رئيس التحرير
عصام كامل

«أم الفحيرة».. لقمة عيش الصعايدة وغذاء الأسماك في الصين (فيديو)

فيتو

في إحدى الحواري الضيقة بشارع السوق، التابع لمركز قوص، جنوب محافظة قنا، يفترش الأرض عدد من الشباب مرتدين الجلباب وبيدهم أجولة للدفع بـ"أم الفحيرة" داخلها أو "الفشة" كما يطلقون عليها، تمهيدًا لتجميعها وحملها بسيارات نقل إلى المصانع التي تقوم بتهيئتها لتصديرها إلى الصين.


"فيتو" زارت مركز أم الفحيرة كما يطلق الأهالي عليه هناك للتعرف أكثر على تلك المهنة التي تعد لقمة عيشهم وغذاء للأسماك في الصين أيضًا.

وقال حسن محمد، أحد العاملين بمهنة "أم الفحيرة"، إن هذه المهنة توارثوها عن آبائهم وأجدادهم منذ عشرات السنين، وهم يعملون في الجلود وأم الفحيرة أو "الفشة" يتم استخراجه بطريقة معينة، ويتم وضعها في الملح لساعات طويلة حتى لا تتعفن تلك القطع البيضاء اللون، ويتم وضعها في الهواء الطلق على أكياس مفترشين بها الأرض، وبعدها يتم تكيسها داخل أجولة مخصصة لها تمهيدًا لنقلها إلى المصانع.

وأضاف مجدي مهنا، أحد العاملين في النقل: "ننقل تلك الأجولة إلى المصانع لعمل غذاء الأسماك ويتم تصديرها إلى الصين، وهذا الغذاء معروف منذ فترة في مصر وخاصة في الصعيد في نجوع وقرى مركز قوص، ونحن نأتي إليهم من الوجه البحري لنقل أم الفحيرة، وفي الصعيد به نسبة كبيرة من الذبائح البلدية، وهذه الأصناف هي المطلوبة لدى المصدرين والمصانع، ويتم تنظيفها وتكيسها بشكل جيد للتصدير".

اللقاء الأخير

وأردف يحيى صابر، أحد العاملين بالتنظيف: "نجمع أم الفحيرة من الجزارين تمهيدًا لوضعها داخل غرف مخصصة لهذا الشأن، ونستخدم كميات كبيرة من الملح لحشوها بها حتى لا تفقد حيويتها أو ملمسها الذي يظل عليها حتى المصنع، وهذه المهنة تكلفنا الكثير من التعب والمجهود، وتسبب لنا مشقة "بس لقمة عيشنا ومنقدرش نسيبها خلاص اتعودنا على الفحيرة واتعودت علينا".

ووصف سيد محمود، أحد العاملين بالمهنة، رحلة التنظيف داخل الغرف المغلقة بـ"اللقاء الأخير" وبعدها تبدأ أم الفحيرة رحلة أخرى مع عاملين آخرين ليتم شحنها إلى الصين ليتغذى عليها السمك، قائلًا "مكناش نعرف إنها غذاء للأسماك في الصين.. وبعدين عرفنا.. وكل ده عشان يبقى الثمن زي ماهو ".

الرائحة الكريهة

وعن أصعب ما يواجه العاملون في هذه المهنة هو الرائحة الكريهة كما وصفها سليمان محمد، أحد العاملين: "نشعر بالغثيان وأمراض متعددة بالصدر، والبعض منا يصاب بضيق في التنفس، ولكن كل هذا في البداية وبعد مرور الوقت نتعود على الرائحة".

وأشار يسري منصور، أحد العاملين، إلى أن الرطوبة والعمل لساعات طويلة في التنظيف والمياه خاصة في الشتاء يصيب بالرطوبة والخشونة بالقدمين واليدين، متابعا: "اتعودنا على الصعب.. ومفيش حاجة سهلة في لقمة العيش".

وأضاف يسري أن الأسعار اختلفت كثيرًا عن السابق، ولا يوجد أي شيء كما هو جميع الخامات زادت الضعف، حتى مستلزمات المهنة تتضاعف وآخرها الملح، ونحن نحتاج إلى ملح خشن وليس الملح المخصص للطعام.
الجريدة الرسمية