«جولة الفجر».. وسر سعادة الرئيس!
في فجر يوم الجمعة الموافق 18 أكتوبر من العام الماضي ظهر الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهو يتفقد إحدى القواعد الجوية، كما ارتدى زى الطيارين واستقل إحدى الطائرات الحربية، واستمع إلى شرح من عدد من الطيارين لطبيعة مهامهم المكلفين بها، وقتها أثارت الصور التي نشرتها وسائل الميديا المختلفة إعجابا كبيرا، غير أن أحدا لم يعرف سر هذه الزيارة وأسباب السعادة التي بدت واضحة على ملامح الرئيس.
كانت "جولة الفجر" مفاجئة إذ إن الرئيس السيسي كان وقتها عائدا لتوه من زيارة إلى روسيا ألقى خلالها كلمة في المجلس الفيدرالي الروسي، وكان الكثيرون وقتها يأملون أن تؤدى هذه الزيارة إلى عودة السياحة والطيران بين المدن الروسية ومصر، لكن الأيام الأخيرة كشفت جانبا من أسرار تلك الزيارة وما أعقبها من جولة تفقدية في إحدى القواعد الجوية وارتداء الرئيس لأول مرة زي الطيارين.
ولعل ما طالعتنا به وسائل إعلام روسية خلال اليومين الماضيين حول إمداد مصر بـ 24 طائرة من طراز "سوخوي 35" كاملة التسليح في عامي 2020 و2021 يوضح أبرز نتائج هذه الزيارة وربما أهمها على الإطلاق وسر "جولة الفجر"، إذ إن دخول هذا النوع من الطائرات الخدمة في القوات الجوية هو أهم تطور حدث منذ حرب أكتوبر عام 1973، فطبقا للمعلومات التي أوردتها مصادر روسية فإن "سوخوي 35" هي العمود الفقري لسلاح الجو الروسي وهى أكثر طائرات الجيل الرابع تقدما وتتفوق على "إف 15 الأمريكية والرفال الفرنسية واليورو فايتر الأوروبية.
وما يدعو كل مصري إلى الفخر والسعادة أن هذه الطائرة، التي تتميز بقدرات هائلة وتستطيع حمل 8 أطنان من الصواريخ والمقذوفات، يستخدمها أيضا سلاح الجو الصيني منذ عام 2016 وكذا الهند، وبالتالي فإن انضمامها لقواتنا الجوية هو تطور مهم جدا يُمكّنها من أن تكون لها يد طولى قادرة على تحقيق الأهداف المصرية.
إن التحية واجبة للرئيس السيسي ولقيادة القوات المسلحة ومن وقفوا خلف تحديث القوات الجوية بهذا النوع من الطائرات التي تضع مصر على أعتاب الجيل الخامس من المقاتلات المتطورة، وتؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن منظومة التسليح في القوات المسلحة شهدت في السنوات الأخيرة تطورات مذهلة، ليس فقط على صعيد تنويع مصادر السلاح ولكن أيضا على مستوى الاستعانة بأسلحة نوعية هي الأكثر تطورا في العالم، وهى إستراتيجية يحرص عليها جيش مصر العظيم لا سيما في السنوات الأخيرة.