«مليونية» السيسي!
ملايين الأسر في أفريقيا الآن يتطلعون لاختيار مرضاهم بفيروس (سي) من المليون التي أعلن رئيسنا أمس علاجهم ضمن المشروع المصري، للتخلص من المرض الصعب الذي استطال ليكون إقليميا ويتوسع ليطول أفريقيا كلها..
ملايين الأسر ستسأل من صباح اليوم عن طريقة التقديم وشروط الاختيار وكيفية الحصول على العلاج، وهل سيتم من خلال بعثات صحية وفرق طبية مصرية أم سيكون من خلال المجيء إلى مصر بحصة لكل دولة حسب عدد المرضى بها، أم لا هذا ولا ذاك، وإنما سيكون من خلال بعثات من أطباء هذه الدول يتدربون هنا ثم يعودون بالخبرة وبالعلاج؟
ملايين الأسر الأفريقية ستتابع منذ صباح اليوم كل ما سينشر عن المبادرة المصرية، وسيحلمون من الآن للسفر إلى مصر لرؤية النيل والأهرام وزيارة ضريح جمال عبد الناصر، كما كان يحلم "نيسلون مانديلا"، وكما حدد الأماكن الثلاثة كأمنية قبل أول زيارة له لمصر بعد الإفراج عنه!
ملايين الأسر ستفكر من اليوم لزيارة السفارة المصرية في بلادهم أو سيوصون أقاربهم ـ لو كانوا من مدن بعيدة عن العواصم ـ ممن سيزورون عواصم بلادهم بالمرور على السفارة المصرية للسبب نفسه!.. وملايين الأسر سيرددون اسم مصر في كل مكان ويوصلون في أذهانهم ما انقطع عن مصر السنوات الأربعين الماضية!
قرار واحد من بين مجموعة قرارات في ختام ملتقى الحوار العربي الأفريقي سيقلب الدنيا.. أو للأصح سيعدل الدنيا التي كانت مقلوبة بالفعل عكس ما نريد ونتمني وعكس المنطق وحقائق الأشياء.. شيئا فشيئا يعود النفوذ المصري الناعم إلى أفريقيا بعد فقدانه طويلا.. لا قوة ولا نفوذ ولا دور ولا أمن قومي بلا أي تكلفة..
الأدوار الكبيرة تحتاج تضحيات كبيرة.. من يقول غير ذلك مغرض أو جاهل أو واهم.. وقد رددته الجماعة الملعونة كذبا وزورا وافكا على مصر الستينيات وصدقهم كثير من البسطاء وسيرددونه من الغد على مصر اليوم وعن الأموال التي تنفق في غير محلها وغيرها وغيرها من الأباطيل المعتادة ولنستعد جميعا لمواجهته!
أمس رتب السيسي مشروعه للأشقاء والأصدقاء كما رتبه للمصريين.. بنك الأفكار والتنسيق بين الجامعات العربية الأفريقية ثم يأتي العلاج لهؤلاء وأولئك.. الاهتمام بعقل الإنسان يسبق الاهتمام بجسده وبدنه!
وكان في مبادرة الرئيس للأشقاء العرب على أرضنا نصيب.. لتعود مصر وبسرعة غير متوقعة إلى مكانتها عربيا وأفريقيا وفق مناخ لا يقبل أقل من ذلك ولا يسمح بأكثر منه.. الرئيس يختتم حديثه بتحيا مصر وتحيا الأمة العربية وتحيا أفريقيا.. ثلاثية تعيد للأذهان أدوارا غابت وأحلاما تراجعت.. الآن نسمع رجع الصدي يهتف من كل اتجاه خلف الرئيس: تحيا مصر.. تحيا الأمة العربية.. تحيا أفريقيا!