أمهات السلفيين!
ألم تسأل أُم أحد هؤلاء السلفيين ابنها ذات مرة: "ما الذي يمكن أن يغضب الله الكريم العظيم منك لأنك جعلت لي يا بُني يوما في العام تحتفل بي وتتجمع عندي أنت وإخوتك ويفعل ذلك كل أبناء الوطن مع أمهاتهم في اليوم نفسه؟".
ألم تسأل إحدى أمهاتهم الفضليات: "كيف يا بُني تكون طاعتك لله ورسوله في أن تكرمني في يوم محدد أنتظره كل عام بدعة؟ حتى لو كان في ذلك مبالغة.. لكن أليست المبالغة في البر والخير كالمبالغة في العبادة أجرهما على نية صاحبهما؟!".
إن كان الحوار السابق جري بصيغة أو بأخرى بين أم واحدة لشيخ من شيوخ السلفيين أو بين عدد منهم مع عدد من أمهاتهم ولم تتغير أفكارهم فنحن أمام عصاة لأمهاتهم، خالفوا أوامر الله التي تأمر بطاعة الوالدين إلا في الشرك بالله.. أو أن حوارا مثل ذلك لم يحدث من الأساس، وهذا أسوأ لأننا سنكون أمام أمهات فقدن الأمل في عقول أبنائهن أو نقف أمام أمهات يخشين الحوار مع أبنائهن أصلا!
على كل حال.. كيف لأناس يرتدون الأزياء العصرية من "بدل" و"كرافت" ثم يستقلون السيارات ويذهبون للبرلمان ويمسكون بمكبرات الصوت للتعبير عن آرائهم، ثم يذيع التلفاز والراديو ما قالوه، ثم يعودون إلى مساجدهم ليستخدموا مكبرات الصوت مرة أخرى للأذان ورفع نداء الصلاة، ثم يطالعون مواقعهم الإلكترونية للرد على أسئلة متابعيهم، وكل ذلك بدع في بدع ثم يتوقفون عند عيد الأم ليرفضوه!!!
وإذا قالوا إنها كلها بدع بعيدة عما شرع الله، ولم توجد على عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام، فهل كان جمع القرآن على عهده؟ هل كان جمع الحديث على عهده؟ هل كان الصنبور الذي يحمل الماء من بعيد للوضوء على عهده؟ هل تصح به الصلاة ونحن لا نرى مصدره رأي العين؟ وهل تصح الصلاة بمكبرات الصوت وهو قطعا ليس صوت الإمام الأصلي، فضلا عن أنه لم يكن على عهد رسول الله؟
وهل جمع الزكاة بشيكات محولة إلى أحد البنوك كان على عهده؟ وهل الذهاب للحج والانتقال بين مكة والمدينة بالطائرة أو بوسائل انتقال حديثة كان على عهده؟ وهل الانتقال الآن بين مكة ومنى بالقطار كان على عهده؟ وما حكم الحج عندئذ؟ وهل نقل ماء بئر زمزم عبر صنابير مثلجة أو تعبئته في زجاجات كان على عهده؟ وهل بذلك تتحقق سنة الشرب منه والحصول على بركته أم لا؟
وهل كان المصحف الإلكتروني على عهده؟ وما حكم التعبد به والتلاوة منه؟ وما حكم الاستماع إلى القرآن من أجهزة التسجيل والكمبيوتر؟ هل هي رجس من عمل الشيطان وسحر من الجان أم هو التقدم والتطور وهي عينها سنن الكون التي تحدث عنها القرآن نفسه؟!
أي عقول تلك؟ وهل أضعنا وقتنا جميعا مع عقول لا تفكر ولن تفكر؟ وعقول لا تفهم ولن تفهم؟!!