«ملاك بودابست».. حكاية إسباني أنقذ آلاف اليهود المجريين من «الهولوكوست»
هرب الآلاف من الناجين من "الهولوكوست" وأحفادهم من النازيين بفضل دبلوماسي إسباني ملقب بـ"ملاك بودابست"، ومع ذلك فإن الراحل أنجيل سانز بريز لم يكن معروفًا في إسبانيا حتى اليوم عكس "أوسكار شيندلر" رجل الأعمال الألماني الشهير ببطولاته وبكونه صاحب الفضل الأكبر الأكبر في إنقاذِ حياةِ آلاف اليهود من جرائم الحربِ النازيةِ.
بطولات بدائية
سلطت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، الضوء على أنجيل سانز، الشهير بـ"ملاك بودابست" وبطولاته البدائية عام 1944 والتي ساهمت في إنقاذ أكثر من 5 آلاف يهودي مجري من الترحيل إلى معسكر الإبادة الجماعية "أوشفيتر".
مكانة أكبر
ويتمتع أنجيل سانز، بمكانة أكبر من شيندلر الذي نال شهرة أوسع في إنقاذ حياة آلاف اليهود من جرائم الحرب النازية.
وكان أنجيل، ساعد يهود المجر على التخفي بأحد المنازل الآمنة في "بودابست" التي احتلها النازيون حسب ما أكدت "إيفا بيناتار" التي قالت إن والدتها أخبرتها أن أنجيل ساعدها هي وشقيقها في التخفي عندما كانت طفلة رضيعة تبلغ أسابيع.
أفلام هيوليود
حالف الحظ والشهرة الألماني أوسكار شندلر الذي تمكن من إنقاذ أكثر من ألف يهودي من المحرقة، حيث تم سرد قصته في قائمة أفلام شندلر في هيوليود، لكن أنجيل لم يلق عليه الضوء نهائيًا رغم أن دوره أكبر.
حرق المليون يهودي
كانت الحرب العالمية الثانية فترة انتشار واسع النطاق للدمار، خاصةً بالنسبةِ لليهود الذين تعرضوا للقتلِ الجماعي المنظّم على يدِ أدولف هتلر الذي قادَ ألمانيا وخطط للقضاء على مليون يهودي مجري، وكان سانز بريز يعمل في السفارة الإسبانية كملحق تجاري، وكان عمره 33 عامًا، وانضم إلى مجموعة الدبلوماسيين الذين قرروا إنقاذ اليهود المجريين.
نجحت خطة هتلر في الأسابيع الأولى بترحيل أكثر من 400 ألف يهودي إلى معقل الإبادة الجماعي "أوشفيتز، قبل أن ينضم أنجيل سانزر، لعدد من الأشخاص الدبلوماسيين السويديين وإصدار جوازات سفر واقية وإنقاذ عشرات الآلاف من اليهود.
تزوير وثائق
مع تزايد التقارير حول تصاعد "الهولوكوست" في معاقل الابادة الجماعية "أوشفيتز" ومواقع القتل النازية الأخرى، بدأ سانز بريز بإبلاغ حكومة فرانكو في إسبانيا بالحقيقة المروعة من خلال وثيقة سرية يتحدث فيها عن تفاصيل الإبادة، ومن حيث قام بتزوير الوثائق القنصلية لمنح الجنسية للاجئين على أساس قانون إسباني عام 1924 يستهدف اليهود السفارديم، على الرغم من أن الجالية اليهودية في المجر كانت أشكنازي.
تحدى سانز بريز مخاطر دوريات النازية والهنجارية، وكذلك غارات الحلفاء، لإيواء اليهود المعرضين للخطر وإخفائهم في السفارة الإسبانية في بودا، حيث استطاع الحصول على موافقة الحكومة الهنجارية على حماية إسبانيا لـ200 يهودي سفارديم، ثم حولت هذه الوحدات البالغ عددها 200 وحدة إلى 200 عائلة وتضاعفت تلك الأسر الـ200 إلى أجل غير مسمى، من خلال الإجراء البسيط المتمثل في عدم التعجيل بأي سلوك آمن.