفة الحريديم بعد أن نشر على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" مقطع فيديو يسخر منهم فيه لاسترضاء جمهور العلمانيين من المهاجرين الروس، وارتدى ليبرمان خلال الفيديو الذي أعاد نشره موقع القناة الثانية العبرية، ملابس حاخام وبيده ورقة على أنها حكم للشريعة قال: "أنا الحاخام ليبرمان أسمح بتشغيل وسائل النقل العام أيام السبت والزواج المدني".

ومن المعروف أن المتدينين الحريديم في إسرائيل يرفضون تشغيل وسائل المواصلات أيام السبت وكذلك الزواج المدني، وهو ما اعتبره المتشددون سخرية منهم واستفزاز لهم ولم يتأخروا في الرد على ليبرمان، ووصفوا ما فعله بالنكات الغبي، واتهموا أنه يعاني من أزمة بسبب فشله في الحصول على نسب جيدة في استطلاعات الرأى في الانتخابات الإسرائيلية المقرر لها أبريل المقبل.
الجريدة الرسمية