«عمر الشقى بقى».. قصة رجل العصابات الناجي من هجوم نيوزيلندا
شاء القدر أن يكتب لبعض الأشخاص الذين كانوا على مقربة من مسجد بنيوزيلندا النجاة من وابل الرصاص بعد زيارة المجمع الإسلامي قبل دقائق من إطلاق المسلح النار.
داريل موسى.. أو كما يعرف بـ"رجل العصابات المتسول"، البالغ من العمر 52 عامًا، والذي أطلق سراحه الشهر الماضي بعد أن ظل بالسجن لمدة 13 عامًا لارتكابة جريمة سيئة، خرج دون مأوى وعمل، الأمر الذي اضطره للجلوس أمام مسجد "النور" بشكل مستمر للتسول.
صداقة ناجية
في ظل استمراره بالجلوس للتسول أمام مسجد "النور" بنيوزيلندا، أقام داريل علاقة طيبة مع الجالية المسلمة في المسجد بعد أن أثبت لهم مدى ابتعاده عن الأعمال السيئة التي كان يرتكبها قبل القبض عليه وحبسه لسنوات، الأمر الذي دفعهم لمساعدته في إعادة حياته من جديد إلى المسار الصحيح، خاصة أنها كان دائمًا يحمل لافتة تحمل علامة البحث عن عمل.
وقدم عدد من الأشخاص من الجالية المسلمة الذين يترددون على المسجد بصفة مستمرة المساعدات، والتي تمثلت في غرفة صغيرة وملابس وجهاز تليفزيون وكرسيين ومراتب ومال لشراء الطعام اللازم، والإمدادات الأساسية اللازمة مثل مسحوق الغسيل وغيرها.
لسه في العمر بقية
بعد أن أمده المسلمون بهذه المساعدات غادر "المتسول" المسجد فرحًا بما قدم له وشكر أصدقاءه، وقرر الذهاب لترتيب الأغراض التي منحت له، ومن ثم عاد بعد ساعات إلى المسجد حاملًا بعض الخبز والحليب لسداد ما فعلوه من أجله من خير وغادر على الفور، ليأتي بعد ذلك بدقائق الإرهابي الذي سلط الرصاص على كل من كانت تقع عليه عينه أمام وداخل المسجد، ولولا حكمة الله في العمل الخيري الذي قدمه المسلمون له لكان ضمن الضحايا الملقون على الأرض بعد تعرضهم لوابل من الرصاص.
حكاوى الهجرة
قال داريل: "إن كل شيء كان طبيعيا.. لقد كانوا جميعًا سعداء، يضحكون، ويصلون صلواتهم، ويتحدثون كالمعتاد"، مشيرًا إلى أنه في كل مرة يلقاهم كان يقول مرحبًا بزملائنا الجدد، ويظل يستمع لقصص هجرتهم إلى نيوزيلندا من مناطق الاضطرابات في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك أفغانستان، بسبب "القنابل والأشياء التي تنفجر".