«الفلاحة المصرية» وأحمر الشفايف!
بالقرب من محطة الرمل كان هناك تمثال للمخرج الراحل "يوسف شاهين" يمكن لأي جهة تنظيم مسابقة كبري يكون سؤالها "هل تعرف صاحب التمثال"، ونتحدى إن فاز واحد من المتسابقين، فربما لن يعرفه حتى رئيس حي الرمل نفسه!
وقبلها شاهدنا في المنيا تمثال نفرتيتي وقد حولوها إلى سيدة شديدة العبط بـ "ضب" باتساع الشارع، يمكنه ابتلاع المارة حتى بسياراتهم!، أما تمثال "عباس محمود العقاد" بمسقط رأسه بأسوان فتحول إلى تمثال للشاعر الغنائي "حسين السيد" وظن البعض أن في الأمر خدعة !
وفي مدخل دنشواي كان تمثال "مصطفى كامل" أقرب لواحد ممن تم إعدامهم في دنشواي، وليس لزعيم كبير، حيث كان التمثال لشخص "خلصان" طوله مثل عرضه!.. أما تمثال "أحمد عرابي" بالشرقية فكان أقرب للفنان "محمد العزبي" وهو يغني أغنية نوبية في أحد استعراضات فرقة رضا!
هذه العصابة السرية الخفية التي تجوب البلاد طولا وعرضا اعتقدنا أنها انتهت بعد موجة الغضب التي اشتعلت ضدها إلا أننا فوجئنا بتمثال شهير صممه واحد من أهم الفنانين المصريين، وهو الراحل الكبير "فتحي محمود"، أحد أهم تلاميذ النحات الأسطوري "محمود مختار"، وهو مصمم تمثالي "طلعت حرب" بالقاهرة والزقازيق، وتمثال عروس البحر بالقرب من مكتبة الإسكندرية، وتمثال أوروبا بالإسكندرية وتمثال شهداء الجامعة وغيرها من عشرات الأعمال الكبيرة الخالدة.. واحد من أهم أعماله كان تمثال "الفلاحة المصرية" الذي وضع على مدخل مدينة الحوامدية، ولا نعرف السر الذي "لطش" بعض المسئولين هناك في عقلهم، وقرروا تجديد التمثال فلم يجدوا للتجديد إلا وضع أحمر شفايف على شفاه الفلاحة، وجددوا "ركبة" الفلاحة وبدلا من أن تصبح "ركبتها حديد" دهنوها بالأصفر الفاقع الذي لا يسر الناظرين، وأصبح التمثال لا علاقة له بالتمثال التاريخي الأصلي!
ما الحل لوقف هذه الفوضى وهذا العبث؟ لم يبق إلا ما طالبنا به قبل اليوم من "شرطة خاصة للحفاظ على التماثيل" وطبعا هذا اقتراح ساخر يبكي على المأساة، لكن بات ضروريا القبض على هذه العصابة المجنونة التي لا هم لها إلا تشويه أعمالنا الخالدة ورموزنا الكبيرة!
