يعمل بـ«موبايل أبلكيشن».. زراعة عين شمس تؤسس أول معمل دولي لتوفير مياه الري
عميد زراعة عين شمس يكشف تأثير التغيرات المناخية على المحاصيل
داخل إحدى الغرف في الدور الثالث بوحدة البحوث البيئية لمكافحة الآفات بكلية الزراعة جامعة عين شمس، يوجد كنز هو الأول من نوعه يتم إنشائه داخل أروقة جامعة حكومية ليجعلها فريدة من نوعها في المساهمة الفعالة بالنهوض والمشاركة الاجتماعية في الأزمات التي تمر بها مصر وهو افتتاح المعمل الدولي لتوفير مياه الري.
ومع ما تمر به مصر الفترة الأخيرة من وضع مائي حرج، وأزمة بمثابة جرس إنذار خطر على حصة مصر من مياه النيل وتدفقها، تزامنا مع بدء إثيوبيا في بناء "سد النهضة" والذي يجعلنا على أعتاب دخول مرحلة الفقر المائي، ويؤثر بدوره سلبًا على الثروة الزراعية وإنتاج المحاصيل التي تحتاج إلى كميات وفيرة من المياه، حرصت كلية الزراعة جامعة عين شمس في المساهمة في إيجاد حلول لتلك المشكلة وترشيد استخدام المياه المستخدمة في الزراعة، وذلك من خلال دورها الريادي والاستفادة من الخبرات والشراكات المختلفة، فقامت بالتعاون مع معهد البيئية جامعة نينغيشيا الصينية لإنشاء المعمل الدولي لتوفير مياه الري.
"استخدام النظم الذكية".. كلمة السر لتوفير المياه المستخدمة في الزراعة بأقل الإمكانيات وبطرق تكنولوجية حديثة، فيقول الدكتور أحمد جلال، عميد الكلية، لـ"فيتو"، إن الكلية تحرص على تكوين شراكات واتفاقيات مع الجانب الصيني للاستفادة من الخبرات الصينية بالمجال الزراعي، فتم الاتفاق على إنشاء المعمل الدولي لتوفير مياه الري والذي يعد الأول من نوعه ليس فقط في الجامعات الحكومية ولكن في مصر، مؤكدًا أن جميع محتويات المعمل من أجهزة ومعدات هي إهداء من الجانب الصينى، والتي تساهم في تدريب الطلاب على استخدام النظم الذكية لتوفير المياه المستخدمة في الزراعة.
وتابع عميد "زراعة عين شمس" أنه يتم استخدام "سينسور" يقوم بتحديد احتياجات الأرض أو النبات من كمية المياه المطلوبة بحيث يمكن تشغيل ذلك عن طريق "الموبايل أبلكيشن " والتي يتم توصيلها بالشبكات والأجهزة، ومن خلال تلك الأجهزة الحديثة يمكن تحديد أماكن العطل من خلال السيستم مما يوفر الجهد، كما يمكن التحكم في فتح أو غلق الري من المنزل، وهناك خطة لتدريب الطلاب لبدء استخدامها بالأراضي الصحراوية.
"لا يحتاج طاقة".. استكمل "جلال" حديثه قائلا: إن ما يميزه هو عدم احتياجه للطاقة؛ لأنه يمكن استخدام الطاقة البديلة كالطاقة الشمسية أو طاقة الرياح، مشيرًا إلى أن المعمل عبارة عن أجهزة يتم من خلالها إجراء الاختبارات، وخراطيم مياه جزء منها مُصمت والجزء الآخر تنشع منه المياه بحيث تروي النباتات فقط، ويمكن التحكم في كل ذلك من على بعد عن طريق المناظم وخراطيم المياه، مما يؤدي إلى توفير العمالة أيضًا.
وعن كمية المياه التي يتم توفيرها عن طريق تلك التقنية، قال الدكتور أحمد جلال: "يتم توفير 40% من المياه المستهلكة، وفي حال تطبيق ذلك النظام على جميع الأراضي الزراعية سيتم توفير جزء كبير من المياه في الزراعة وسيعود ذلك بالنفع خاصة بعد أزمة سد النهضة".