رئيس التحرير
عصام كامل

«الست السواقة».. «أم رقية» تعمل على سيارة أجرة لمساعدة زوجها المصاب (فيديو)

فيتو

قررت أن تخوض تجربة العمل لمساعدة زوجها على ظروف المعيشة الصعبة بقيادة سيارة أجرة، وذلك بعدما خرج الزوج على المعاش لمرضه.. حال "أم رقية" - 48 عاما، من سكان مدينة العبور - كحال الكثير من السيدات المصريات اللاتي تقف إلى جانب أسرهن في وقت الشدة ولا تستسلم للواقع الصعب لتثبت للعالم أن المرأة نصف المجتمع.
 


 

 

شغفها وحبها لقيادة السيارات جعلها لا تتقيد كثيرًا بالعادات والتقاليد، فمنذ 10 سنوات قررت أم رقية، أن تخوض تلك التجربة، لتأخذ لقب "الست السواقة"، دون الالتفات إلى كلام البعض ممن ينبذون عمل المرأة، بعدما غلب على المهنة احتكار الرجال لها طوال العقود الماضية.

 

 

قررت أم رقية أن تخوض معركتها مع الحياة الصعبة بطريقتها الخاصة دون ملل، وروت حكايتها مع قيادة السيارات قائلة: "كانت البداية مع عربيتي القديمة الـ 7 راكب من 10 سنين، وكنت في الوقت ده بعمل في شغل الخرز وكنت بوزعه على السيدات في البيوت، ولكن بعد ما زوجي عمل عملية الغضروف مبقاش قادر يتحرك زي الأول، فاتفقنا أنه يطلع معاش مبكر وناخد الفلوس كمقدم لعربية نشتغل عليها".

 

 

لم تتردد "أم رقية" في مساعدة زوجها عندما اقترح عليها أن تعمل في قيادة السيارة وتحمل على كتفيها مسئولية المنزل وقالت: "لما جينا نشتغل على العربية هو معرفش يتأقلم ومتعلمش السواقة بسرعة زي، فقالي إيه رأيك تشتغلي أنتي عليها وتشيلي المسئولية، وبالفعل اشتغلت أنا وكانت كل حاجة عليه من دروس ومصروف بيت وتربية وكل حاجة".

 

 

وبعين تملؤها الحب وبصوت عذب تتدفق منه مشاعر الأمومة الجياشة تتحدث "أم رقية" عن فلذات أكبادها قائلة: "ولادي دول أغلى شيء في حياتي، وممكن اعمل أي حاجة عشان يعيشوا في مستوى أفضل، ربنا رزقني بـ 3 (أحمد 18 سنة، ورقية في أولى ثانوي، ورضوى 4 ابتدائي)، أنا مكملتش تعليمي وبتمنى من ربنا أنه يكرمني في أولادي وأشوفهم في أعلى المراتب ويكملوا تعليمهم، بحاول أكون معاهم الأم والأب وبحاول أكون صديقتهم عشان ميخبوش عليا حاجة؛ لأن في أيام كتير ببقي برا البيت وقت كبير".

 

 

تشق "أم رقية" رحلتها برفقة عربيتها السوداء يوميًا من الساعة السادسة صباحًا وحتى الساعة الخامسة مساءً أو في ساعات متاخرة ليلا، جالسة خلف عجلة القيادة، وتقول: "بخرج كل يوم من الساعة 6 الصبح بوصل الطلاب إلى المدارس وبرجع أجبهم تاني عشان يروحوا".

تقضي "أم رقية" ساعات طويلة وهي تجوب شوارع المدينة بحثًا عن زبون وتوصيله للمكان الذي يريده فتقول: "بين وقت المدرسة ووقت الخروج بستغل الوقت دا في إني أشتغل على العربية توصيلات خارجية، أو مؤخرا بشغل أبلكيشن أحد تطبيقات التوصيل الشهيرة لتوصيل الزبائن إلى أماكنهم المختلفة".

 

 

شعورها بالمتعة وهي تقود سيارتها لتجوب بها أنحاء المدينة يجعلها تزداد الثقة يوما بعد يوم، فهي تعرف طريقها على الطريق واثقة من نفسها دائمًا، تقود سيارتها بشوارع القاهرة المزدحمة مثلها مثل الرجل ليلقبها البعض بـ "ست بـ 100 راجل" فتقول: "قررت أعتمد على نفسي لأكتسب لقمة عيشي ورزقي، وبدأت واحدة واحدة اكتسب الخبرة في السواقة، وحاليًا بسوق أحسن من أي سواق راجل. طول ما انا ماشية بالطريق بكتسب ثقة يوم بعد يوم من التعامل مع الناس ومن أهلي ومن زوجي ومن أولادي".

 

 

"على الطريق مبخفش".. هكذا وصفت "أم رقية" تعاملها خلال القيادة خاصة مع بعض المضايقات التي قد تصدر من البعض لأنها سيدة وليست رجل وتستكمل حديثها قائلة: "أنا على الطريق مبخفش من حد، لما حد يجي يكسر عليه عشان أنا ست مش بسكت له، واللي بيدايقني على الطريق بقلب راجل قدامه وربنا يكفيه شري وقتها، المهنة فيها متاعب خاصة لما بلاحظ نظرات الاستغراب من الناس والرجالة لما بيلاقوا ست إللي بتسوق، ولكن مع مرور الوقت بدأت الناس تتأقلم مع الفكرة وبدأ الناس تشجعني".

 

 

بدأ الآباء والأمهات يطلبونها خصيصًا لتوصيل أبنائهم وبناتهم خاصة بعد انتشار حوادث الخطف، كما تحرص الفتيات والسيدات على الركوب معها عن السائقين الرجال فتقول: "الناس بدأت تطمن ليه وبدأو يطلبونني بالاسم عشان أوصل ابنائهم؛ لأنهم بيطمنوا وهما معايا".


 

 

وعن علاقتها مع المرور على الطريق تقول: "بحمد ربنا دايمًا على نعمة حب الناس ليه، كل الناس عرفاني وبتحبني لأني بتعامل كويس معاهم ومنهم ضباط المرور اللي بيعاملنوني كويس جدًا، ده غير إني بفضل دايمًا أمشي ملتزمة بالقوانين، وبتمني إن الرئيس السيسي يدعمني بعربية أجرة تبقي ملكي اشتغل عليها".


 

الجريدة الرسمية