رئيس التحرير
عصام كامل

"القصير".. أعرق محافظات سوريا.. تجمع بين اللبنانيين والسوريين.. يفصلها عن لبنان في بعض نقاط الحدود 5. 1 كم.. تنتج أجود أنواع التفاح والمشمش.. أصابها الكساد التجاري منذ اندلاع الثورة

قوات سورية - صورة
قوات سورية - صورة أرشيفية


"القصير" إحدى مدن محافظة حمص السورية، والتي شهدت مؤخرًا اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري الحر والقوات النظامية لجيش بشار، وزعم الائتلاف الوطني السوري مقتل نحو ثلاثين شخصًا من أعضاء حزب الله اللبناني يقاتلون لصالح "الأسد"، وتتميز القصير بمساحتها الكبيرة، واحتوائها على مختلف أنواع النشاطات الزراعية والصناعية والتجارية، وكثرة القرى التابعة إداريّا لها ..
وتبعد هذه المدينة عن مدينة حمص غربًا حوالي 35 كم، وعن الحدود اللبنانية 15 كم، وهي سهول وليس بها مرتفعات كثيرة، والقسم الأكبر من أراضيها مروية من نهر العاصي، وهناك قسم آخر "بَعْلِي" لا تصل إليه مياه النهر، وتقع جنوب غرب مدينة حمص، وتعد حلقة الوصل بين الريف اللبناني الشمالي وريف محافظة حمص الجنوبي، وازدهرت هذه المنطقة بسبب النشاط التجاري بين السكان في مناطق شمال لبنان والسكان في المناطق المقابلة من الحدود السورية، وقد تضاءل التبادل التجاري منذ بدء الثورة السورية التي بدأت عام 2011م .
عدد سكان المدينة حوالي 42 ألف نسمة، يتبع لها إداريّا أكثر من 40 قرية، يصلها بمدينة "حمص" طرق المواصلات التي تؤمّن لسكان المدينة الاتصال المباشر بباقي القرى، كما كانت قديمًا محطة مهمة في خط السكك الحديدية التي كانت تربط سوريا بلبنان، من خلال سكة حديد "رياق-حلب"، ولكن بعد اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية عام 1978 توقف العمل بهذا الخط.
تنتج المدينة أنواعًا مختلفة من المحاصيل الزراعية، وذلك بسبب مناخها الذي يساعد على الزراعة، فتقوم "القصير" بإنتاج التفاح والمشمش الذي تمتاز به عن المناطق الأخرى، أمّا الحبوب فتزرع القمح والشعير أيضًا الذي له ميزاته الخاصة أيضًا، يضاف إليها أشجار الزيتون التي تزرع بمختلف أنواعها، لذلك تجد في "القصير" الكثير من معاصر الزيتون التي تنتج زيت الزيتون النقي والصافي، وفيها مدارس كثيرة أهمها ثانوية عمر المختار وثانوية غسان إدريس الصناعية وعدة إعداديات ومدارس ابتدائية كثيرة.
وهذه معظم القرى بمدينة القصير السورية، وما بها من فصائل سواء كانوا سنُة أو شيعة: 
الجنطلية: سكانها شيعة من السوريين واللبنانيين، وعدد سكانها بين 300 و400 نسمة، وهي تقع تمامًا على الحدود، وهي مبنية على المنطقة العقارية "المعيصرة" التابعة للقصير، وهذه القرية تتبع بلدية البرهانية. 
الصفصافة: ويبلغ عدد سكانها حوالي 500 نسمة، وهي مختلطة شيعة؛ وكلهم لبنانيون، وسنة، وقد تم تهجير السُّنّة الموجودين بها، وهي مبنية في المنطقة العقارية "الحمام"، وتبعد عن الحدود اللبنانية ضمن الأراضي السورية حوالي2 كم، وهذه القرية تتبع بلدية ربلة. 
الحمام: تبعد عن الحدود اللبنانية 3 كم، وسكانها شيعة لبنانيون، وسكن معهم في الفترة الأخيرة عدة عوائل من السنة السوريين البدو، ويبلغ عدد سكانها حوالي 200 نسمة، وهي مبنية على المنطقة العقارية "الحمام" التابعة للقصير، وهذه القرية تتبع بلدية البرهانية. 
مطربا: سكانها من الشيعة اللبنانيين، ويبلغ عدد سكانها حوالي 200 نسمة، وهي تقع على بعد 1500 متر عن الحدود اللبنانية، وهي مبنية على المنطقة العقارية "مطربا" التابعة للقصير، والتي تتبع بلدية البرهانية. 
زيتا: وهي أكبر القرى الشيعية الموجودة بالقرب من الحدود اللبنانية، وعلى بعد عن الحدود اللبنانية 3 كم، وسكانها شيعة بالكامل، ويبلغ عدد سكانها حوالي 3500 نسمة، منهم حوالي 500 من سوريا، المبنية على المنطقة العقارية "زيتا" التابعة للقصير، وهي تتبع بلدية البرهانية. 
الديابية: ويبلغ عدد سكانها حوالي 700 نسمة، وهم شيعة معظمهم سوريون، وتبعد عن الحدود اللبنانية السورية 15 كم، وتحتوي على حقل رمي للجيش السوري الأسدي، وهي مبنية على المنطقة العقارية "الديابية" التابعة للقصير، وتتبع بلدية الدمينة الشرقية. 
كوكران: وهي قرية قريبة من الديابية، وسكانها شيعة لبنانيون، وعدد سكانها حوالي 200 نسمة تبعد الحدود اللبنانية السورية 17 كم، والتابعة للقصير، وهي مبنية على المنطقة العقارية كوركران، والتابعة إداريّا لبلدية الدمينة الشرقية. 
الفاضلية: وهي قرية سكانها من الشيعة وبعض العلويين، وهم سوريون ولبنانيون، عدد سكانها حوالي 700 نسمة، وهي مبنية على المنطقة العقارية زيتا، والمنطقة العقارية العقربية التابعة للقصير، وتتبع بلدية العقربية، وتبعد عن الحدود اللبنانية حوالي 3 كم. 
وادي حنا: وهي قرية سكانها من الشيعة اللبنانيين، ويبلغ عدد سكانها حوالي 200 نسمة، وهي مبنية على المنطقة العقارية وادي حنا التابعة للقصير، وتبعد عن الحدود السورية اللبنانية حوالي 2 كم، وهي قرية جبلية قام النظام خلال السنوات الماضية بحفر نفق ومستودع للأسلحة الكيميائية يصل إلى داخل الأراضي اللبنانية ضمن الجبال، وتسمى المنطقة سهلات المي، وهي لبنانية ضمن الأراضي اللبنانية، والنفق بدايته في الأراضي السورية بالقرب من منزل "جاد كريم نمر" في الأراضي السورية، وهذه القرية تابعة إداريّا لبلدية العقربية. 
بلوزة: وهي قرية مختلطة سنة وشيعة سوريين ولبنانيين، ويبلغ عدد سكانها حوالي 400 نسمة، مبنية على المنطقة العقارية أكوم معيان، التابعة للقصير والتابعة إداريّا لبلدية العقربية، وهي تبعد عن الحدود اللبنانية حوالي 4 كم.
حاويك: وهي قرية سكانها سنة وشيعة وسوريون ولبنانيون، وتحتوي من بين أبنائها على ضباط من الجيش السوري، وعدد سكانها حوالي 2000 نسمة، وهي تبعد عن الحدود اللبنانية السورية 5 كم، وهي مبنية على المنطقة العقارية حاويك، وأراضيها بالكامل ملك الجمهورية العربية السورية ( أملاك عامة ) التابعة للقصير، وهي تتبع إداريّا لبلدية العقربية. 
وقد أكد الائتلاف الوطني السوري أن القرى السابقة تخضع لسيطرة ميليشيات حزب الله اللبناني واللجان الشعبية المشكلة من قبلهم، وبإشراف الحزب، وقد تم تسليح المدنيين بأسلحة خفيفة ومتوسطة من قبل حزب الله، بالإضافة للأسلحة الثقيلة المتواجدة بمقرات الحزب بالقرى اللبنانية على الحدود السورية.
وقد احتل الحزب تلك القرى وبعض القرى السنية السورية والمنتشرة جغرافيّا بين تلك القرى، وهي :
المصرية: وسكانها من عرب أبو جبل، سوريون، يبلغ عدد سكانها حوالي 400 نسمة، وتقع بين الحدود اللبنانية وقرية الصفصافة والجنطلية. 
السوادية: وهي قرية سكانها سنة، سوريون، من عرب الشقيف، ويبلغ عدد سكانها حوالي 500 نسمة ملاصقة تمامًا لقرية زيتا من جهة الشمال، ومن الجنوب قرية "مطربا"، ومن الغرب الفاضلية. 
البجاجية: وهي قرية سكانها سنة سوريون، ويبلغ عددهم حوالي 300 نسمة، وهي محصورة ما بين الفاضلية من الغرب، وزيتا من الجنوب والشرق. 
السكمانية: وهي قرية سكانها سنة سوريون، من عرب الفواعرة، تم تهجيرهم لرفضهم احتلال الحزب لقريتهم، فتم قتل بعض أبنائهم، وفر الباقون وتركوا بيوتهم وأراضيهم، وهي بالقرب من قرية زيتا من جهة الشمال، وتحد من شرقها قرية البرهانية. 
السماقيات: وهي قرية سكانها من السنة السوريين، وهي محاددة لقرية حاويك من جهة الشمال، وقم تم تهجير بعض سكانها، ‏وفرض الوصاية الحزبية ( حزب الله ) على المتبقين مقابل بقائهم في منازلهم، ويبلغ عدد سكان هذه القرية حوالي 600 نسمة. 
أكوم: وهي قرية سكانها كلهم سوريون سُنّة، تم تهجير معظمهم من قبل ميليشيات حزب الله، ولم يبق في القرية إلا جزء من كبار ‏السن الذين رفضوا ترك منازلهم للسرقة والنهب، ويبلغ عدد سكان هذه القرية حوالي 1000 نسمة، وهي محصورة بين الحدود ‏اللبنانية من جهة الغرب والجنوب، ومن الشرق حاويك. 
والقرى السورية التي يرد احتلالها من قبل الحزب هي ملاصقة لتلك القرى المذكورة وهي :
النهرية: وهي بجوار الصفصافة من الشرق، ويبلغ عدد سكانها حوالي 600 نسمة، وهم من عرب أبو جبل والطويلع. 
أبو حوري: وهي قرية ملاصقة لقرية الحمام، ويبلغ عدد سكانها حوالي 450 نسمة، وسكانها من عرب الفواعرة والفلاحين. 
سقرجة: وهي ملاصقة تمامًا لقرية زيتا والمعيصرة، ويبلغ عدد سكانها حوالي 1500 نسمة وهي من عرب المقالدة وهي سورية ‏بالكامل. 
البرهانية: ويبلغ عدد سكانها حوالي 1000 نسمة، وسكانها من عرب المقالدة، وهي سورية بالكامل. 
الأذنية: ويبلغ عدد سكانها حوالي 200 نسمة، وسكانها من الفلاحين، وهي سورية بالكامل وتقع بالقرب من الصفصافة ‏والحمام. 
الموح: ويبلغ عدد سكانها حوالي 350 نسمة، وسكانها سنة ومسيحيون سوريون، وهي بالقرب من أبو حوري. 
الخالدية: وهي قرية سورية يبلغ عدد سكانها حوالي 400 نسمة، وتقع بالقرب من الحمام.
تقع تجمعات حزب الله ومؤيديه في الأراضي السورية واللبنانية في كل من الفاضلية – زيتا – الجنطلية – كوكران – الديابية – بلوزة – حاويك – مطربا – الصفصافة – الحمام – وادي حنا. 

وتدور الاشتباكات الحالية بين الجيش السوري الحر والقوات النظامية على الحدود القريبة للقرى الشيعية في البرهانية والخالدية والنهرية وأبو حوري، والرضوانية، وسقرجة، والأذنية، والعاطفية وربلة. 

الجريدة الرسمية